هزاع أبوالريش (أبوظبي)
لعبت مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية والسياسية دوراً مهماً ومُلهماً في عهد فقيد الوطن، المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث عملت على ترسيخ الرؤية الوطنية وتجسيد رؤى القيادة الرشيدة، وأرست مفهوم الرسالة السامية للعلم والمعرفة، وتحقيق التطلعات المشرقة في خدمة الفكر والثقافة والإنسان، والارتقاء بمنظومة فكرية راسخة تعتمد على مصادر ومؤشرات ودراسات علمية تدعم عملية صنع القرار، وتعكس الصورة المثلى لحياة مليئة بالتطلعات والمكاسب والإنجازات التي تصب في خدمة الوطن، وبناء مجتمع المعرفة، وينهل من معينها الجميع من خلال النظرة العلمية الثاقبة في استشراف المستقبل.
«الإمارات للدراسات».. صرح معرفي
كان لدى المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، إيمان راسخ بأن الوجه الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة يكمن في جعْل العلوم والمعارف والمهارات ركيزة أساسية من ركائز النهضة والتنمية، وهو ما انعكس جلياً في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الذي تحوّل إلى صرح علمي ومنارة بحثية، توفّر الدعم لعملية صنع القرار وتضع خدمة المجتمع ضمن أولوياتها. وبفضل توجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، أصبح مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مؤسسة رائدة في مجالات التنمية والتطوير. فمنذ أن أُسّس في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وصدور مرسوم إنشائه عن الشيخ خليفة، طيب الله ثراه، حينما كان يشغل منصب ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تمحْور دور المركز حول إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بموضوعات الأمن الوطني والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، وتقديمها إلى دوائر صنع القرار، من خلال دراسات وبحوث، مُعدّة بأسلوب علمي رصين يقترح أفضل البدائل ذات الصلة.
وفي إطار العمل على خدمة الدولة ومؤسساتها وأفراد مجتمعها، قام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بتطوير مجموعة برامج ومبادرات، مخصصة لخدمة المجتمع، تتمثّل في تنظيم الفعاليات والندوات، والمحاضرات، والمؤتمرات، وورش العمل المتخصصة، وحلقات دراسية، ومحاضرات عامة، تعالج العديد من القضايا المهمة، التي تدخل في إطار عمله واهتمامه، وتخدم المهتمين بالشؤون كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
وحرْصاً منه على تنفيذ رؤية قائد التمكين الشيخ خليفة، طيب الله ثراه، في إعلاء راية العلم والمعرفة والفكر، تبنّى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مساراً يقوم على تقديم منتجات فكرية تستشرف المستقبل، وتمكّن أفراد المجتمع من امتلاك معارف ومهارات تجعلهم شركاء فاعلين في مسيرة البناء والنهضة.
وفي هذا السياق، كثّف المركز جهود بناء الكوادر المواطِنة وتنمية مهاراتها العلمية والمعرفية، بمشروعات متخصصة، من قبيل: المشروع الوطني الرائد «مفكرو الإمارات» الذي أطلقه المركز في يناير الماضي، بهدف دعم المفكرين والباحثين الإماراتيين، عبْر منصة واحدة تمثّل ملتقى لإسهاماتهم الفكرية، وإبراز دورهم المجتمعي، ليكونوا نخبة وطنيَّة مؤثرة في مسيرة النهضة، ومشارِكة فاعلة في تعزيز القوة الناعمة للدولة.
وضمن مساعيه الرامية إلى تحقيق مكانة رائدة بين نظرائه، وطنياً وإقليمياً ودولياً، وبعد أن حاز دعم القيادة الرشيدة وثقتها، تحوّل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إلى مؤسسة بحثية وازنة، تواكب الرؤى التنموية الطموحة، وتدعم السياسات العامة، وتستشرف المستقبل في ظل التطورات المتسارعة، عبْر تكثيف الاهتمام بدراسة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعلوماتية والعسكرية، وانعكاساتها على أوضاع الدولة والمنطقة والعالم، وإسهامه، خلال ما يزيد على ربع قرن، في ترسيخ دعائم الدولة العصرية، والعمل إلى جانب الجهات المتخصصة كافة على تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة الدولة في مؤشرات التنافسية والازدهار.
