فهد بوهندي (الفجيرة)

قال مزارعون إن من شأن الأمطار الغزيرة التي شهدتها الدولة مؤخراً أن ترفع مناسيب المياه الجوفية، وتبشر بموسم زراعي وفير. وقالت الاختصاصية البيئية المهندسة فاطمة الحنطوبي: «إن الأمطار الأخيرة على الساحل الشرقي والمناطق الزراعية فيها ستعود بالنفع الكبير على القطاع الزراعي للمنطقة، لأنها تنعش الحياة للأرض والتربة، وتغذي الخزانات الجوفية بشكل قوي، وطالما أننا لا نواجه إعصاراً فنحن في أمان،  لأن الأرض والتربة والمحاصيل تحتاج إلى الماء بشكل مستمر، وجغرافية المنطقة تواجه جفافاً وندرةً في الأمطار، علماً أن أغلب سدود التغذية في الدولة تتمركز في الساحل الشرقي التي تتمتع بوجود الجبال الذي يعترض مسار السحب والرياح ويساهم في إحداث المطر سواء كان بكميات قليلة أو كبيرة. 
وأضافت: «إن حالات الجفاف ودرجات الحرارة تجعل التربة فقيرة بالمغذيات، مما ينتج عنه تقزم في النباتات ولا تنمو محاصيلها وتزداد رطوبة التربة بالحصول على كميات أكبر من الجريان السطحي للماء، الذي يعتمد على هطول الأمطار وتصريف الوديان من الطين الرطب والراسب يزيد من صحة التربة، حيث يكون محمل بالأملاح والمعادن والنيتروجين، ويزيد من تحسن كفاءة التربة لفترة طويلة».

  • فاطمة الحنطوبي

وقالت: إن الأمطار الغزيرة تساهم في ري التربة وترطيبها وغسلها من الأملاح، وهذا يزيد من نمو النباتات الخضراء على السفوح والوديان، كما أن ماء المطر يساعد النباتات في الحصول على مستويات أعلى من النترات والأمونيوم التي اكتسبها من الغلاف الجوي والبرق أثناء الهطول، حيث ينتج من ومضات البرق حول العالم كل عام 2 مليار كيلوغرام من النيتروجين التفاعلي، وبمجرد وصول قطرات المطر إلى الأرض فإنها تودع الأمونيوم والنترات التي يمكن أن تستخدمها النباتات، بينما يمكن للبكتيريا والفطريات الموجودة في التربة تحويل النيتروجين المتاح في عملية تعرف باسم النترجة».

 واستطردت قائلة: يمكننا عقد مقارنة بين فترات الجفاف الشديد وبعد أحداث الأمطار والتصريف المرتفع الناجم عن هطول الأمطار وسريان الأودية، حيث تكون ظروف الموائل (مواقع تسريب الرواسب الدقيقة الناعمة) أكثر خصوبة تنتعش بالتنوع من أعشاب ونباتات وطيور، حتى أن مصب الوادي أو ما نسميه باللهجة المحلية مخدر الوادي الذي يتلاقى مع البحر يحمل قدراً من التنوع البيولوجي، والأهالي قديماً يبحثون عن هذه المواقع في الشاطئ لاصطياد أو البحث عن القواقع والمحار الرملي الذي تتميز به السواحل الشرقية من الإمارات.
 وقالت: عموماً، نحن في ظل ظروف مناخية مضطربة، وهذه كلها ظواهر طبيعية تحدث في ظل التغيرات المناخية التي نعيشها، وهنا يأتي دور المؤشرات للفترات المطيرة على هذه المناطق الجبلية ومسارات الوديان وتحليل الأمطار الغزيرة الجارفة، لرسم نموذج الأمطار مما يساعدنا على التنبؤ بهطول الأمطار المحلية الشديدة في المناطق الحضرية. 

خصبة
تحدث عدد من المزارعين عن استفادة المزارع في المنطقة من كميات الأمطار وقال المواطن علي أحمد (صاحب مزرعة): «كميات الأمطار في الصيف تعتبر قليلة نسبية، لذلك تعتبر هذه الأمطار هي أمطار خير وبركة وستعود بالنفع لأنها ترفع منسوب المياه الجوفية بشكل مجزٍ، مما يقلل ملوحتها ويزيد من أثرها الإيجابي على الزراعة وجودة المحاصيل».
وقال المواطن محمد عبدالله (صاحب مزرعة):« إن الأثر الإيجابي للأمطار الأخيرة كبير على الزراعة، وسيستمر لشهور طويلة، مما سيجعل المواسم الزراعية خصبة، لأن هذه المياه لا ينتهي دورها بمجرد جفافها من السطح، بل تخزن الأرض كميات كبيرة منها تفيد الأرض وتزيد من خصوبة التربة وتخفف ملوحة التربة بشكل كبير، وحالة الجفاف في كثير من المزارع يعود لعدم هطول مثل هذه الكميات من الأمطار لسنوات طويلة».