أكد مسؤولون سودانيون أن تضامن دولة الإمارات قيادة وشعباً مع أبناء الشعب السوداني، الذين تضرروا جراء السيول والفيضانات التي ضربت عدداً من الولايات وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، يجسد عمق ورسوخ العلاقات الأخوية الصادقة بين البلدين الشقيقين وشعبيهما. وقال المسؤولون إن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بدعم الشعب السوداني في ظروفه الصعبة التي يمر بها امتداد لمواقف الإمارات المشرفة مع الشعب السوداني في مختلف المراحل التاريخية لتقدم الإمارات نموذجاً أخوياً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول الشقيقة وهو ما عكسته الوقفة التاريخية التي تضاف إلى سجلها الناصع وحرصها على تقديم كل أشكال الدعم الممكن ليتجاوز الشعب السوداني الظروف الصعبة التي يشهدها جراء التقلبات المناخية القاسية التي أثقلت كاهله. وقال إسماعيل عوض الله العاقب والي ولاية الجزيرة السودانية المكلف إن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بتقديم الدعم العاجل لأبناء الشعب السوداني تستند إلى تاريخ طويل من العلاقات الاستراتيجية المتميزة في مختلف المجالات وروابط الأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين. وأضاف أن السيول في السودان سببت كارثة إنسانية أفقدت العديد من الناس منازلهم وأصبحوا يلتحفون السماء في ظل ظروف فصل الخريف الذي لم ينقطع مطره حتى الآن. وأشار والي ولاية الجزيرة المكلف إلى أن الأضرار كبيرة لكن الوقفة الأخوية الصادقة للأشقاء في دولة الإمارات لدعم المتضررين من أبناء الشعب السوداني عكست قوة التضامن والتآزر بين البلدين الشقيقين وخففت وطأة ما حل بهم في ظل تدفق المساعدات الإنسانية الإماراتية التي كانت بلسما لآلام المتضررين. وأكد أن ولاية الجزيرة لم تشهد مثل هذه السيول من قبل، مشيدا بالدعم الإماراتي المقدم للأسر السودانية المتضررة خاصة محلية "المناقل" التي تعد أولى المناطق التي تأثرت جراء السيول والأمطار في ولاية الجزيرة وهو الدعم الذي ترك طيب الأثر في نفوس السودانيين، مشيرا إلى أن إنشاء الإمارات لمعسكرات الإيواء وفق أحدث المعايير العالمية لاقى صدى إيجابيا على مستوى المناطق المتضررة كونها توفر لهم مكانا آمنا للمأوى. وقال عوض الله العاقب إن الإمارات كانت من أوائل الدول التي هبت لنجدة الشعب السوداني جراء الكارثة الإنسانية، منوها بأدوار الإمارات التنموية والإغاثية على الساحة السودانية وعلى رأسها الاتفاق على إنشاء مشروع لتوليد الطاقة من النفايات بالتعاون مع شركة ألمانية إلى جانب شراكة ذكية مع مجموعة جمعة الماجد تتمثل في إنشاء شبكة طرق في ولاية الجزيرة تتجاوز 40 كيلو مترا ما يؤكد استمرار الخير الإماراتي تجاه الشعب السوداني. من جهته، أكد صلاح الدين علي محمد، نائب والي ولاية نهر النيل المكلف أن الجهود الإنسانية والإغاثية التي تبذلها دولة الإمارات الشقيقة لصالح أبناء الشعب السوداني تسهم في تخفيف معاناة الأسر المتضررة جراء السيول والفيضانات في عدد من الولايات السودانية ومنها ولاية نهر النيل. وقال إن "العلاقات السودانية الإماراتية ممتدة ومتجذرة ونحفظ للأشقاء الكثير. فأياديهم البيضاء ممتدة بالخير في ربوع السودان منذ زمن بعيد وذلك منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" صاحب البصمات الراسخة على الساحة السودانية ويواصل أبناؤه مسيرة الخير الإماراتية لنجدة الملهوف وإغاثة المحتاجين". وأشار نائب والي ولاية نهر النيل المكلف إلى أنه "تم دعم الأسر السودانية بالخيام والمواد الغذائية التي وصلتنا من الأشقاء في دولة الإمارات وهي مبادرة نشكرهم عليها ساهمت في الصمود أمام تبعات الصدمة للكارثة"، مشيدا "بجهود الفرق الإغاثية الإماراتية ووجودها في الميدان للوقوف على احتياجات المناطق المتضررة وتلبيتها بشكل عاجل ما يعكس صادق الأخوة بين البلدين الشقيقين وشعبيهما حيث زارت مناطق بعيدة متضررة وتحملت مصاعب السيول مما يؤكد حرصها على مساعدة شعب السودان". بدوره، قال عبد المجيد أبوبكر مدير محلية جنوب الجزيرة، التي تعد من أكبر محليات ولاية الجزيرة كونها تضم 665 قرية، إن المحلية تضررت بصورة كبيرة جراء السيول والأمطار ما أدى إلى تهدم المنازل كليا وجزئيا في حين تضرر أكثر من 90 ألف فدان من الأراضي الزراعية التي غمرتها المياه. من جانبه، تقدم عبد المنعم موسى أبوضريرة رئيس اللجنة الأهلية للسيول والأمطار في محلية "المناقل" بولاية الجزيرة بالشكر والعرفان والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" على العون الإغاثي الكبير لأبناء الشعب السوداني والوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة التي يمرون بها جراء السيول والأمطار. وقال أبوضريرة إن "دولة الإمارات كانت ولا تزال سباقة إلى تقديم يد العون والمساعدة للشعب السوادني وما وجدنا منهم في كل محنة إلا الخير"، منوها بما يربط الإمارات والسودان من أواصر أخوة ومحبة.