وانسجاماً مع رؤية دولة الإمارات في التحوّل إلى اقتصاد معرفي يستند إلى الإبداع والابتكار، وضع المركز على عاتقه مهمة تنظيم برامج تدريبية تعزز من تنمية مهارات الكوادر المواطنة وتشمل كلًّا من: برنامج البحث العلمي، وبرنامج الباحث الاستراتيجي، وبرنامج التسامح والتعايش، الذي يرسّخ مستهدفات الدولة في مكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، إضافة لإعداد تقارير ونشرات تبحث في أبرز القضايا المعاصرة، كاستخدامات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي والطاقة البديلة، وغيرها من المجالات التي تسهم في إيجاد جيل جديد قادر على رصد التحديات وابتكار أفضل الحلول.
«الإمارات للسياسات».. قراءة واقعية
وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات: تُعَدُّ مراكز البحوث والتفكير من الأركان المُهمّة في أيّ مجتمع حيوي ودولة متقدمة، وقد باتت هذه المراكز تقوم بأدوار محورية بالإسهام في صنع السياسات العامة وترشيد التوجهات والتحذير الاستباقي من المخاطر واقتراح الحلول.
وتابعت الكتبي: كان مركز الإمارات للسياسات واحداً من المراكز الإماراتية التي تأسست في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وقدّم كلّ الدعم والمساندة لمراكز البحوث في دولة الإمارات العربية المتحدة، كي ينهض فيها مجتمع تسود فيه المعرفة والمنهجيات العلمية في قراءة الواقع المحلي والدولي، وتطوير فهمٍ عميق ودقيق للأحداث والقضايا المتنوعة من حولنا.
وأشارت إلى أن مركز الإمارات للسياسات، منذ تأسيسه في 2013، أسهم بدور مهم في إثارة نقاشات علمية بنّاءة حول القضايا الجيو-سياسية البارزة إقليمياً ودولياً، وبما يخدم رؤية ومصالح دولة الإمارات. وعلى مدى السنوات الماضية، وبدعم سخيّ وإسناد كريمٍ من القيادة الرشيدة، عقد المركز عشرات الندوات وورشات العمل والحلقات النقاشية، التي كانت تُتوّج كل عام بملتقى أبوظبي الاستراتيجي السنوي، الذي سيَعقد في نوفمبر المقبل نسخته التاسعة.
وقالت: كم أحاط بنا الفخر، كمركز تفكير وطني إماراتي، أن يحصل مركز الإمارات للسياسات على المرتبة الأولى عربياً، والثانية ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في التصنيف العالمي لمراكز البحث والتفكير الصادر عن جامعة بنسلفانيا الأميركية في يناير 2021. كما جاء المؤتمر السنوي للمركز، الذي يحمل اسم «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي»، ضمن قائمة أفضل عشرة مؤتمرات على مستوى العالم. وأضافت: إن هذا الفخر الذي يساورنا انعكاس لفخرنا بالقيادة الرشيدة لدولتنا، التي لا تدخر جهداً في مساندة مراكز التفكير والدراسات الإماراتية كي تقوم بدورها الوطني في إثراء المجتمع بالمعرفة.
وأكدت الكتبي، أن المركز، بدعم سخيّ من القيادة الرشيدة، أصبح من مصادر القوة الناعمة لدولة الإمارات، وهو يسهم في تعزيز صورة الدولة التي ترتكز على تحقيق النهضة والتنمية بالاعتماد على البحث العلمي والمعرفة والابتكار. وقد كان فقيد الوطن داعماً لدور مراكز البحث والتفكير الإماراتية في بناء مجتمع المعرفة.
