أبوظبي (الاتحاد)

تواكب إدارة مسرح الجريمة بقطاع شؤون الأمن والمنافذ في شرطة أبوظبي التطورات العالمية في أجهزتها ومعداتها وآلية عملها، لتسهم بدورٍ كبير ومن خلال نجاحاتها المتواصلة في كشف وحل غموض الجرائم المُعقدة بإشراف كوادر ومتخصصين من ذوي العلم والخبرة للتعامل مع مسارح الجريمة، بكل ما تحتويه من آثار يخلفها مرتكبو الجرائم من خلال إجراءات فحص موجودات بدقة مما أسهم بشكل كبير في تعزيز الأمن والأمان وتحقيق أقصى إجراءات العدالة الجنائية. وأوضح العقيد سالم خليفة الدرعي مدير إدارة مسرح الجريمة بقطاع شؤون الأمن والمنافذ، أن المهام المنوطة بالإدارة تشمل الجاهزية والاستجابة للبلاغات، تقييم مسرح الجريمة وتأمين المكان، فحص مسرح الجريمة، رفع وجمع الأدلة المادية، إظهار ورفع البصمة، بالإضافة إلى حفظ الأدلة وإعادة تمثيل مسرح الجريمة.

  • سالم الدرعي

وأكد حرص الإدارة على مواكبة المستجدات، وتحقيق أهداف المنظومة الشرطية والأمنية، وارتقائها إلى مستوى الطموح، لتعزيز مكافحة الجريمة بشتى أنواعها، مشيراً إلى أن الجرائم تختلف بطبيعتها وظروفها وملابساتها حتى لو كانت مشابهه ظاهرياً.وذكر أن فريق مسرح الجريمة يستخدم تقنيات حديثة ومختلفة في كل نوع من أنواع البلاغات من خلال جمع المعلومات وتوثيقها وتحليل مسرح الجريمة ووضع الفرضيات والتي من خلالها يتم البحث عن الأدلة التي تساهم في كشف غموض الجرائم وكشف ملابساتها وتدعيم ذلك بأدلة عينية وظرفية يتم جمعها وتوثيقها وفحصها.
ولفت إلى أنه يقع على عاتق فريق مسرح الجريمة كشف غموض الجرائم من خلال السيطرة وتوثيق مسارح الجريمة والبحث عن آثار الجرائم والمحافظة على الأدلة بشكل دائم، واعتماد فريق التحقيق على فاحصي مسرح الجريمة في البحث عن مرتكبي الجرائم والتعرف عليهم، وتسهيل الإجراءات على الجهات القضائية التي تعتمد على فريق مسرح الجريمة بتوفير الأدلة الداعمة والقاطعة لإدانة المتهمين.

أكبر مستودع لحفظ الأدلة الجنائية عالمياً
افتتحت الإدارة مؤخراً مستودع الحفظ الدائم للأدلة وتم تفعيله، ويمثل نقلة نوعية للإدارة في عمليات حفظ الأدلة بمختلف أنواعها، حيث يعتبر أكبر مستودع لحفظ الأدلة الجنائية عالمياً والذي يمكن أن يستوعب مختلف أنواع الأدلة بمختلف أحجامها ومتطلبات حفظها الدائم، وكذلك تم إطلاق منصة متعاملي مسرح الجريمة وهو نظام تقني يعمل على توثيق عمليات مسرح الجريمة وتسلسل عهدة الأدلة ويوفر أنظمة العمليات رقمياً والتي ساهم بالتحول الرقمي لجميع عمليات الإدارة الميدانية والإدارية في عام 2021.

أول جهة من نوعها تحصل على مواصفة دولية متخصصة
بدعم من القيادة الشرطية حصلت الإدارة على الاعتماد في المواصفة الدولية 17025 في عام، وبهذا تصبح إدارة مسرح الجريمة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي أول جهة من نوعها تحصل على الاعتماد في هذه المواصفة عالمياً والتي قدمها نظام الاعتماد الوطني الإماراتي ENAS، وبذلك تصبح جميع الأدلة ضمن نطاق أنشطة المجال معتمدة في جميع المختبرات العالمية، ومقبولة في جميع الجهات القضائية حول العالم، وحصول الإدارة على الاعتماد يمثل دليل على مصداقية وجودة مخرجات عمل الإدارة والتي تم الاعتراف بها من قبل الجهة المانحة للاعتماد، كما حصلت الإدارة كذلك على جائزة افضل إدارة ميدانية ضمن جوائز المدير العام لشرطة أبوظبي لعام 2021، كما أن الإدارة عضو في منظمة التحديد الجنائي «IAI» والتي قامت مؤخراً باعتماد محققين مسرح جريمة من الإدارة وشارك الإدارة في مؤتمر المنظمة في عام 2021 وتم عرض تجربة الإدارة في الحصول على الاعتماد في المواصفة الدولية 17025 ISO/IEC.

