إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)

تختتم مساء اليوم، الأحد، فعاليات مهرجان ليوا للرطب والتي استمرت فعالياته المتنوعة والشيقة والتي استمتع بها الجمهور والزائرون الذين حرصوا على التواجد في موقع المهرجان منذ انطلاق فعالياته في السادس عشر من الشهر الجاري. وتضمنت العديد من البرامج والأنشطة التي تلامس اهتمام الجمهور على اختلاف جنسياتهم وثقافتهم ومراحلهم العمرية.
وحرصت اللجنة المنظمة على توفير كافة متطلبات الراحة والسعادة للجمهور والمشاركين. 
وتنطلق في مسك ختام المهرجان اليوم مسابقة الظفرة لنخبة الرطب، وقد خصص للمسابقة مبلغ 725 ألف درهم، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على مبلغ 200 ألف درهم، والمركز الثاني 150 ألف درهم، والمركز الثالث 100 ألف درهم، وتتوزع الجوائز وصولاً للمركز الخامس عشر. ويشترط للمشاركة في مسابقة الظفرة لنخبة الرطب ألا يقل عدد الأصناف المراد المشاركة بها عن 20 صنفاً، وألا تقل الكمية المشاركة لكل صنف عن 3 كيلوغرامات، وأن يكون الإنتاج محلياً ومن موسم 2022، وأن يكون في مرحلة النضج المناسبة، وأن يكون حجمه مناسباً ولا تزيد نسبة إرطابه عن 50%، ولا يحتوي على ثمار غير مكتملة النضج.
 كما واصل مشاركو ليوا تميزهم في حصد الجوائز واعتلاء منصات التتويج في مختلف مسابقات مهرجان ليوا للرطب والذي يشهد منافسة قوية من مختلف مناطق الدولة حيث حصد مشاركو منطقة ليوا 8 مراكز متقدمة في مسابقة أجمل مخرافة رطب فيما حصل مشارك من مدينة زايد على مركز وحيد وكذلك مشارك من أبوظبي على مركز وحيد من أصل المراكز العشرة التي أعلنت عنها لجان التحكيم.
وأسفرت نتائج المسابقة عن فوز فاطمة غانم المزروعي بالمركز الأول فيما جاء في المركز الثاني ريسة محمد المنصوري وفي المركز الثالث عذابه سلطان غالب المنصوري وفي المركز الرابع شمة إبراهيم المزروعي وفي المركز الخامس عبدالله محمد الراشدي وفي المركز السادس ضبابة جابر سلطان المرر وفي المركز السابع موزة محمد المنصوري وفي المركز الثامن عائشة سعيد الهاملي وفي المركز التاسع فاطمة راشد المزروعي وفي المركز العاشر عائشة سيف المزروعي.

وتمثل مسابقة أجمل مخرافة رطب حالة من التميز التي أعطت مساحة للإبداع والابتكار بين المشاركين في منافسات المسابقة التي حرص أغلب المتسابقين على وضع تصورات جديدة وأشكال متنوعة لتبهر الزوار والجمهور قبل لجنة التحكيم.
وحرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على وضع مجموعة من الشروط والمعايير اللازمة التي يجب أن يلتزم بها المشارك الراغب في تحدي مسابقة أجمل مخرافة رطب (سلة رطب)، والتي تتمثل في أن يكون نموذج المخرافة مبتكراً وجديداً وغير مشارك به في المواسم السابقة وتكون جيدة التهوية. وأن يكون النموذج يحمل فكرة جديدة ويربط عراقة الماضي بجمال الحاضر، وأن تكون المخرافة سف خوص (شغل يدوي)، والخامات المستخدمة في تزيين السلة وتشكيلها 80% منها شغل يدوي، وسهولة نقلها وتحريكها، وأن يكون الشكل العام متناسقاً بين ألوانها ومكوناتها، وبداخلها رطب من النوع الفاخر بوزن 5 كيلوغرامات، وأن ترفق مع المخرافة بطاقة توضح المواد الخام المستخدمة وطرق الصنع ومسمياتها ونوع الرطب.
وشهد مهرجان ليوا للرطب في نسخته 18 استعراضا لمشروع إعادة تدوير مخلفات النخيل واستخدامها في تصنيع ألواح خشبية ذات جودة عالية مما يساهم في الحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد، وتقدم نموذجا عمليا متميزا من خلال توفير ألواح ذات جودة عالية يكثر الطلب عليها في عمليات البناء والتشييد وصناعة الأثاث.
وحرص جناح شركة تالة للألواح الخشبية على استعراض المنتجات التي تمت إعادة تدويرها من مخلفات البناء أمام جمهور المهرجان الذي أبدى إعجابه بجودة ومتانة تلك المنتجات.
وأوضح عمار العاني مدير شركة تالة أن الشركة تقوم بجمع مخلفات النخل في الدولة وتدويرها وتحويلها إلى ألواح خشبية عالية الجودة مصنعة محلياً باستخدام أحدث التقنيات والمعدات من خلال الاعتماد على أرقى المعايير في عملية الإنتاج مما يساهم في تخفيض واردات الإمارات العربية المتحدة من الألواح الخشبية. 
وأشار العاني إلى أن ألياف مخلفات النخل (السعف وسيقان الثمار «العذوق») تمتاز بقوتها ومتانتها، كما أنها تتحمل درجات الحرارة العالية والضغط الكبير مما يجعلها مادة خام متميزة لصناعة ألواح ذات جودة عالية يمكن استخدام تلك الألواح في عمليات البناء والتشييد وصناعة الأثاث، موضحاً أن استغلال هذه المخلفات تمثل فوائد كبيرة على المنتج المصنع، ولو تركت دون استغلال لشكّلت عبئاً بيئياً، حيث ترسل عادة مخلفات النخل إلى مكبات القمامة أو تُخلط بعد جفافها مع غيرها من العناصر لتصنيع سماد وهذا يستغرق الكثير من الوقت والجهد حتى تتحلل مكوناته عضوياً.