«زايد للدراسات».. مبادرات وإنجازات
ظلت مبادرات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، تتمحور حول بناء الإنسان، وتضع جودة حياة الإنسان ورفعة الوطن هدفاً سامياً لها. ويأتي ذلك انطلاقاً من إيمانه العميق بأن الاستثمار الأمثل يكمن في الإنسان بما يحمله هذا من معان رفيعة. ولإبراز إنجازات عهد الشيخ خليفة في هذا المجال، نظم مركز زايد للدراسات والبحوث، التابع لنادي تراث الإمارات: العديد من الندوات والفعاليات المهمة، مثل ندوة «مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان».
وقد تطرقت تلك الندوة إلى عدة محاور رئيسية ومهمة، تتبعت مسيرة حياته منذ توليه أولى مناصبه القيادية وحتى وصوله إلى سدة الحكم، وتناولت جهوده في مباحثات الاتحاد والتمكين السياسي والتعليم الذي هو أساس التقدم، والقوانين والقرارات والمبادرات التي صدرت في عهده للتشجيع على التعليم وتحفيز القراءة. وتناولت كذلك المبادرات التي أطلقها فقيد الوطن، طيب الله ثراه، فيما يتعلق بالبحث العلمي والابتكار والمعرفة والاقتصاد الحديث، والتي تعد سبلاً لاستشراف المستقبل، وبفضل تلك المبادرات أصبح النموذج الإماراتي في البحث العلمي والابتكار والتقدم الاقتصادي هو الأفضل في المنطقة.
وتطرق المتحدثون إلى دوره المتميز في جهود قيام الاتحاد. فقد ترأس اجتماعات نواب الحكام وأولياء عهود الإمارات في أبوظبي، وكان الهدف الرئيس من تلك الاجتماعات دراسة الأطر القانونية والمالية للاتحاد، التي أنشئت لها لجان قانونية ومالية رفيعة المستوى. وهذه الاجتماعات كانت مهمة لإنجاح الجهود الساعية لإقامة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعن المبادرات التنموية، أولى المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، اهتماماً كبيراً لمشاريع تطوير البنية التحتية ومرافق الخدمات المختلفة وتحديثها، وعمل على بناء جهاز إداري حديث، ومنظومة تشريعية متكاملة، باعتبار ذلك أساساً لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ومن مبادراته المهمة في هذا المجال تشكيل ما عرف بـ«لجنة الشيخ خليفة»، التي تبنت مفهوماً رائداً في توزيع الثروة وتحقيق النهضة العمرانية في إمارة أبوظبي. فقد قامت اللجنة بتقديم تمويلات سخية للمواطنين من دون فوائد لإنشاء مبان تجارية، تدر عليهم عوائد مالية مجزية. الأمر الذي ساعد في تحسين مستوى معيشة المواطنين. ومن تلك المبادرات تقديم الدعم الكامل لإنشاء مساكن للمواطنين عبر منح قروض إسكانية ميسرة. كما أنشئ صندوق لمعالجة الديون المتعثرة للمواطنين من ذوي الدخل المحدود، وأسس مبادرة إحلال المساكن القديمة للمواطنين في العديد من إمارات الدولة، وأنشئت لجنة متابعة تنفيذ مبادرات رئيس الدولة لتوفير الحياة الكريمة لإنسان الإمارات عبر بناء المساكن والبنية التحتية.
ومن أهم المشاريع التي أنشأها على مستوى التنمية الاقتصادية صندوق خليفة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وجاء إنشاؤه ضمن إحدى أهم مبادراته الإبداعية والهادفة إلى تطوير حياة الإنسان بشكل يسهم في الدفع بتطور نموذج الدولة الاقتصادي.
وعن الإنجازات العلمية في مجالات الطاقة والفضاء، فقد ارتبط التحول الإماراتي نحو الطاقة البديلة بعهده، وأصبحت الإمارات مركزاً رائداً للتحول نحو الطاقة البديلة في المنطقة من خلال إنشاء معاهد متخصصة في الطاقة البديلة، ومدن صديقة للبيئة، واستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» على أرضها.