استشراف المستقبل
بعد مراقبة التطور التقني المتسارع الذي يشهده العالم، فإن الجرائم المستقبلية ستكون رقمية ومسارح الجريمة المرتبطة بها ستكون افتراضية، وتتبنى الإدارة استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي (AI) (2017-2031)، والتي تهدف إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، والارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة، وكذلك أولوياتها وأهدافها الاستراتيجية لمرحلة 2021 - 2025 في الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، ولذلك توجهت الإدارة لتسخير الذكاء الاصطناعي وذكاء الأعمال والتي يوفرها نظام منصة متعاملي مسرح الجريمة «SOCOP»، وهو النواة الأساسية لمستقبل رقمي يستند على الذكاء الاصطناعي وذكاء الأعمال، حيث يوفر البيئة المناسبة لعمليات ربط مستقبلية مع شركاء العمل لتسهيل عمليات تبادل المعلومات الأمنية، حيث تبدأ العملية بعملية جمع المعلومات وإدراجها في النظام ليتم تخزينها في قواعد البيانات ليتم بعدها تحليل البيانات والمعطيات ليتم من خلالها الفحص والتدقيق لمحتوى البيانات، والتي من خلالها يمكن للإدارة من تطبيق عمليات المعاينة الرقمية لمسارح الجريمة والبحث عن الأدلة رقمياً باستخدام إمكانية الذكاء الاصطناعي بتحليل معطيات مسرح الجريمة، وتحديد الأدلة وتوثيقها.

توثيق مسرح الجريمة بالرسومات الرقمية
قامت الإدارة مؤخراً بتسخير أجهزة وأدوات تم طلبها بناء على توصيات دراسات البحوث والتطوير لدى الإدارة، ومنها جهاز «اللايكا»، لتوثيق وتحليل مسارح الجريمة من خلال أشعة الليزر والتي تقوم بتحليل أنماط انتشار الدم وحساب المسافات وتحديد نقاط الدخول والخروج، وكذلك تحديد نقاط انطلاق المقذوفات وتسهم بشكل كبير في إعادة بناء مسرح الجريمة بشكل رسومات رقمية والتي يتم من خلالها وضع فرضيات الجريمة، كما يسهم الجهاز بتوثيق مسرح الجريمة بشكل ثلاثي الأبعاد يسمح لجميع الجهات ذات العلاقة من جهات تحقيق والجهات القضائية بزيارة مسرح الجريمة باستخدام الواقع الافتراضي، كما يتوفر لدى الإدارة أجهزة وتقنيات حديثة تسهم بشكل كبير في البحث عن الآثار المخفية مثل آثار البصمات وطبعات الأقدام والإطارات ومقارنتها باستخدام نظام سيكار.

أساليب احترافية متخصصة في عمليات المعاينة 
تعتمد إدارة مسرح الجريمة على العنصر البشري من فاحصي مسرح الجريمة في تنفيذ عمليات المعاينة بطريقة احترافية وشاملة من خلال وضع تعليمات عمل مفصلة تشرح طرق التعامل مع مواقع مسرح الجريمة وتداول الأدلة، بالإضافة إلى المهارات التحقيقية التي يجب أن تتوفر في فاحصي مسرح الجريمة لوضع الفرضيات والبحث عن الأدلة، ويتم تصنيف فاحصي مسرح الجريمة على حسب كفاءاتهم التي يتم مراقبتها بشكل دوري، وتستجيب فرق الجرائم الكبرى للبلاغات المعقدة والصعبة، ويتم توكيل البلاغات البسيطة لفرق يمتلك أصحابها خبرات ومهارات متنوعة، ليتم تهيئتهم للتعامل مع البلاغات الكبرى.

مؤشرات تتجاوز العالمية وفق ممارسات متطورة
تنفيذاً لتوجهات ومنهجيات القيادة العامة لشرطة أبوظبي في التنافسية والريادة تقوم الإدارة برفع سقف الإنجازات بشكل مستمر، وتُعتبر الإدارة الأولى من نوعها في العالم التي تم اعتماد أدلتها عالمياً، ولديها مؤشرات أداء تتجاوز بشكل كبير المستهدفات العالمية، وتقوم الإدارة كذلك بالإسهام في تطوير ودعم عمليات مسرح الجريمة لدى الجهات النظيرة من خلال تعميم تجاربها ونشر البحوث والدراسات المتعلقة بمسرح الجريمة وعمل الزيارات المشتركة، كما أن الإدارة ومن خلال فرق البحوث والتطوير لديها تقوم بمراقبة أفضل الممارسات العالمية وتطبيقها إن كانت مناسبة، وتمكنت الإدارة مؤخراً من الحصول على جائزة المدير العام كأفضل إدارة ميدانية.