إبراهيم سليم (أبوظبي) 

يُعد الدمج التعليمي ممارسة تعليمية تعتمد على مبدأ دمج الطلاب أصحاب الهمم، دمجاً كاملاً في الفصول الدراسية للتعليم العام في المدرسة، تعتمد فلسفة الدمج حسب الخبراء على فكرة أن لكل فرد -بغض النظر عن إعاقته- الحق في الاندماج الكامل في نسيج المجتمع، إذ أن التعامل ومخالطة عدد من الأطفال، مما يساعد الأطفال الانطوائيين وأطفال التوحد على الانخراط بين ذويهم من الأطفال، بما فيهم غير المبصرين، ويخلق أجيالاً قادرة على التعامل الإنساني مع هذه الشريحة.
خطت دولة الإمارات خطوات مهمة تعد من الأبرز بالمنطقة، وعالمياً على صعيد تعليم الأطفال أصحاب الهمم عامة، من خلال «الدمج» بمن فيهم ذوو الاحتياجات البصرية على وجه الخصوص مع الأطفال العاديين في البيئة التربوية العادية إلى الحد الأقصى الممكن، وقد عُرف هذا التوجه بمبدأ «البيئة الأقل تقييداً»، وحققت عمليات الدمج نتائج مذهلة فاقت تصورات بعض أولياء الأمور، وهم يطالعون أبناءهم وهم يتطورون يوماً بعد يوم وتتغير حياتهم للأفضل، وأصبحوا أكثر اندماجاً مع المجتمع المحيط بهم، وتفاعلت مع عمليات الدمج في الدولة جملة من العوامل منها جهود المؤسسات والقطاعات الحكومية في حماية حقوق أصحب الهمم، والتشريعات والقوانين التي تضمن حقوق أصحاب الهمم، وتغير نظرة المجتمع نحو الإعاقة، وجهود الآباء والأمهات مع أبنائهم أصحاب الهمم لتنمية قدراتهم وإمكاناتهم إلى أقصى قدر ممكن، ونتائج الدراسات التقويمية في ميدان التربية الخاصة التي تقوم بها مراكز همم لخدمات التعليم الدامج بدولة الإمارات العربية المتحدة.

 بداية، أكد محمد نصر اختصاصي الإعاقة الذهنية، أن شعار دولة الإمارات «لكل طفل الحق في التعليم»، وقضت قوانينها الاتحادية بإلزامية التعليم لتشمل المراحل التعليمية كافة وصولاً لسن الثامنة عشرة. كما تدعم الدولة الخدمات التعليمية، وتوفر الأدوات والسبل التربوية الخاصة لأصحاب الهمم، لتفعيل دورهم التنموي في المجتمع بشكل كامل.
وأكد أهمية الدمج، والذي غير حياة كثيرين إلى الأفضل، بفضل عناية الدولة بكل الشرائح ومنها أصحاب الهمم، وحقهم في الحصول على التعليم الجيد كل حسب نوعية إعاقته، وأوضح أن أهمية الدمج تكمن في نقاط عدة، من بينها تنمية الهوية الوطنية، فعندما يشعر الطالب من فئة أصحاب الهمم أنه متقبل اجتماعيًّا وأنه يشارك الطلاب العاديين، يشعر بالثقة وقيمته في الحياة، كما يكتسب الطالب مهارات جديدة تجعله يواجه التحديات وصعوبات الحياة مما يسمح بحدوث نمو اجتماعي ويقلل من الوصم بالإعاقة.
وبين نصر أن الدمج ينمي شخصية الفرد المتكاملة، فالتعليم هنا ليس قاصراً على النمو المعرفي فقط، ولكن المقصود بالتعليم الشامل هو الذي ينمي جميع جوانب الشخصية الجسد والروح والعقل، ويعدل من سلوكيات الطفل، فتفاعل الطفل مع أقرانه العاديين ينمي الاتجاه الإيجابي ويساعد في تعديل النظرة المجتمعية ويكسبه نمواً نفسياً جيداً يساعد على تعديل سلوكه.
