أحمد مراد (القاهرة)
اعتبر اقتصاديون وخبراء في علوم الفضاء بالقاهرة دولة الإمارات العربية المتحدة «رائدة اقتصاد الفضاء» في منطقة الشرق الأوسط، مشيدين بالمبادرات الأخيرة التي أطلقتها لدعم قطاع الفضاء، مما يعزز من مخططاتها الرامية إلى تنويع مجالات الاقتصاد.
وتوقع الخبراء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن تسجل التجربة الإماراتية في مجالات اقتصاد الفضاء نجاحاً غير مسبوق في ظل اهتمام القيادة الإماراتية بخلق بيئة جاذبة للاستثمارات في قطاع الفضاء، وتعزيز دور القطاع الخاص في هذا المجال.
فرص واعدة
وشدد الخبير الاقتصادي، خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية في القاهرة، على أهمية اتجاه دولة الإمارات العربية العربية المتحدة نحو الاستثمار في اقتصاد الفضاء، الأمر الذي يجعلها «رائدة اقتصاد الفضاء» في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الشافعي لـ«الاتحاد» أن الإمارات أمامها فرص واعدة في مجال الاستثمار الفضائي، والمنافسة على اقتصاديات المستقبل، الأمر الذي يجعلها صاحبة تجربة اقتصادية رائدة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، لا سيما مع إعلانها مؤخراً عن تأسيس صندوق وطني برأسمال 3 مليارات درهم أو ما يوازي 816.84 مليون دولار لدعم قطاع الفضاء، الأمر الذي من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة أمام تجربة الإمارات الخاصة بالاستثمار في قطاع الفضاء.
وأشار إلى أن المبادرات الأخيرة التي أطلقتها الإمارات لدعم قطاع الفضاء تعزز من مخططاتها الرامية إلى تنويع مجالات الاقتصاد، ويُعد قطاع الفضاء أحد أهم المجالات الاقتصادية الحديثة التي تشهد تقدماً ملحوظاً في الإمارات، ويكفي الإشارة هنا إلى أن حجم استثمارات الإمارات في قطاع الفضاء بلغ نحو 22 مليار درهم، ويستحوذ القطاع الخاص على 50% من هذه الاستثمارات.
عوائد ربحية
وقال رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية في القاهرة: «الإمارات دائما ما تسبق دول الشرق الأوسط بخطوات عديدة في المجالات الاقتصادية كافة، لكن في اعتقادي أن خطوة اقتحام مجال الاقتصاد الفضائي هي الأهم والأقوى، حيث تعد صاحبة أول توجه عربي نحو الفضاء بعد إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ».
وأضاف: «الخطوات المتسارعة التي تتخذها دولة الإمارات لتعزيز الاستثمارات في قطاع الفضاء من شأنها أن تعزز من مكانتها السياسية والاقتصادية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، فضلاً عن دعم وتعزيز دور رواد الأعمال وشركات القطاع الخاص الباحثة عن تحقيق عوائد ربحية من الاستثمارات الفضائية».
وأكد الخبير الاقتصادي أن اتجاه الإمارات نحو اقتصاد الفضاء يعزز من خططها الطموحة الساعية إلى بناء اقتصاد وطني مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، فضلاً عن أن هذا الاتجاه الإماراتي من شأنه فتح مجالات أكبر لحركة الاستثمار والاقتصاد بالدولة لما تمثله هذه التجربة الناجحة من خطوة لتعزيز قدرات الدولة لتقوية أركانها في المستويات العلمية والاقتصادية وغيرها.
وقال الشافعي: «هذه الخطوات والقفزات الطموحة سوف تساهم في الارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الدولة في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانتها كدولة عربية رائدة، ومن شأن كل هذا أن يعود بالنفع ليس فقط على أبناء دولة الإمارات ولكن على الأمة العربية جميعا».
نجاح غير مسبوق
أما الخبير الاقتصادي، الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، فتوقع في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تسجل التجربة الإماراتية في مجالات اقتصاد الفضاء نجاحاً غير مسبوق في ظل اهتمام القيادة الإماراتية بخلق بيئة جاذبة لقطاع الفضاء، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع المهم، وهو الأمر الذي يتسق مع مخططات تنويع واستدامة اقتصاد دولة الإمارات.
وشدد الخبير الاقتصادي على أهمية مشاركة القطاع الخاص الإماراتي في توجه الدولة نحو اقتصاد الفضاء، وهو الأمر الذي تتضاعف أهميته مع وجود مؤشرات صادرة عن وزارة الاقتصاد الإماراتية تُقدر معدل النمو المستهدف لاقتصاد الفضاء في السوق المحلي بـ10% سنوياً، مضيفاً: «من المتوقع أن تشهد الإمارات قريباً مشروعات ضخمة في قطاع اقتصاد الفضاء».
وأشار الدكتور عبده إلى أن توجه الإمارات نحو الاستثمارات والصناعات الفضائية يعكس برنامجاً طموحاً قومياً ووطنياً تتبناه القيادة الإماراتية لتكون الإمارات واحدة من أفضل دول العالم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً وحضارياً.
وقال: «التوجه الإماراتي الرائد نحو اقتصاد الفضاء يظهر جلياً في إطلاق البرنامج الوطني لتطوير الأقمار الاصطناعية الرادارية الحديثة المعروف بـ«سرب»، وكذلك في إطلاق صندوق وطني برأس مال 3 مليارات درهم، وهذه المبادرات وغيرها تدعم الاتجاه نحو تأسيس شركات إماراتية في قطاع الفضاء».
مدينة المريخ
بدوره، ثمن الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، المبادرات الإماراتية الساعية إلى توسيع استثماراتها ومساهماتها في مجالات الفضاء خلال الأعوام المقبلة، وهو ما يظهر في مخططها الطموح لإنشاء مدينة المريخ للعلوم التي تهدف إلى محاكاة ظروف مماثلة لتلك الموجودة على المريخ.
وقال القوصي لـ«الاتحاد»: «هذه الطموحات والمخططات سبقتها الإمارات بإجراءات عدة خلقت بيئة علمية وتشريعية جاذبة لاستثمارات الفضاء، أبرزها خطة الإمارات لتعزيز الاستثمار الفضائي، والاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، والقانون الخاص بتنظيم قطاع الفضاء، والتشريعات الفضائية الوطنية، وتراخيص الأنشطة الفضائية، وتسجيل الأجسام الفضائية».
وأكد القوصي أن الإمارات ماضية بقوة خلال السنوات المقبلة لتكون واحدة من أهم وأبرز دول العالم في مجال الفضاء سواء على مستوى علوم الفضاء أو اقتصاد الفضاء، الأمر الذي يمثل تجربة رائدة وضعت العرب على الخريطة العالمية في قطاع علوم واقتصاد الفضاء.