آمنة الكتبي (دبي)

قال المهندس سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، إن العام المقبل سيشهد إطلاق ثلاثة مشاريع فضائية في مهام فريدة من نوعها، هي إطلاق القمر محمد بن زايد سات، وإرسال سلطان النيادي لمحطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى مبادرة «استضافة الحمولة» والتي تهدف إلى تعزيز استخدام تقنيات الاقمار الاصطناعية. وأوضح المري أن المستكشف «راشد» يخضع حالياً لتجارب بيئية في الإمارات للتأكد من قدرته على العيش في بيئة القمر الصعبة. قبل انطلاق المهمة نهاية العام الجاري من ولاية فلوريدا الأميركية عبر صاروخ الإطلاق space x، لتكون الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية من خلال مستكشف. وتتركز مهمته على دراسة جوانب مختلفة من سطح القمر، بما في ذلك التربة والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح الكوكب.
وأضاف: تم تزويد المستكشف «راشد» بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وسيضم 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر.

وحول مستجدات برنامج الإمارات لرواد الفضاء، قال المري: تم اختيار الدكتور سلطان النيادي رائد الفضاء الأساسي ليخوض مهمة تستمر لـ 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، وتم اختيار هزاع المنصوري رائد احتياط في المهمة، مشيراً إلى أن المهمة سوف تنطلق في النصف الأول من العام المقبل من فلوريدا على متن صاروخ سبيس اكس.
وأضاف: «يخضع سلطان وزميله هزاع حالياً لتدريبات مكثفة تحضيراً للمهمة القادمة، ويشمل برنامج التدريبات الجانب العلمي والتعليمي والتثقيفي ودبلوماسياً كذلك، حيث سيتم تحضير سلطان النيادي للعيش لمدة 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، بمشاركة فريق من الرواد من مختلف الجنسيات، كما سيتم تنظيم برنامج علمي مكثف لطلاب المدارس والجامعات حول المهمة.
وقال المري: سيتم إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» «MBZ-SAT نهاية العام المقبل، وهو صناعة إماراتية نفخر بها، وثاني قمر اصطناعي إماراتي يتم بناؤه بأيدي فريق من المهندسين الإماراتيين بعد القمر «خليفة سات»، ويمثل دوراً محورياً في دعم قطاع الفضاء الإماراتي، ليكون القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، وقمنا بالتعاون بشكل فاعل مع الشركات الإقليمية والعالمية في مسعى لبناء مركز محلي للصناعات ذات الصلة بقطاع الفضاء، كما دخل المركز في شراكة مع شركات محلية لتصنيع وتزويد مكونات القمر الاصطناعي MBZ-SAT.
 وأضاف المري: نحرص في المركز، على دعم الشركات الخاصة الوطنية، التي من شأنها أن تسهم في تطوير مجال صناعة الفضاء الإماراتي، ويبلغ وزن القمر الصناعي، ذي الأبعاد (3m x 5m)، نحو 750 كلغ، ويتميز MBZ-SAT بقدرة عالية على تحسين دقة التقاط الصور، وزيادة سرعة نقل وتحميل البيانات بمقدار 3 أضعاف عن الإمكانات المتاحة حالياً، كما يساعد نظام جدولة ومعالجة الصور المؤتمت بالكامل في القمر على إنتاج صورٍ تفوق كمية الصور التي ينتجها المركز حالياً بـ 10 أضعاف.
وقال المري: هدفنا بناء قطاع متكامل في دولة الإمارات في ما يتعلق بالتقنيات الحديثة، والوصول إلى أقصى استفادة من علوم وصناعات الفضاء وما يمكن الانتفاع به من إمكانات جديدة يفتحها هذا المجال لدعم جهود التطوير والتنمية في الدولة، موضحاً أنه يتم تطوير القمر MBZ-Sat بالكامل في دولة الإمارات، وسيتم تجهيز القمر بنظام آلي لترتيب الصور على مدار الساعة، ما يضمن الحصول على أعلى معايير الجودة لصور الأقمار الصناعية المخصصة للاستخدام التجاري في العالم، وسيعمل على تحسين دقة التقاط الصور بأكثر من الضعف، مقارنة بالأنظمة التي أطلقت في فترات سابقة. كما سيرفع سرعة نقل البيانات التي يبثها إلى الأرض بثلاثة أضعاف السعة الحالية، أما نظام الجدولة والمعالجة المؤتمتة بالكامل لإرسال الصور من (MBZ-SAT)، فسيتمكن من إنتاج أكثر من 10 أضعاف الصور التي يوفرها المركز في الوقت الحالي.

أعلى من الدقة والكثافة النقطية
أكد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن القمر MBZ-Sat سيكون أول قمر اصطناعي قادر على اكتشاف عدد أكبر من العناصر الاصطناعية والطبيعية على السواء، بمعدل أعلى من الدقة والكثافة النقطية، مقارنة بالنطاق الحالي لأقمار مراقبة الأرض، كما ستكون البيانات الأولية التي تم جمعها بنظام القمر الاصطناعي الجديد قادرة على معالجة وظائف الذكاء اصطناعي بشكل أفضل، للمساعدة في تحليل ومعالجة صور القمر بطريقة أسرع. وبين المري أن مركز محمد بن راشد للفضاء لديه هدف استراتيجي، وهو تأهيل الكوادر الوطنية لبناء وتصميم والمشاركة في تطوير الأقمار الصناعية والمشاريع الفضائية، وتم في البداية التركيز على برامج نقل المعرفة مع كوريا الجنوبية واليابان وروسيا وكذلك الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أنه بعد 17 عاماً من تأسيس المركز لدينا فريق من المهندسين المؤهلين ولديهم القدرة على تصنيع وتصميم وبناء الأقمار الاصطناعية وكذلك التحكم فيها.

خطة مستقبلية
قال المهندس سالم المري مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: لدينا خطة مستقبلية خلال الـ 10 سنوات القادمة، للتركيز على المشاريع الفضائية. وسوف نكمل مسيرة التقدم والتطور في قطاع الفضاء وأيضاً بناء قدرات وتأهيل المهندسين الشباب، وإعدادهم للانضمام إلى بعثات علمية خاصة على متن محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى مجال المعرفة وتطوير الروبوتات، الأمر الذي حتماً سيسهم في تشجيع وإلهام الأجيال الشابة على الابتكار ودراسة العلوم واعتماد الأبحاث العلمية. وأضاف: يؤمن المركز بأن مستقبل استكشاف وبحوث الفضاء قائم على الجهود التعاونية، ومن هنا أطلقت شركة «سبيس فنتورا» وهي منصة تدشين للشركات الناشئة في قطاع الفضاء، وذلك من خلال الشراكة مع المركز في مشاريع طويلة الأجل، وتوفير التمويل لها ودعمها بالمعرفة التنظيمية والتكنولوجيا لتحقيق الجدوى والنمو المستدام للمستقبل.