كذلك أهمية الدمج للأطفال العاديين، حيث إنهم يعرفون من الصغر احتياجات طلاب أصحاب الهمم والتفاعل معهم مبكراً، ويكسبهم ذلك مهارة التعامل معهم ومعرفة قدراتهم ويشعرهم بأهمية أصحاب الهمم في المجتمع.
وتناول اختصاصي الإعاقة الذهنية، بعض الأمور المتعلقة بذوي الهمم، والتي تكشف بوضوح اهتمام الدولة، إذ يعتبر القانون الاتحادي رقم 29 لسنة 2006 بشأن حقوق المعاقين والمعدل بقانون اتحادي رقم 14 لعام 2009 أول قانون يصدر في الدولة لحماية أصحاب الهمم، وينص القانون على الحقوق والرعاية، والفرص المتساوية لهم في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والتدريب والتأهيل، ويهدف إلى ضمان حقوقهم وتوفير جميع الخدمات في حدود قدراتهم وإمكاناتهم.

من أهم ما استحدثته وزارة التربية والتعليم لأبنائها من أصحاب الهمم، هو أنها قد أنشأت منذ عام 2008 إدارة معنية بأصحاب الهمم (سابقاً إدارة التربية الخاصة)، والتي تعمل على تعزيز وتأمين حقوقهم، وإمكانية حصولهم على نفس الفرص التعليمية المتوفرة للطلبة الآخرين من غير أصحاب الهمم، بالإضافة إلى توفير معلمين متخصصين في غاية المهارات السلوكية التي تمنحهم الكفاءة لتدريسهم والعناية بهم، وتقدم كافة الخدمات والتقنيات المساعدة من دون مقابل للطلبة أصحاب الهمم في المدارس الحكومية (انتقلت هذه الخدمات المباشرة لمؤسسة الإمارات للتعليم منذ 2020).
 وعدد نصر الخدمات المقدمة للطلبة أصحاب الهمم في المدارس ومنها: «تهيئة البيئة المدرسية كتوفير المنحدرات والمصاعد ودورات المياه المخصصة لأصحاب الهمم وتوفير حافلات خاصة، وتهيئة البيئة الصفية كذلك لجميع فئات الإعاقة من الأدوات والوسائل والتقنيات المناسبة حسب كل فئة، وتجهيز فصول التربية الخاصة وغرف مصادر التربية الخاصة، وتوفير كوادر بشرية متخصصة لتقديم كل الخدمات للطلبة أصحاب الهمم من قبل المؤهلين المتخصصين (معلم التربية الخاصة- مساعد معلم -مرافق - مترجم لغة إشارة -اختصاصي تعليم برايل – اختصاصي إعاقة بصرية/ ضعف بصر – اختصاصي نفسي -اختصاصي اضطرابات التواصل – اختصاصي التربية الخاصة).
وكذلك تقديم خدمة تقييم وتشخيص الطلبة أصحاب الهمم من قبل فريق متعدد التخصصات، وتقديم خدمات مساندة وجلسات علاجية وتأهيلية فردية وجماعية للطلبة أصحاب الهمم كل حسب احتياجه مثل (جلسات النطق واللغة- جلسات تعليم برايل- جلسات تعديل سلوك- جلسات لغة إشارة- جلسات فردية للطلاب أصحاب الهمم)، وتقديم جلسات استشارية وتوعوية وإرشادية لأولياء أمور الطلبة أصحاب الهمم، الهدف منها تقديم الدعم لأولياء الأمور وإرشادهم لضمان تحقيق الدمج الناجح لأبنائهم، وتوفير الأجهزة والتقنيات المساعدة للطلبة أصحاب الهمم حسب فئات الإعاقة بشكل سنوي، ودمج أصحاب الهمم في المشاركات والمسابقات والأنشطة ووضع أنشطة وبرامج خاصة بهم تناسب قدراتهم وتنمية مهاراتهم.

