منى الحمودي (أبوظبي)

ضمن مبادرة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن، لبناء الكوادر النسائية في مجالات العمل العسكري وحفظ السلام، بدأت الدفعة الثالثة من المتدربات تدريبهن الذي ينظمه الاتحاد النسائي العام، بالتعاون مع وزارة الدفاع، وبالتنسيق مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.  ويأتي التدريب، الذي سيستمر لتسعة أسابيع، تأكيداً على حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز مشاركة المرأة في مجالي الأمن والسلام، وزيادة عدد النساء المؤهلات للعمل في القطاع العسكري، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية لقرار مجلس الأمن رقم 1325.  ويُشارك في الدفعة الثالثة للبرنامج التدريبي 140 متدربة من دول عربية وأفريقية مختلفة، منها الإمارات العربية المتحدة واليمن (سقطرى) والبحرين وليبيريا والسنغال وجامبيا والنيجر وباكستان وتشاد وكينيا وجنوب السودان وتنزانيا وموريتانيا. ويمتد البرنامج التدريبي لمدة تسعة أسابيع، تشهد الأسابيع السبعة الأولى منه تدريباً عسكرياً مكثفاً، ويُخصص الأسبوعان الأخيران منه للتدريب على تدابير بناء وحفظ السلام، وتُقام جميع الأنشطة التدريبية في أبوظبي في أكاديمية خولة بنت الأزور العسكرية للنساء التابعة لوزارة الدفاع.
وتم استقبال المتدربات في مركز فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن، الذي دشنته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، ضمن مبادرة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن. ويهدف إنشاء المركز لتعزيز التعاون الدولي لبناء القدرات الوطنية والإقليمية والعالمية في مجال المرأة والسلام والأمن، والمساهمة في خلق بيئة تمكينية للمرأة، وزيادة الوعي العام حول النوع الاجتماعي وحفظ السلام، فضلاً عن دعم دور متخذي القرار في المنطقة العربية والمجتمع الدولي لبناء قدراتهم في مجال دعم مشاركة المرأة في عمليات وأنشطة بناء السلام.
 ويأتي إطلاق البرنامج التدريبي للدفعة الثالثة بالتزامن مع استضافة أبوظبي لمؤتمر الأمم المتحدة للمرأة والسلام والأمن الذي يعقد في الفترة من 8 إلى 10سبتمبر الجاري، بمشاركة نخبة من صناع القرار الدوليين وكبار المسؤولين والدبلوماسيين والشخصيات المعنية بقضايا المرأة والأمن والسلام في المنطقة العربية والعالم. وينظم المؤتمر الاتحاد النسائي العام، بالتعاون مع وزارة الدفاع ووزارة الخارجية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وجامعة الدول العربية.
الجدير بالذكر أنه بمشاركة 140 متدربة في البرنامج التدريبي للدفعة الثالثة، يكون إجمالي المتدربات ضمن مبادرة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن 497 متدربة حتى الآن، حيث تم استقبال الدفعة الأولى من الملتحقات بالبرنامج التدريبي في يناير 2019 بمشاركة 134 امرأة عربية من 7 دول، وبعد النجاح الكبير للدورة الأولى من البرنامج تم الاتفاق بين دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة على توسيع نطاق المشاركة لتضم دولاً من أفريقيا وآسيا، على نحو غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة. وفي يناير 2020، بدأت الدفعة الثانية بمشاركة 223 امرأة من 11 دولة أفريقية وعربية. 
وفي هذا الصدد، قالت نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام: «إن استقبال مبادرة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن لدفعة جديدة من المتدربات بعد الدفعتين السابقتين هو بمثابة التأكيد على نجاح البرنامج التدريبي، بفضل دعم قيادتنا الرشيدة وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وجهودها المتواصلة لتحقيق طفرة في دعم مشاركة المرأة في جميع القطاعات، وخاصة قطاعي السلام والأمن، ونأمل أن تكون المتدربات في المركز إضافة نوعية لعمليات حفظ والأمن والسلام في مختلف دول العالم بعد حصولهن على التدريب المتخصص الذي يؤهلهن للعمل في القطاع الأمني». 

  • نورة السويدي خلال استقبال المشاركات (تصوير: علي عبيدو)

