أبوظبي (وام)

سطر المتطوعون من أبناء الوطن والمقيمين قصصا بطولية في العطاء والتفاني من أجل الآخرين في كافة الأحداث والمناسبات الكبرى التي تشهدها دولة الإمارات، وباتوا يشكلون كلمة السر في إنجاح العديد من المهام الجسام في مختلف المواقع والظروف. 
وأكد المتطوعون في دولة الإمارات، خلال اليومين الماضيين، أنهم على قدر الرجاء والأمل المعقود عليهم في الظروف الطارئة من خلال مساهمتهم الفاعلة في جهود نقل وخدمة الأسر المتضررة من الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها المناطق الشرقية من الدولة. 
ووفقا لما جاء في الإحاطة الإعلامية للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أمسِ الأول، فقد شارك نحو 130 متطوعا من المدربين والمؤهلين في 3 مجالات حيوية ومهمة خلال الحالة الجوية الطارئة تمثلت في التواصل عبر مركز الاتصال مع كبار المواطنين في المناطق المتضررة، للاطمئنان عليهم، والسؤال عن احتياجاتهم ومتطلباتهم، والتأكد من سلامتهم، والمساعدة في نقل المتضررين بسيارات الدفع الرباعي جنباً إلى جنب مع الحافلات والمركبات التي توفرها مختلف الجهات المعنية لنقل الأسر وتأمينها، إضافة إلى رعاية ومتابعة الأسر بعد نقلها إلى الوحدات السكنية الفندقية، لا سيما الأسر من فئات كبار المواطنين والأطفال والأسر الذين لا عائل لديهم أو في حاجة للمساعدة أثناء فترة الإيواء الطارئ. مقاطع الفيديو وصور المتطوعين أثناء تأدية مهامهم الإنسانية تحت الأمطار الغزيرة وفي السيول كانت من الأكثر تداولا وانتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي التي عبر روادها عن مشاعر الاعتزاز والفخر بهؤلاء الأبطال الذين جسدوا حَسَبَ رأيهم قيم الشجاعة والنخوة والفزعة الأصيلة في المجتمع الإماراتي. 

مساهمات جليلة
وأعاد أداء المتطوعين البطولي إلى الأذهان وقفاتهم ومساهماتهم الجليلة طوال مدّة جائحة كورونا، حيث تشكل في الإمارات جيش من آلاف المتطوعين من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، لمساندة الجهود الوطنية في التصدي لجائحة كورونا، وبرز دور المتطوعين في جميع المواقع والمواقف سواء في المستشفيات وأماكن الحجر، أو في مراكز الفحص وفي المطارات والمنافذ، وفي المراكز التجارية وعلى مستوى الحملات المختلفة. وشهدت الإمارات خلال فترة مواجهة فيروس كوفيد-19 إطلاق العديد من المبادرات التي عززت من العمل التطوعي في الدولة ومن أبرزها تشكيل اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات، وذلك بهدف تطوير منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي في الدولة خلال الأزمات، وبالتعاون مع كافة الأطراف المعنية بالعمل التطوعي في الدولة من أفراد ومؤسسات. وكلفت اللجنة بالإشراف على عمل كافة الجهات التطوعية على مستوى الدولة خلال الأزمات، وتفعيل منصة «متطوعين. إمارات» كمنصة رئيسية لاستقبال واعتماد طلبات التطوع وقت الأزمات، والإشراف على المتطوعين خلال الأزمات وضمان صحتهم وسلامتهم وتقديم كافة الدعم اللازم لهم، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المحلية الحكومية وشبه الحكومية لتوحيد الحملات التطوعية خلال الأزمات. ولا يقتصر دور المتطوعين في الإمارات على أوقات الأزمات والطوارئ بل أنه يمتد إلى كافة الفعاليات والأحداث الكبرى التي تنظمها الدولة في مختلف المجالات.

30 ألف متطوع
وخلال إكسبو 2020 دبي اجتمع ما مجموعه 30 ألف متطوع - من المواطنين والمقيمين للمساعدة في تقديم حدث استثنائي لملايين الزوار وأكثر من 200 جهة مشاركة ما جعله أكبر برنامج تطوعي على مستوى الدولة. وأدى المتطوعون في إكسبو 2020 دبي دوراً أساسياً في الترحيب بالعالم على مدار 182 يوماً من الإبهار البصري والتنوير الفكري والإلهام العاطفي، كما برز دورهم في إدارة عدد كبير من التجارب والفعاليات المتنوعة، والحلقات النقاشيّة العالمية التي عقدت يوميا خلال الحدث، فضلا عن الخدمات التي قدموها في أماكن عدّة مثل أجنحة الموضوعات والفعاليات والمراسم والضيافة والمواصلات وتشريفات كبار الشخصيات والدعم التقني، وغير ذلك من القطاعات الحيوية. وفي الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019 الذي شارك فيه ما يزيد على 7500 رياضي من أكثر من 190 دولة، سَجَّل أكثر من 20 ألف شخص للتطوع والمشاركة في الأعمال التنظيمية، حيث شكل مواطني دولة الإمارات أكثر من 40 بالمئة من المتطوعين المسجلين. 
وأسهم المتطوعون بشكل فاعل في التحضير والتنظيم للألعاب وخلال المنافسات، وتضمنت مهامهم 9 مجالات عمل مختلفة هي: العمليات، وإدارة الحدث، والترجمة، والاتصالات، والنقل، وخدمات الضيافة، والرياضة والخدمات الفنية التقنية/التكنولوجيا/. وتعد الإمارات من أكثر الدولة نجاحا في عملية مأسسة العمل التطوعي حيث تحتضن العديد من الجهات والمؤسسات والبرامج المعنية في هذا المجال مثل منصة «متطوعين.امارات»، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وأكاديمية الإمارات للتطوع في أبوظبي، والبرنامج الوطني التطوعي لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث، وبرنامج دبي للتطوع، وصندوق الوطن، ونظام حاضنات التطوع وغيرها الكثير.