 من جانبه، أكد الاستشاري الدكتور كريم منصور أستاذ الصحة النفسية، أنه بشكل عام يعتبر أصحاب الهمم بدولة الإمارات العربية المتحدة والمعاقون بصرياً منهم خصوصاً الأوفر حظاً بين ذوي الإعاقات المختلفة في الدول الأخرى، حيث تسعى الدولة متمثلة في مؤسسة التعليم المدرسي لتطبيق سياسة الدمج بكل أشكاله من توفير الدمج الأكاديمي وصولاً للدمج المجتمعي، حيث توفر مراكزُ همم لخدمات التعليم الدامج والمدارسُ الحكومية كلَّ الوسائل التعليمية والأدوات البصرية المعينة لحالات ضعف البصر وكف البصر، وتتعدد الوسائل المعينة للتلاميذ ضعاف البصر من تجهيزات الفصل العادي بأجهزة التكبير ليتعلم المعاق بصرياً جنباً إلى جنب زميله العادي والأجهزة اللوحية (IPad) ومسطب عليه برامج وتطبيقات تعليمية خاصة، والمكبرات الإلكترونية اليدوية (Electronic Manual Magnifier)، والعدسات المرنة، والمكبرات اليدوية العادية، وأجهزة مكبرة يمكن توصيلها بشاشات التلفاز وشاشات الحاسب لتجعل التعلم أكثر مرونة وتشويقاً.
وقال إنه بالنسبة لحالات كف البصر، فقد يختلف أسلوب تعليمهم واستراتيجيات التدريس، لكن الهدف واحد وهو تعلم ودمج الطالب على نحو أفضل، حيث يتم توفير أجهزة بركينز لتعليم الطلاب القراءة والكتابة بطريقة برايل وأجهزة النوت تاتش والنوت تاتش بلس لتحويل النص المكتوب إلى نصوص بارزة ومادة مسموعة وجهاز الأيبياف لتصميم الخرائط والرسومات البارزة.. وتسعي كليات التربية ومؤسسة التعليم المدرسي إلى تدريب الكوادر البشرية على استخدام هذه الأجهزة لتدريب أبنائها من ذوي الاحتياجات البصرية.
ولا يمكن أن نغفل دور الدولة في الاهتمام بتعزيز الدمج المجتمعي لأصحاب الهمم بصرياً من خلال توفير وتأمين المواصلات وسبل التنقل والعلاج أيضاً، خاصة أنهم حظوا بفرص جيدة للتوظيف في القطاع الحكومي والخاص بعد صدور قانون على مستوى الدولة بشأن ذوي الإعاقة، والذي تنص بنوده على أحقية العمل لذوي الإعاقة وفق مؤهلاتهم وقدراتهم، بالإضافة إلى توقيع الدولة للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتهيئة المجتمع لتقبل هذه الفئة من خلال الاحتفال بفعاليات العصا البيضاء للمكفوفين في الخامس عشر من أكتوبر واليوم العالمي لبرايل في الرابع من يناير.

فاطمة السويدي: رعاية شاملة توفرها الدولة لأصحاب الهمم في المدارس 
قالت فاطمة عبدالله جمعة السويدي «أم شما»: أنا سعيدة بالدمج والذي انعكس إيجابياً على ابنتي، منذ بداية انطلاق مسيرة التعليم مع ابنتي الغالية شما بدأت والحمد لله بهمة ونشاط من خلال ما قمت به من رعاية واهتمام، وأشكر جهود دولتنا وحكومتنا على الرعاية الشاملة التي تم توفيرها لأصحاب الهمم في المدارس الحكومة، ووفرت المعلمين المؤهلين ذوي الكفاءة العالية في تعليم أطفالنا، كما وفرت وسائل تعليمية خاصة لفئة أصحاب الهمم.