زوار من أنحاء العالم يستمتعون بالفعاليات الشيقة
شهد مهرجان ليوا للرطب توافد العديد من الزوّار والسيّاح للاستمتاع بالفعاليات المتنوّعة التي ضمّها، بما في ذلك المسابقات المتنوعة والفقرات التي تقام في إطار المهرجان سواء كانت فقرات ترفيهية أو تثقيفية أو تراثية أو متنوعة بجانب المسابقات الأساسية للمهرجان.

ونجح المهرجان في جذب المهتمين بزراعة الرطب من مختلف مناطق الدولة ليتحول المهرجان إلى كرنفالية ثقافية وتراثية وسياحية كبرى في المنطقة.
وتؤكد إحسان عبدالله إحدى زائرات المهرجان أنها المرة الأولى التي تزور فيها مهرجان ليوا للرطب ولكنها سعيدة جداً به، وتتمنى أن تتواصل زيارتها للمهرجان خاصة وأنه يقدم فقرات فنية واستعراضية وثقافية كبرى بجانب المعروضات التراثية المتميزة التي تجذب إليها العديد من الزوار سواء من داخل الدولة أو خارجها.
ويؤكد ماريان لونز من أستراليا أنه زار المهرجان قبل 5 سنوات وحرص على التواجد في العام الحالي الذي تصادف مع وجوده في الدولة، وأنه مازال محتفظا ببعض المشغولات التراثية التي حصل عليها خلال زيارته الأولى وكان سعيدا بها.
ويرى لونز أن المهرجان مميز فيما يقدمه للزوار وخاصة الفعاليات التراثية التي يحرص على الاستمتاع بها في المهرجان سواء كانت فقرات أو معروضات، وأنه مازال متعجبا من هذا الحب الكبير للنخلة والرطب وهو ما لمسه خلال تواجده في المهرجان سواء كان في المرة السابقة وكذلك الحالية. 
ويؤكد عبدالله سالم زائر خليجي أن المهرجان استطاع تثبيت نفسه على الخارطة السياحية في الإمارات، بعدما أصبح كل شخص يجد فيه ما يبحث عنه فرجال الأعمال المهتمون بزراعة النخيل، يحرصون على التواجد للاطلاع على آخر مستجدات سوق الرطب، كما يحرص العديد من المهتمين بالتراث على الحضور من أجل الاطلاع على ما يقدمه المهرجان من جديد في هذا المجال، وكذلك العائلات، ومحبو اقتناء ما هو مصنوع من الحرف اليدوية، إلى جانب الفنادق والمطاعم، التي حرصت على التواجد للاستفادة مما يمكن أن يقدمه عالم الرطب في مجالات الأطعمة، مشيراً إلى الفرص التي يوفرها المهرجان، للهيئات والدوائر الحكومية والخدمية من أجل الاتصال بالجمهور المستهدف عن قرب والتواصل معه، عبر العديد من الفعاليات التي ينظمها، وتجذب العرب والأجانب.
وتشير سناء موسوي من تونس إلى أن المهرجان يقدم برامج متنوعة للزائر واكثر ما لمسته هو تسابق العارضين فيه في اكتشاف منتجات جديدة من النخلة والتمر وأنها تجد في ذلك متعة ودعوة للابتكار وتخلق تحديا ومنافسة لاكتشاف الجديد دائما من هذه الشجرة الطيبة، وأنها قامت بشراء العديد من المنتجات المصنوعة من التمر من أجل إهدائها لأصدقائها في تونس.