وصلت، أمس الجمعة، أولى رحلات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي إلى مطار الخرطوم وتحمل 30 طناً من المواد الإغاثية المختلفة والموجهة للشعب السوداني الشقيق من المتضررين جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت عدداً من المدن والولايات السودانية وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. 
يأتي تيسير الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
 وقال محمد خميس الكعبي رئيس وفد «الهلال الأحمر» الإماراتي إلى جمهورية السودان: «بالتزامن مع وصول أولى رحلات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي، فإن المساعدات الإغاثية الإماراتية للأسر المتضررة من الشعب السوداني الشقيق تجسد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين انطلاقا من قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في تعزيز الاستجابة الإنسانية الطارئة والتضامن الإنساني مع الأشقاء في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، وذلك بهدف تخفيف وطأة المعاناة عن كاهل الأسر السودانية، وتحسين حياتهم المعيشية». 
وأضاف الكعبي، أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي سيرت جسراً جوياً إلى العاصمة الخرطوم لنقل كميات كبيرة من مواد الإيواء للمتضررين من السيول والفيضانات في السودان الشقيق تتضمن نحو 10 آلاف خيمة يستفيد منها أكثر من 50 ألف أسرة من المتأثرين والنازحين في عدد من الولايات السودانية الأشد تأثراً، حيث تتوالى رحلات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي تباعاً إلى العاصمة السودانية الخرطوم، بما يسهم في مساندة الجهود السودانية وقدرات المؤسسات المعنية في احتواء التداعيات الإنسانية. 
وأشار رئيس وفد «الهلال الأحمر» الإماراتي إلى جمهورية السودان إلى أن الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي ستتبعه ثلاث رحلات، بما يعكس حرص الإمارات وشعبها الكريم على تأمين الدعم الإنساني للشعب السوداني الشقيق في أي منطقة يواجه فيها أزمات وكوارث طارئة واستدامة العطاء الإماراتي للأشقاء. 
وقال إن الدعم الإنساني المخصص للسودان يتضمن 10 آلاف خيمة و28 ألف طرد من المواد الإغاثية و120 طناً من المواد الإيوائية المتنوعة، بجانب مواد إغاثية عاجلة يصل إجمالي المستفيدين منها إلى أكثر من 140 ألف سوداني من المتأثرين جراء السيول والفيضانات، وتشمل مناطق توزيع المساعدات ولاية نهر النيل وولاية الخرطوم وولاية الجزيرة. 
وأوضح الكعبي أن وفد «الهلال الأحمر» الإماراتي زار الولايات المتضررة للوقوف على حجم الأضرار سواء في الأرواح والممتلكات والمحاصيل الزراعية، حيث تم تقديم الدعم الأولي من السوق المحلي السوداني لسرعة الاستجابة الإنسانية وتوزيعها على المستحقين من خلال فرق العمل الميداني والمتطوعين المتمرسين في تقديم المساعدات الإغاثية في مثل هذه الظروف الصعبة. 
ولفت الكعبي إلى أن الفرق الميدانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ستعمل على إنشاء خيام لإيواء المتضررين وتقديم نموذج إماراتي متفرد في هذا المجال خلال عملية الإجلاء والتسكين وفق أعلى معايير الأمن والسلامة، إضافة إلى عمل جميع الفرق على تقديم الدعم النفسي للمتضررين والمواد الإغاثية المختلفة. 
كانت الإمارات أولى الدول التي استجابت للوضع الإنساني في السودان وأعلنت، بتوجيهات القيادة الرشيدة، عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات وللمساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا وذلك في إطار تضامن دولة الإمارات وشعبها مع الشعب السوداني الشقيق في هذه الظروف الراهنة. 
تؤكد هذه المساعدات عمق وقوة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين وتندرج كذلك في إطار سياسة دولة الإمارات ورسالتها الإنسانية الحضارية القائمة على مد يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معاناة تلك المجتمعات وتعزز تنميتها.