واصلت الفرق الميدانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها الإغاثية والإنسانية على الساحة السودانية، من خلال توزيع السلال الغذائية والمواد الإيوائية على الأسر الأشد احتياجاً والمتضررة جراء السيول والفيضانات في القرى التابعة لوحدة «باندغيو» التابعة لمحلية «القلابات الغربية» بولاية القضارف الواقعة شرق السودان والتي استفاد منها أكثر من 7 آلاف شخص. فقد تم توزيع مساعدات غذائية وإيوائية على سكان «باندغيو» التي تبعد عن العاصمة السودانية الخرطوم أكثر من 600 كيلومتر في إطار جهود دولة الإمارات الإغاثية والإنسانية في السودان واستجابة لنداء سكان قرى «باندغيو» الذين يعيشون ظروفاً صعبة نتيجة غرق منازلهم وحقولهم ونفوق ماشيتهم جراء السيول والأمطار الغزيرة التي خلفت كارثة إنسانية وخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
تأتي المساعدات الإماراتية للشعب السوداني ضمن الجسر الجوي الإغاثي الذي سيرته الدولة لمساعدة الأشقاء الذين تضرروا جراء السيول والفيضانات. ووصلت المساعدات الإماراتية إلى سكان قرى «باندغيو» بعد أن تقطعت بهم السبل جراء الكارثة الإنسانية، وذلك عبر المراكب الحديدية الصغيرة والشاحنات التي لاقت صعوبة في الوصول لسكان هذه القرية المنكوبة التي غمرتها السيول والفيضانات، وقطعت الطرق المؤدية إليها. وأعرب سكان «باندغيو» عن شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً على مد يد العون والمساعدة لهم في هذه الظروف الإنسانية الصعبة وتحمل مشقة الوصول إليهم في أماكنهم والتخفيف من قسوة الظروف التي يمرون بها. وقال محمد عبد الرحمن محبوب، والي ولاية القضارف السودانية «نشكر دولة الإمارات الشقيقة على ما تقدمه من دعم أخوي للشعب السوداني في مختلف الظروف وحرصها على التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التي تعيشها الأسر السودانية في الولايات المتضررة جراء السيول والفيضانات التي جرفت الأخضر واليابس».
وأضاف «استقبلنا الفرق الميدانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي للمرة الثانية خلال تلك الفترة القصيرة والتي قدمت تلبية لاستغاثة سكان المناطق المتضررة في الولاية بقافلة مساعدات سخية تضمنت مواد غذائية وإيوائية في ظل تأثر أكثر من 23 قرية بوحدة باندغيو، إضافة إلى عدد من قرى المناطق المنكوبة الأخرى»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن مساحة الأراضي الزراعية المغمورة بالمياه والتي لم تعد مؤهلة للزراعة بلغت قرابة 65 ألف فدان ما يزيد من وطأة الظرف الإنساني. ونوه محبوب إلى أن منطقة «باندغيو»، التي وصلتها المساعدات الإماراتية، تعاني أيضا من أحد الأمراض المستوطنة وهو «الذبابة الرملية» وهو مرض يصاب به الإنسان من خلال لدغة ذباب الرمل. من ناحيته، قال عبد الوهاب إبراهيم عوض وزير التربية المكلف في ولاية القضارف «سعدنا باستقبال أشقائنا في دولة الإمارات الذين خففوا عنا الكثير وشاركونا متاعبنا وآلامنا»، مشيراً إلى «تعرض أكثر من 120 مدرسة في الولاية للانهيار التام، إضافة إلى شغل الناس ما تبقى من مدارس كملاذ آمن بعد تهدم بيوتهم بفعل السيول، وهو ما يؤخر انطلاقة العملية التعليمية في الولاية التي تضم أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة خارج قاعات الدراسة الآن». وأضاف «نشكر الإمارات على وقفتها الأخوية ودعمها المتواصل ومد يد العون والمساعدة لنا للتخفيف من الآثار الكارثية التي حلت بنا». وتواصل الفرق الميدانية للهلال الأحمر الإماراتي تفقد المناطق المتضررة على الساحة السودانية، وتقديم الدعم الإغاثي والإنساني لسكانها من أجل تعزيز الاستجابة لنداء الأشقاء، ومد يد العون لهم والتخفيف من وطأة الظروف الإنسانية الصعبة التي خيمت على المناطق المنكوبة في السودان.