يُعتبر اعتلال شبكية السكري إحدى المضاعفات الرئيسية لمرض السكري وقد تؤدي هذه الحالة إلى فقدان الرؤية إذا تُركت دون علاج لذلك هناك حاجة ماسّة إلى منهجيات مبتكرة وشاملة تحد من مخاطر فقدان الرؤية من خلال التشخيص المبكر لحالات اعتلال شبكية السكري وعلاجها مبكرًا.

وقد استثمرت مؤسسة الجليلة في دراسة بحثية يقودها الدكتور محمد غزال من جامعة أبوظبي لتطوير نظام للتشخيص بمساعدة الحاسوب يتيح تقييمًا مبكرًا لاعتلال الشبكية لدى مرضى السكري.

وقال الدكتور محمد غزال إن "تطوير نظام للتشخيص" لاعتلال الشبكية لدى مرضى السكري: يعتمد تشخيص أمراض الشبكية على قراءة التصوير البصري المقطعي تعتمد بشكل كبير على خبرة وتقدير اختصاصي الشبكية وعلى الرغم من انتشار التقنية في الوقت الحالي لا يتم استخدامها من قبل عموم الأطباء المعالجين لمرض السكري لأن نتيجة الفحص صعبة التأويل ويشمل النظام المطوّر جميع مصابين السكري من النوع الأول والثاني لمساعدتهم على فهم المرض ومراقبته وإدارته وبذلك تقليل أضراره.

وأضاف: تسعى هذه الدراسة إلى تطوير نظام للذكاء الاصطناعي ورؤية الآلة تستخدم التصوير البصري المقطعي التوافقي للتشخيص المبكر والإدارة الصحيحة لأمراض شبكية العين المتعلقة بمرض السكري مما يساهم في ثورة في الطريقة السماح للتشخيص بالانتشار الواسع والانتقال من فحص يحتاج للمتخصصين في شبكية العين إلى فحص يتمكن عموم الأطباء من اجرائه ومن ثم تحويل المريض لمتخصصي الشبكية للاستشارة والتأكيد والعلاج.

وعن أهمية النظام أكد ان مرض السكري وأثره على شبكية العين يعد السبب الأسبق للإصابة بالعمى عند البالغين من الفئة العمرية العاملة في الولايات الأمريكية المتحدة ومعظم مرضى السكري يراجعون اختصاصي الشبكية في وقت متأخر بعد استفحال المرض حيث إن العناية الطبية في هذه الحالة تغدو مكلفة و اتقاء العمى غير مجد في كل الحالات و من هنا تكمن الحاجة للتشخيص المبكر لاعتلال الشبكية السكري.

وعن مدى دقة النظام في التشخيص قال "حقق نظامنا المطوّر معدل دقة يبلغ 97.2٪. في المستقبل نطمح الى تطوير النظام وزيادة عدد الحالات في مجموعة البيانات الخاصة بنا وسنحاول أيضًا تحسين نظامنا من خلال دمج البيانات الديموغرافية والسريرية لنكون قادرين على تشخيص مراحل مختلفة من اعتلال الشبكية السكري ويمكن أيضًا تطبيق هذا العمل على العديد من التطبيقات الأخرى في التصوير الطبي مثل الكلى والقلب والرئة بالإضافة إلى العديد من التطبيقات غير الطبية.

وقال انهم قاموا بتطوير هذا النظام ليشمل جميع مرضى السكري لتفادي الأضرار الجسدية الجسيمة و تفاقم المرض إذا تُرك دون علاج حيث "يشمل هذا النظام المطوّر الأطفال المصابين بالسكري فهناك أنواع مختلفة من مرض السكري و الأكثر شيوعًا عند الأطفال هو داء السكري من النوع الأول وداء السكري من النوع الأول هو حالة تستمر مدى الحياة ويجب إدارتها بحقن الأنسولين المنتظمة.".

وذكر" نادرًا ما يولد الأطفال مصابون بمرض السكري وهذا ما يسمى سكري حديثي الولادة وينتج عن مشكلة في الجينات ويمكن أن يختفي سكري حديثي الولادة في الوقت الذي يبلغ فيه الطفل 12 شهرًا لكن مرض السكري يعود عادةً في وقت لاحق من الحياة و لذلك يفضل تشخيصه مبكرا وقد يكون من الصعب على الأباء و الأمهات اكتشاف أعراض مرض السكري عند الأطفال وتتطور الأعراض بشكل طبيعي بسرعة على مدى بضعة أسابيع وتشمل الشعور بالعطش و الجوع الشديد والتبول أكثر والشعور بالتعب والضعف طوال الوقت إضافة الى فقدان الوزن ومشاكل بصرية أخرى لذلك من المهم جدًا تشخيص مرض السكري لبدء العلاج مبكرا تفاديا لأمراض القلب أو تلف الكلى والأعصاب والعينين والجلد مع مرور الوقت.

وعن عدد المشاركين في الدراسة البحثية قال الدكتور محمد غزال: لقد قمنا بتجميع فريق متعدد التخصصات من جامعة أبوظبي وجامعة لويفيل والدكتور أيمن الباز وطلبة الماجستير ومرح الحلبي ومها ياغي و يشمل حصاد خبراتنا مجتمعة خبراء الذكاء الاصطناعي ومهندسي الأنظمة الحيوية والمتخصصين في شبكية العين من الأطباء الممارسين وقد استغرقت الدراسة البحثية سنتين وتم من خلالها نشر 9 فصول من الكتب و 13 مقالة بحثية.

وأضاف نطمح أن يتم التشخيص المبكر للمرض في العيادات الخارجية كجزء من الفحوص الدورية ومن ثم تحويل المريض لأطباء العيون من متخصصي الشبكية ومعالجي مرض السكري لتأكيد التشخيص والإدارة الصحيحة للمرض.

ويُعدّ التصوير المقطعي للترابط البصري والتصوير المقطعي الوعائي للترابط البصري تقنيات تصوير غير توغلية تُستخدم على نطاق واسع لتشخيص وإدارة مجموعة متنوعة من أمراض الشبكية ويستخدم نظام التشخيص الجديد بمساعدة الحاسوب التصوير المقطعي للترابط البصري والتصوير المقطعي الوعائي للترابط البصري من أجل التشخيص المبكر لاعتلالات الشبكية السكرية.

وستُحدث هذه التقنية ثورة في الاستعمال الحالي لعمليات المسح وستتيح التشخيص القياسي غير المتحيز لاعتلال شبكة السكري بالاستناد إلى التصوير المقطعي للترابط البصري والتصوير المقطعي الوعائي للترابط البصري ومن شأن ذلك أن يوسع استخدام هذه التقنيات الذي يتركز حاليًا على اختصاصي الشبكية ليشمل الأطباء الآخرين في المجتمع من أجل حماية حاسة البصر لدى جميع المرضى بغض النظر عما إن كانوا قادرين على استشارة أخصائي.

ويتولى النظام الآلي تخصيص نظام علاجي لكل مريض من مرضى الشبكية بدرجة كبيرة من أجل تحسين نتائج العلاج وتقليل تكاليفه ويمكن لأطباء العيون الكشف بدقة وموضوعية عن حالات اعتلال شبكية السكري على الفور بل وربما مراقبة تفاقم الحالة دون الحاجة إلى التقييم التقليدي الذي قد يفتقر إلى الحساسية أو الدقة.