سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد أطباء ومختصون، أن حالات الإصابة بالإعياء الحراري وضربات الشمس تشهد ارتفاعاً خلال أشهر الصيف، حيث تعد الإصابة بالإعياء الحراري أحد المتلازمات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة والتعرض لأشعة الشمس الشديدة لفترات طويلة، مشددين على أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية أو العلاجية في حالة الإصابة.
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إلى أن هناك 6 متطلبات ونصائح من المهم الأخذ بها لتجنب الإصابة بالإعياء الحراري أو أمراض الصيف وضربات الشمس، وتشمل عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس وخصوصاً أوقات الذروة، وشرب كميات كبيرة من السوائل وعدم الاعتماد على الإحساس بالظمأ من أجل الشرب، وعدم ممارسة الرياضة في أوقات الحرارة المرتفعة.
ونصحوا بعدم تناول المشروبات التي تحتوي الكافيين أو السكر لأنها تؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم، وارتداء الملابس الخفيفة والقبعات والنظارات الشمسية وخصوصاً الأشخاص العاملين في القطاع الإنشائي أو الزراعة والذين تقتضي طبيعة عملهم البقاء تحت أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
ونوهوا بجهود الجهات الحكومية المختصة، في تثقيف العمال والتوعية لهم وتوزيع المطويات المعنية بتوضيح أهمية سبل الوقاية من الإصابة بالإعياء الحراري.
أسباب المرض
وتفصيلا، أفاد يحيى كايد مدير العمليات بمستشفى برجيل التخصصي بالشارقة، أن نسب الإصابة بالإعياء الحراري تزداد في فصل الصيف، حيث تتوالى درجات الحرارة في الارتفاع، مشيرا إلى أن الإعياء الحراري هو حالة ناتجة عن ارتفاع الحرارة، حيث يدوخ المريض ويصفر، ويعرق وينخفض ضغط الدم ويضعف النبض ويسرع، وتعتبر من أهم الأسباب، نقص الأملاح في الجسم نتيجة العرق الشديد.
وأوضح أن أسباب الإنهاك الحراري تتضمن التعرض لدرجات حرارة مرتفعة وخاصة عندما يصاحبها ارتفاع الرطوبة ونشاط بدني شاق، وإذا لم يكن هناك علاج فوري، يمكن أن يؤدي الإنهاك الحراري إلى ضربة حرارة، وهي حالة تشكل تهديدًا على الإنسان، ولحسن الحظ، يمكن منع حدوث الإنهاك الحراري.
وذكر أن الأشخاص الأكثر عرضة للإعياء الحراري، هم الرضع والأطفال من دون سن الرابعة والعمال إضافةً إلى كبار السن فوق سنة 65، محذرا من التعامل مع الإنهاك الحراري ببطء، حيث إنه يجب الإسراع في عدد من الإسعافات الأولية لتأمين سلامة المصاب، إلى أن يُعرض على الطبيب المختص وعلاجه إذا اقتضت الضرورة.
أعراض الإصابة
من جهته، قال الدكتور عادل سجواني، استشاري طب الأسرة بمستشفى فقيه الجامعي بدبي: «يزداد الإعياء الحراري في فصل الصيف نتيجة لارتفاع درجات الحرارة لأسباب كثيرة من أبرزها قلة شرب الماء، وتعبر فئة العمالة في المناطق المكشوفة، من أكثر الفئات إصابة به». وأضاف: «من أعراضه التعب الشديد والشعور بالعطش والخمول والتعرق الزائد، وإذا تطورت الأعراض ولم يتم علاج الموضوع قد يحدث الإغماء الذي ربما يؤدي إلى الجلطة الحرارية، وهي خطيرة جدا».
وأشار إلى أن الناس يفقدون سوائل تحت الثياب في أشهر الصيف من دون أن يشعر الأشخاص بذلك، وينصح بشرب كوب من الماء كل نصف ساعة وخاصة خلال فترة الظهيرة أو ارتفاع درجات الحرارة، بالنسبة للعمال.
ونبه إلى خطورة عمل الرياضة أو النشاط البدني اليومي خلال أوقات الشمس الحارة، وإذا حدث إعياء حراري لأي شخص يجب عمل الإسعافات الأولية له التأكد من التنفس بشكل طبيعي وانتظام ضربات القلب وتبريد المصاب بوضع كمدات على جسمه، وأخذه للمستشفى في حالة تطور الأعراض، وخاصة عند عدم الرد على المحيطين به أو عدم الرد على من حوله.
طرق الوقاية
من جهته، قالت الدكتورة إيناس عثمان، استشارية طب العائلة في المستشفى الأمريكي دبي: «الإعياء الحراري حالة من أنواع الإعياء ناتجة عن ارتفاع حرارة جسم الإنسان بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة وهبات الهواء الساخن والتغيرات المناخية وضربات الشمس».
وأضافت: «هو إحدى المتلازمات الثلاث المتعلقة بالحرارة، ويتميز بأخف درجات التشنجات الحرارية وأشد درجات ضربة الحرارة، ويعتبر من أمراض الصيف وينتج بسبب نقص السوائل في الجسم نظراً للتعرق الشديد مصحوباً بالأملاح مع تعرض المصاب إلى حرارة مرتفعة من دون تعويضها بشرب السوائل، أو بالعمل في جو حار والاستمرار في التعرض للحرارة»·
وأشارت إلى أن من أعراض الإعياء الحراري هو الدوخة والعرق والغثيان والقيء والصداع والهبوط والإعياء والتقلصات العضلية والانهاك الصحي، والشعور بالتوعك وفقدان الطاقة والإحساس بالإرهاق، لافتة إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للإعياء الحراري هم الأطفال وكبار السن والرياضيون والنساء الحوامل والمرضى بأمراض مزمنة، كأمراض القلب والصمامات وتدلي الصمام الميترالي وهبوط القلب وارتفاع الضغط والاحتشاء القلبي ومرضى السكري والكلى والكبد وتعاطي الأدوية مثل مدرات البول ومضادات الضغط ومضادات الاكتئاب والأدوية النفسية.
وذكرت أن المريض بالإعياء الحراري يصاب بالإغماء والغيبوبة إذا لم يسعف فورا، حيث يجب أن يتضمن العلاج للمريض التوقف عن النشاط البدني والراحة في مكان بارد وغير حار، إلى جانب شرب الماء والعصائر، وفى حالة إذا كان المريض يشكو من القيء المستمر فيجب نقله للمستشفى لإعطائه المغذيات الوريدية والسوائل بمحلول الملح لتعويض المفقود والعرق.
حظر العمل وقت الظهيرة
وللوقاية من الأعياء الحراري، نصحت الدكتورة إيناس عثمان بضرورة تجنب التعرض لحرارة الشمس أو الجو الحار، وارتداء ملابس خفيفة، ذات ألوان فاتحة لتعكس حرارة الشمس، وعدم ممارسة الرياضة في الأوقات التي ترتفع فيها دراجات الحرارة بشكل كبير، مع المواظبة على شرب الكثير من الماء، والسوائل، والعصائر، والمشروبات. ولفت إلى قرار حظر العمل وقت الظهيرة من قبل وزارة الموارد البشرية والتوطين في الدولة والذي يقتضي بمنع تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس في الأماكن المكشوفة من الساعة 12.30 ظهرا حتى 3:00 بعد الظهر، من 15 يونيو الماضي إلى 15 سبتمبر.