سامي عبد الرؤوف (دبي)

تشارك الإمارات في مبادرات وحملة «أكتوبر الوردي» العالمية للتوعية حول مخاطر سرطان الثدي عند النساء وسبل الوقاية منه، حيث يعتبر أكتوبر الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، وفق أجندة منظمة الصحة العالمية. 
وتنظم الجهات الصحية الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، لرفع الوعي بأهمية الفحوص المنتظمة والكشف المبكر وخاصة للإناث فوق سن الأربعين، وتوفير فرصة أفضل لمعالجة سرطان الثدي والوصول إلى معدلات نجاة مرتفعة. 
وتطلق وزارة الصحة ووقاية المجتمع حملة وطنية للتوعية بسرطان الثدي، تحت شعار «افحصي وطمنينا»، وتهدف الحملة التي تستمر خلال شهر أكتوبر، إلى رفع مستوى الوعي عند أفراد المجتمع بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي ووسائل الوقاية، بالإضافة لعوامل الخطورة المسببة للإصابة وكيفية الفحص الذاتي وأهمية الرضاعة الطبيعية للأمهات في تعزيز الوقاية. 
وتجري الحملة، نوعين من الفحوص للنساء، الأول: فحص الماموجرام لمن بلغن 40 عاما فأكثر، وخاصة النساء اللواتي لم يقمن بإجراء الفحص منذ أكثر من عامين، والثاني: الفحص السريري فقط لمن هن اقل من 40 عاما. 
وتسعى الحملة للتوعية بكيفية التعامل مع المرض في حالة الإصابة، فضلا عن تزويد المصابين بالرعاية التلطيفية نظراً لأهمية الجانب النفسي في استجابة المرضى للعلاج، وتتزامن الحملة مع شهر التوعية بسرطان الثدي. 

نتائج وطنية 
وأكد الدكتور حسين عبد الرحمن الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة، أهمية شهر التوعية بسرطان الثدي في إطار تعزيز مستهدفات البرنامج الوطني للفحص المبكر عن سرطان الثدي، الذي يتسق مع استراتيجية الوزارة لتعزيز أنماط الحياة الصحية بطرق مبتكرة ومستدامة تضمن وقاية المجتمع من الأمراض، بما يسهم بتحسين نتائج المؤشر الوطني لخفض وفيات أمراض السرطان أحد أهداف الأجندة الوطنية. 
وأشار إلى ضرورة تشجيع السيدات على مراجعة المنشآت الصحية لإجراء فحص بجهاز ماموجرام وتدريبهن على عملية الفحص الذاتي الدوري. حيث يسهم الكشف المبكر في رفع معدل الشفاء إلى أكثر من 90%..
وأوضح، أن الحملة التوعوية السنوية بسرطان الثدي، التي تنطلق مطلع أكتوبر الجاري وتشمل تنفيذ حزمة من الأنشطة التوعوية الافتراضية من خلال نشر الرسائل التوعوية في وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للوزارة وعرض الفيديوهات التوعوية في شاشات مراكز التسوق والجهات الحكومية لتشجيع أفراد المجتمع على الكشف المبكر لسرطان الثدي وأهمية الفحص الذاتي وتشجيعهم على اتباع أنماط حياة صحية للوقاية من السرطان بهدف خلق مجتمع مثقف وواع بمخاطر المرض وطرق الوقاية منه. 
وتشمل الحملة تنفيذ المحاضرات التوعوية لبعض الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات المجتمعية طوال شهر أكتوبر. 
وكشف الرند، أن الجهات الصحية نجحت في خفض معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بسرطان الثدي من 33 حالة لكل 100 ألف من السكان عام 2020، إلى 26 حالة لكل 100 ألف من السكان عام 2021. 
من جهته، قال الدكتور مهدي العفريت، اختصاصي طب الأورام بمستشفى برجيل التخصصي بالشارقة، المدير الطبي: «لا بد من الالتزام بالفحوص الدورية السنوية للوقاية من سرطان الثدي، والتركيز على نشر التوعية، باعتباره الحل الوحيد للكشف المبكر وتقليص الوفيات بسبب هذا المرض». 

الكشف المبكر 
وأضاف: «الكشف المبكر عن الإصابة يقلل نسبة الوفيات بسرطان الثدي بنسبة تتراوح بين 60 و70%، كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الفحوص يساعد على كشف مراحل ما قبل الإصابة بسرطان الثدي، وأيضا تقليل تأثير الإصابة في حال حدوثها». 
وأكد، أهمية نشر الوعي للكشف المبكر عن أورام الثدي واستهداف الشريحة العمرية للسيدات من 40 – 69 سنة بأهمية إجراء الفحص الذاتي وأشعة الماموجرام بشكل دوري كل عامين أن لم تكن السيدة تحت عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالأورام السرطانية.

التقنيات الحديثة
ذكرت الدكتورة كندة الدويدري، اختصاصية الأشعة التداخلية للثدي بالمستشفى الأميركي بدبي، أن «الفحص الدوري للكشف المبكر عن سرطان الثدي، يهدف إلى كشف الورم في مراحله البدائية عندما يكون صغير جدا قبل أن تستطيع السيدة أو طبيبها المعالج الإحساس به». 
وأضافت: ورم الثدي في هذه المرحلة -قبل السريرية- يمكن استئصاله كليا بعملية جراحية صغيرة مع المحافظة على الثدي بحيث تبلغ نسبة الشفاء الكامل 99%، وتمتلك الجهات الصحية احدث الأجهزة للكشف المبكر عن سرطان الثدي وآخر ما تم تطويره من التقنيات لأجراء الخزعة التداخلية بدقة عالية وتكنولوجيا متطورة».
وأشارت إلى أنه يتم التعامل مع كل مريضة بشكل شخصي بوضع خطة دورية للكشف المبكر عن سرطان الثدي بعد إجراء تقييم خاص لنسبة الخطورة بالإصابة بسرطان الثدي لديها بالاعتماد على عدة عوامل أهمها القصة العائلية، العمر والمعالجة الهرمونية. 
وأفادت أنه يتم اعتماد طريقة الفحص الآني والتقييم الفوري لكل مريضة، لأننا نتفهم ما يمكن أن يسببه هذا الفحص من قلق وتوتر، نقوم بإجراء الماموغرام وجميع الفحوص المتممة بالإضافة للالتراساوند -في حال لزومه- فورا.  وأوضحت انه يتم تقييم الحالة من قبل أحد اختصاصي الأشعة –المختصين بأمراض الثدي- بحيث تحصل المريضة على النتائج والتشخيص وتتم إجابة جميع أسئلتها فورا بعد الفحص، وأن تصوير الثدي الشعاعي هو تصوير للثديين بالأشعة السينية، يوفر معلومات تساعد على معرفة ما إذا كنتِ مصابة بورم أو بتغيرات أخرى في الثدي، ويمكن لنتائج تصوير الثدي الشعاعي أن تساعد مقدم الرعاية الصحية على اكتشاف سرطان الثدي قبل سنة إلى 3 سنوات من أن يتمكن، أو يتمكن مقدم الرعاية الصحية من تحسس ورم في الثدي.