أبوظبي (الاتحاد)

تحتفي الدورة السابعة من معرض «إكسبو فلورياد 2022» الذي يقام في هولندا، باليوم الوطني الفخري لدولة الإمارات، في احتفالية رمزية تركز خلالها على جهود الدولة في الحفاظ على أشجار القرم وموائلها، واستراتيجيتها للمحافظة على المناخ، وذلك بالتزامن مع احتفالات العالم بيوم الحفاظ على النظام البيئي لأشجار المانجروف (القرم).
وتحت شعار «مدن المياه المالحة: حيث تلتقي الأرض بالبحر»، يستعرض جناح الدولة، المصمم بأسلوب هندسيّ مميّز ومستدام، جهود الدولة في التصدّي لمختلف التحدّيات الطبيعية، كما يتناول رحلة شعب الإمارات الفريدة والمليئة بالعزيمة، والتي استطاع من خلالها أن يتغلّب على صعوبات العيش بين بيئة صحراوية وبحرية، ليشيّد مدناً تعدّ اليوم الأكثر استدامة وتطوراً على مستوى العالم.  وقال جمال جمعة المشرخ، سفير دولة الإمارات في هولندا، والمفوّض العام لجناح الدولة المشارك في المعرض: «تحظى أشجار المانجروف (القرم) بأهمية كبيرة في الدولة، وسواحلها، باعتبارها عنصراً رئيسياً في المحافظة على النظام البيئي، ومساعدة النباتات والحيوانات على الازدهار لهذا يطلق عليها تسمية حرّاس الساحل، لذا فإن الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات في هذا المعرض بالتزامن مع اليوم العالمي للحفاظ على هذه الأشجار والنظام البيئي يعكس جوهر التطلعات المستقبلية لدولة الإمارات، ويسلّط الضوء على الجهود المبذولة في مجال المحافظة على أشجار القرم وتعزيز موائلها الطبيعية وحمايتها».
ويقدّم الجناح لزوّاره مجموعة من الفعاليات منها الحديقة الخضراء التي تمتاز باحتوائها على نظام الزراعة الملحية باستخدام المياه المالحة، إلى جانب معرض خاص للنباتات الملحية الذي يستعرض أهم أربعة أنواع من هذه النباتات منها الخريزة (الساليكورنيا) والكينوا، والطحالب الدقيقة، والأعشاب البحرية، إلى جانب أشجار القرم (المانجروف) والتي تمتاز الدولة بامتلاكها لأكبر غطاء من هذه الأشجار على مستوى المنطقة على مساحة تزيد عن 150 كيلو متراً مربّعاً، لهذا تواصل جهود المحافظة على هذه الشجرة باعتبارها إحدى طرق تحسين تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون، ودعم مختلف الجهود الرامية للتخفيف من حدّة آثار تغيّر المناخ. وتعتبر أشجار المانجروف (القرم) عنصراً أساسياً في التراث الطبيعي لدولة الإمارات، إذ أن حماية هذه الشجرة يعدُّ إرثاً كرّسه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيّب الله ثراه، الذي قاد حملة تشجير كبيرة لزيادة أعداد هذه الشجرة في الدولة، وسرعان ما انطلقت حملات واسعة بهدف زيادة زراعة هذه الأشجار والوصول بها إلى 100 مليون شجرة بحلول العام 2030، ما يعكس حرص الدولة على تعزيز النظام البيئي والحفاظ عليه، كون المانجروف يتمتّع بقدرة كبيرة على تخزين الكربون وتقليل مخاطر انبعاثات الغازات الضارّة وبالتالي يلعب دوراً فاعلاً في تقليل مخاطر وآثار التغيّرات المناخية.
ويبرز الجناح لزوّاره من خلال معرض «مدن المياه المالحة» خصوصية البيئة الطبيعية للدولة، كما يحتفي بالمبتكرين والباحثين وروّاد الأعمال الذين يبذلون مختلف الجهود لاستحداث طرق جديدة للمحافظة على التنوّع البيولوجي البحري، وتطوير حلول مستدامة لتحديات الأمن الغذائي، والمياه والبيئة، وتبادل المعارف بما يتعلّق بالابتكارات لضمان تحقيق مستقبل أكثر استدامة. ويعتبر معرض «إكسبو فلورياد 2022» أحد أبرز الأحداث الدولية الرائدة في مجال البستنة والحدائق، والذي ينظّم كلّ 10 سنوات، ويرفع شعار «تنمية المدن الخضراء»، ويقام هذا العام حتى 9 من أكتوبر المقبل،