وتابعت: كان الأهم هو عندما قررت أن أسجلها في حضانة قريبة من المنزل عندما كان عمرها ما يقارب 3 سنوات، وكنت قلقة، ولكن كانت البداية موفقة لها، إذ استفادت كثيراً من الحضانة واعتبرتها تهيئة لها للعام الذي سيليه والحمد لله وبفضل من الله رأيت في ابنتي قابليتها للدمج والتعلم، ولهذا قررت عندما علمت أن هناك دمجاً في المدارس الحكومية في وسائل الإعلام وشدني الخبر وذهبت أبحث عن الموضوع بجديه لتجهيزها للعام القادم وتسجيلها في مدارس الحكومة ليكون لها كرسي على مقاعد المدرسة.
وكان قبولها بالنسبة لي السعادة الحقيقية كون ابنتي ستلتحق العام القادم بالمدارس الحكومة تحت اسم أطفال الدمج، ولا يعلم أحد مدى شعوري وإحساسي كأم، وكنت سعيدة وأنا أجهزها للعام الدراسي، وكنت أحدثها باستمرار لتهيئتها للمدرسه والدمج مع أطفال المدرسة.. وتم قبولها في روضة الرضوان، وأوجه لهم من منبر صحيفة الاتحاد شكراً خاصاً لجميع الطاقم من إداريين ومعلمين ومساعدين على ما قدموه من تعاون واهتمام، فقد أسهموا في تطور ابنتي معهم وتحسن مستوى طفلتي الصغيرة.

وقالت: نشكر قياداتنا الرشيدة على هذا الاهتمام الذي أولته لأبنائها، وأنا كأم قد لاحظت أن ابنتي تتحسن دراسياً يوماً بعد يوم بفضل عملية الدمج، وما أسعدني أني كنت أرى السعادة على وجهها٬ وتقبلها للدمج وحبها لأطفال الروضة، وتضيف: كنت انتظرها كل يوم عند عودتها من الروضة وأستمتع بحديثها عن يومها في المدرسة، كثيراً ما شدتني تصرفاتها التي تقوم بها وأنظر إليها بانبهار، وهذا ما شجعني على الاهتمام أكثر وأن أتعاون أكثر مع إدارة المدرسة والمعلمين لصالح ابنتي.
وعندما تخرجت ابنتي من الروضة اقتنعت اقتناعا تاماً، أنها بحاجه مستمرة إلى الدمج لما رأيته على شخصيتها، فاستغللت الإجازة الصيفية في تسجيلها في المراكز الصيفية حتى تستمر وتكون أكثر اندماجا مع الآخرين، وهي الآن تخطو خطواتها في العام الدراسي الجديد بمدرسة خليفة أ، وانتقلت إلى المرحلة الابتدائية، ومن حسن حظنا، وجدت الذي كنت ما أتمناه وجدت الاهتمام من أول يوم في المدرسة بالمدمجين ومنهم ابنتي من مديرة المدرسة إلى الطاقم الإداري والمعلمين، أشكرهم جزيلاً ولن أوفي حقهم لأنهم يستحقون الشكر والتقدير على ما قدموه لي، تعاونوا معي في كثير من المجالات والمهارات التي جعلت من ابنتي طفلة منطلقة ومتحدثة ومتحسنة دراسيا وصارت أكثر اندماجا وأكثر طلاقة في الحديث، وجدت فيها روح التعاون مع أصدقائها وأصبحت اجتماعيه تحب المشاركة في الأنشطة والفعاليات وتنافس أصدقاءها الآخرين، كم سعدت عندما رأيت ابنتي مع أصدقائها على مسرح المدرسة وهي تشارك في عرض مع معلمتها، اندهشت هذا اليوم بما رأيته نعم وصلت إلى ما كنت أتمنى، الدمج كان له أثره الكبير في تحسن مستوى المدمجين وأسرهم، وكل الشكر لقيادتنا الرشيدة وكل من يقدم عملاً للمدمجين وأصحاب الهمم.