ومن جانبها، صرحت سيما بحوث المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة: «لقد كانت الإمارات العربية المتحدة نصيراً قوياً وشريكاً بارزاً في إحراز التقدم ضمن أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما هدفها الخامس. وفي هذا الصدد، فإنني أثمّن مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن، التي توفر فرص تدريب وبناء قدرات النساء من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا في الجيش وحفظ السلام. وتفخر هيئة الأمم المتحدة للمرأة بشراكتها في هذه الجهود التي تدفع بأجندة المرأة والسلام والأمن، وتساعدنا على إحراز التقدم المنشود على صعيد هذا الملف المهم». 
وثمنت معالي الدكتورة سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة دور البرنامج التدريبي، أثناء زيارتها للاتحاد النسائي العام بمقره بأبوظبي، والتي تأتي ضمن برنامجها الرسمي خلال زيارتها لدولة الإمارات العربية المتحدة الحالية لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة والسلام والأمن، الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي.
وخلال الزيارة، بحث الجانبان أهمية الاستعانة بالخبرات والتجارب في عملية تمكين المرأة في جميع أنحاء العالم من خلال تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن.
 وحرصت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، خلال زيارة الاتحاد النسائي العام، على مقابلة منتسبات الدفعة الثالثة للبرنامج التدريبي، وتشجيعهن لتحصيل الاستفادة القصوى من مخرجات البرنامج للوصول لمستويات التميز المطلوبة، مما سيساهم بصورة مؤثرة في نشر وتعزيز ثقافة الحوار والسلام، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لمجتمعاتهن وللعالم أجمع.
ويستند البرنامج التدريبي لبناء الكوادر النسائية في مجالات العمل العسكري إلى مذكرة تفاهم تم توقيعها عام 2018 بين وزارة الدفاع الإماراتية والاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة، بمقر بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وبحضور سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في تأكيد واضح على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن، فيما تم إطلاق اسم مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن على هذا البرنامج التدريبي الرائد في سبتمبر 2020، على هامش احتفالات هيئة الأمم المتحدة بمرور عشرين عاماً على اعتماد قرار مجلس الأمن 1325 في عام 2000.
وأعربت متدربات في برنامج المرأة والسلام والأمن عن اعتزازهن في المشاركة بالبرنامج وتلقي التدريبات التي تساهم في إعداداهن إعداداً عسكرياً، وبالتالي تحقيق الانخراط الكامل للمرأة في جميع الجهود المبذولة للحفاظ على السلام والأمن في مناطق النزاع حول العالم.

  • نعيمة البلوشي

وقالت نعيمة البلوشي، من مملكة البحرين: «انخرطت في برنامج المرأة والسلام والأمن من أجل اكتساب الخبرة والتعايش مع شعوب الدول الأخرى، بالإضافة لاكتساب الخبرة وتبادل الثقافات ما بيننا».
 وأكدت أن التدريبات، من خلال البرنامج التدريبي، لها دور كبير في إكسابهن مهارات جديدة مختلفة عن تلك التي تلقينها في بلدانهن، كما أن التدريب الميداني في الجيش مختلف عما اكتسبته أثناء عملها في السلك الشُرطي. وأشارت إلى طموحها في تشريف وطنها، وتحقيق أحد المراكز الأولى في التدريب النظري والعملي.
وتقدمت بالشكر لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» على جهودها في دعم أجندة المرأة والسلام والأمن على المستوى العالمي، وإطلاق البرنامج التدريبي حول المرأة والأمن والسلام «مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن».

  • أسيل حجايا

مشاركات
لفتت الملازم أول مهندس أسيل عاطف حجايا من المملكة الأردنية الهاشمية، إلى أن مشاركتها في دورة حفظ السلام للمرأة المُقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة هي تشريف لها ولزميلاتها من الأردن. 
وقالت: «زادت الدورة التدريبية من مهاراتنا وتواصلنا الثقافي واكتساب الخبرات مع بقية الدول الأخرى المشاركة، كما اكتسبنا من خلالها ميزة سرعة المحاكاة واللغات واللهجات المختلفة، وزيادة المهارات العسكرية والخبرات التدريبية المكثفة التي قدمتها لنا رائدات العمل العسكري من مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية»،
 وأكدت أن للمرأة أهمية كبرى في القطاع العسكري، حيث شاركت في جميع المجالات العسكرية، سواء قوات حفظ السلام أو المهارات التدريبية أو المداهمات العسكرية، منها المهندسة والطيار، وهناك من هي في القوات البحرية، مشيرةً إلى أن المرأة أثبتت جدارتها في المجالات العسكرية كافة، وأثبتت وجودها، وكانت لها البصمة الواضحة والفعالة في المجتمع.

  • راشيا ريابكون

وأشارت راشيا ريابكون من جنوب السوادن، إلى أن هدفها من هذا التدريب هو أن تعرف المكانة الصحيحة لها كامرأة في المجال العسكري، وحق المشاركة في أي مجال، مؤكدةً أنها ستتعلم الكثير والمزيد من هذا البرنامج والتدريب.
وقالت: «جمع برنامج المرأة والسلام والأمن جميعاً كنساء من بلدان مختلفة وهو أمر مهم للغاية، وأعلم أننا سنقيم صداقات مع نساء من دول مختلفة، وهذا هو أحد الأمور المهمة».
وأضافت: «لذلك أنا أقدر دولتي عند إرسالي لدولة الإمارات لأحظى بفرصة الانخراط لهذا البرنامج». 

  • رايمدينا ستيفاني

من جانبها، قالت رايمدينا ستيفاني- تشاد: «جئت إلى هنا لأتعلم الكثير فيما يخص الحياة العسكرية، خصوصاً أننا نعاني بعض الشيء في دولتنا من هذا الأمر، مثل الهجمات الإرهابية وغيرها؛ لذا عند التعامل مع هذه المشكلة، يجب أن نكون أقوياء، وأن نعرف المزيد عن الجيش كيف تدافع عن نفسك وعن بلدك، وحتى كيف نتعامل مع أشخاص ليسوا مثلهم».
وأشارت إلى أن بعض الرجال في دولتها لا يعطون أهمية للمرأة، ومن المفترض أن يتم الاعتراف بقوة المرأة في الحياة العسكرية، وأنه يمكنها أن تؤدي ما يؤديه الرجال في العسكرية، وأن استخدام السلاح ليس حكراً على الرجل.