فهد بوهندي (الفجيرة)
يبدأ مع نهاية فصل الصيف انتعاش موسم الزهور البرية في الساحل الشرقي للدولة، حيث تتمتع بمنظر جمالي رائع وخصوصا الأنواع المنتشرة في المناطق الجبلية، ومنها ما هو مشترك بين النظام الصحراوي والنظام الصخري الطبيعي، حيث إن المناخ في الإمارات صحراوي جاف ولكن في جغرافيا الساحل الشرقي الجبلية تختلف فيها درجات الحرارة عن باقي مناطق الدولة، مما كان له أثر على الغطاء النباتي الطبيعي، والذي عاد أثره على الجبال التي تكتسي بتنوع فريد من النباتات المحلية والأعشاب المختلفة.
وأكدت المهندسة فاطمة الحنطوبي الخبيرة البيئية أن النباتات والزهور المحلية تم تصنيفها إلى عدة أنواع حسب الاستفادة منها إلى أشجار ظل ونباتات علاجية، ونباتات رعوية، وزهور محلية، والأخيرة لها دور كبير في إنتاج العسل المحلي في الساحل الشرقي.
وأضافت الحنطوبي: «الزهور في الساحل الشرقي أو في جبال إمارة الفجيرة ما هي إلا موروث طبيعي وطابع تتميز به البيئة الطبيعية في إمارة الفجيرة، وحين نتطرق للشرح عن النباتات الطبيعية واستخداماتها خصوصاً المزهر منها، والأخرى ذات الأهمية الجمالية، فهناك كثير من الزهور البرية والتي تنمو بشكل أوسع في نطاق البيئة الجبلية وغالبيتها تم رصدها في جبال مدينة دبا الفجيرة، وحددت فترات ذروة إزهارها من يناير إلى أبريل.
وأكدت أن النباتات المحلية في البيئة الإماراتية لها القدرة على تطوير المناظر الطبيعية في ظروف المياه المالحة ونقص المياه، مما يؤدي إلى تقليل استخدام المياه في تنمية المناظر الطبيعية، وسيكون للحفاظ على النباتات المحلية واستخدامها كنباتات زينة في تنسيق الحدائق ميزة إضافية لها مردود اقتصادي، كما لها دور في حفظ التنوع البيولوجي المحلي في دولة الإمارات التي تضم أكثر من 436 نوعاً من النباتات المحلية، تنتشر على مساحات خضراء في منطقة واسعة من الدولة، حيث منها الغابات المزروعة بالأنواع المستوردة مثل زراعة أكثر من 330 ألف هكتار من الغابات لتعزيز الحفاظ على التربة حتى عام 2009 ومنها الأراضي الزراعية الإنتاجية حيث تقدر مساحة الأراضي الزراعية في الإمارات بنحو 75283 هكتارًا.
وأضافت: هذه المساحات الخضراء ذات الأنواع المستوردة تستهلك 80 في المائة من المياه لمشاريع تخضير مختلفة، ويتم تلبية هذه الكمية الكبيرة من الطلب على المياه من خلال تحلية مياه البحر التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة وتطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وجميعها لها تأثير سلبي على النظم البيئية، بالإضافة إلى الرعي الجائر والنمو الحضري، وتمتاز البيئة الجبلية بوفرة العيون والأفلاج المتنوعة، والبيئات الطبيعية، والعيون والينابيع أحد أهم هذه البيئات نظراً لغناها وتنوعها الحيوي العالي ووفرة الغطاء النباتي فيها الذي يزداد في فترة اعتدال درجات الحرارة ما بين يناير إلى نهاية شهر أبريل من كل عام. فالزهور الطبيعية أو النباتات المزهرة في الساحل الشرقي كثيرة ومميزة وذات ألوان جذابة مختلفة منها ما يستخدم في العلاج قديما ومنها ما هو ذو قيمة رعوية ومنها ما هو مثمر ومغذ.
وقالت الحنطوبي: من هذه النباتات البرية في المنطقة الخنصور الذي يعد من النباتات الرعوية والسيقان والأزهار والفاكهة الصالحة للأكل في أول ظهورها كما يمكن شرب عصارتها، وتستخدم أيضا في الطب كعلاج لارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكبد وعسر الهضم. للخنصور ألوان مختلفة، للزهرة لون يحدد نوعا معينا من العائلة النباتية لها، كما يوجد نبات «العوسج» من النباتات المحلية الطبيعية في الساحل الشرقي ينمو في التربة الحصوية في الساحل الشرقي تستخدم سيقانه في إنتاج الفحم والحطب، كذلك «العسبق» من نباتات الجبل وله دور أيضاً في إنتاج الطاقة والإشعال حيث تستخدم سيقانه الجافة في إشعال الموقد وله منظر جمالي، كما يستخدم العسبق كذلك في بناء المساكن القديمة. إضافة إلى نبات «الأشخر» من فئة النباتات ذات العصارة الحليبية ينمو بشكل واسع في الساحل الشرقي وهو كثير الاستعمالات، يستخدم كعلاج ويرعى عليه النحل لينتج عسل نبات الأشخر، ومن الأعشاب الجبلية الرعوية نبات «الحوا» ينمو في الجبال والوديان.