مروى إبراهيم: نشر الوعي المجتمعي لمساندة ودعم وفهم أصحاب الهمم
شاركت مروى إبراهيم، وهي أم لأطفال من أصحاب الهمم (إعاقة ذهنية واضطراب طيف التوحد)، تجربتها والصعوبات التي واجهتها، واستطاعت وأبناؤها تجاوزها، بداية تقول: أشكر الله أولاً على وجود قيادتنا الحكيمة والرشيدة التي اعتنت بهذه الفئة (أصحاب الهمم) بمختلف أشكالها ومستوياتها وحرصت على دمجهم بمختلف المجالات «التعليمية والمهنية»، كما اهتمت بنشر الوعي المجتمعي لمساندة ودعم وفهم أصحاب الهمم بمختلف إعاقاتهم، حيث خلقت هذه الجهود المبذولة بيئة حاضنة لأصحاب الإعاقة، ووضعتهم من أولوياتها من الجانب الصحي، والترفيهي، والتعليمي وصولاً للتأهيل المهني وخلق بيئة عملية خلاقة لهم. وأشارك تجربتي التي غيرت حياتي لأرى من هذه التحديات قوة وعزيمة وإصراراً وكيف أن التقبل، والحب والتوعية تجعل من هذه الإعاقة حافزاً للتغيير والتطور، وفخورة بما حققوه.  وقالت: كلمة إعاقة أو معاق كان لها أثر كبير وصادم على نفسي، حيث إنه من الصعب تقبل الاختلاف والتحديات والصعوبات التي لا يمكن حتى تخيلها، حيث إننا نكتشفها ونلمسها بحياتنا اليومية بمواقف مختلفة ومتفاوتة، وهذه التحديات واجهناها بقوة وعزيمة وإصرار وكيف أن التقبل، والحب والتوعية تجعل من هذه الإعاقة حافزاً للتغيير والتطور، وتم دمجهم، حيث إن ابنتي من ذوي الإعاقة شخصت بالإعاقة الحدية وصعوبات في التعلم. وأشارت إلى أنها واجهت تحديات كبيرة في البداية، وعدم التقبل لقدراتها وتعرضها لمواقف مجتمعية غير واعية (كالتنمر) مما ترك أثراً نفسياً سلبياً عليها، لكن مع التوعية، والاهتمام بالدمج المجتمعي والتعليمي بتسخير الطاقات والمتطلبات اللازمة، بما يتناسب مع قدراتهم تجاوزت هذه المعوقات.

اليوم أشارك فرحتي بتخرج ابنتي من الثانوية العامة بمعدل جيد جداً والبدء بمسيرتها الجامعية وهي فخورة بإنجازاتها، وواثقة بقدراتها ودعم المجتمع لها، وهذا طبعاً حصيلة الرؤية الحكيمة من دولتنا الكريمة بالإيمان بقدرات أبنائنا وبناتنا ودمجهم وتوفير أفضل الفرص المجتمعية لهم، وأكدت أنه بالدمج والتقبل نصنع المعجزات ونكسر الحواجز المعيقة التي تحد من قدراتهم.
وأعربت عن أملها في تكريس المزيد من الجهود لاحتواء أطفال اضطراب طيف التوحد ومتلازمة داون والإعاقات الأخرى ودمجهم واستغلال طاقاتهم الإبداعية المتميزة في التأهيل المهني، حيث إن لهم بصمتهم الخاصة في العمل إن اكتشفت ووظفت في المكان الصحيح، وأنا على أمل أن أشارك فرحتي بابني (إعاقة ذهنية واضطراب طيف التوحد) بإنجازاته وتأهيله المهني، مؤمنة بتلبية قيادتنا لطلباتهم واحتياجاتهم للأخذ بأيديهم.