ومن الندوات التي نظمها المركز أيضاً، ندوة «التنمية الزراعية المستدامة.. إرث حضاري في فكر القيادة». وقد أكد المشاركون فيها على أن دولة الإمارات في عهد فقيد الوطن، طيب الله ثراه، كانت سباقة في مجال التنمية المستدامة الذي يحظى باهتمام دولي كبير نظراً لارتباطه المباشر بحياة الأفراد وظروفهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ونظم المركز أيضاً ندوات وفعاليات أخرى كثيرة حول إنجازات عهد فقيد الوطن، طيب الله ثراه، في مشروعات التنمية وبناء مجتمع المعرفة والسعادة والازدهار.
«تريندز».. البحث العلمي واستشراف المستقبل
قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي ومؤسس مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات: «تنظر دولة الإمارات إلى فئة الشباب باعتبارهم المحرك الفتي للعملية التنموية، وهي لا تتوقف عن تحفيزهم على المزيد من البذل والعطاء والانخراط في البحث العلمي، وتوفير الشروط المناسبة لتطوير كفاءاتهم، وتمكينهم من مقومات الابتكار والاجتهاد، وهي تنظر في ذلك إلى مدى يستوعب الوطن العربي الكبير، ولذا فقد خصت الشباب العربي بمبادرات تستوعب هذه النظرة الاستشرافية، فتم في عام 2020 تأسيس مركز الشباب العربي، وإطلاق مبادرة مجلس الباحثين الشباب العرب، بغية تشجيع البحث العلمي في المنطقة، واستثمار إمكانيات الشباب العربي وتوجيه طاقاتهم وتحفيزهم على العطاء خدمة للتنمية».
وأضاف العلي: ولا غرابة مع هذه الجهود، أن تحرز الإمارات تقدماً عالمياً على مستوى الأبحاث العلمية، إذ أظهرت الجداول السنوية لمؤشر «نيتشر» لعام 2021، ارتقاء دولة الإمارات العربية المتحدة أربعة مراكز في قائمة الخمسين العالمية لأكثر الدول حصةً في الأبحاث العلمية، لتصل إلى المركز الرابع والأربعين.. كما حافظت على المركز الثاني في حصة البحث العلمي على مستوى الدول العربية، والمركز الخامس على مستوى كل من دول غرب آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المشمولة في مؤشر ذلك العام.
وتابع العلي: مع هذه الرؤية الاستشرافية للقيادة الحكيمة التي تعبّر عن الثقة في العلم والاستثمار في بناء الإنسان، وتوفير كل ما يجعل المراكز البحثية منارات علمية جاذبة لعدد من الكفاءات عبر العالم، وفضاءات لتعزيز البحث العلمي خدمة للمجتمع، انبثق مركز تريندز للبحوث والاستشارات قبل نحو تسع سنوات كمؤسسة بحثية فكرية مستقلة، واستطاع في سنوات مسيرته المعدودة أن يبلغ كثيراً من غاياته، ويحفر بصمة في مسيرة النهوض بالوطن، ويخطو بثبات نحو العالمية.
وأوضح: لقد استقى «تريندز» جلّ مقومات نجاحه في مشروعه الفكري والعلمي العالمي من هذه القيادة الملهمة والبيئة المُنْعمة التي حبا الله بها مجتمع الإمارات، فوجد نفسه يقف على أسس صلبة في دولة قوية راسخة ممتدة الجذور، تفتح أبوابها كي تصل ثمار البحث العلمي كل أرجاء المعمورة ويعمّ الفكر الإنساني الفاعل كل الخليقة، ما جعل عطاء المركز يتضاعف وأثره يتكاثف وزمن خططه يُختصر، فيغدو مؤسسة بحثية فكرية إماراتية المنبت إنسانية التوجه يشار إليها بالبنان، ويصل فعلها النوعي مختلف المجتمعات، وتنسج معها عشرات المراكز البحثية في العالم أواصر التعاون لخدمة مسيرة الفكر الجاد والبحث العلمي الرصين.
وأشار العلي إلى أن «تريندز» اليوم، وفي عمره الغضّ، استطاع أن يثري العالم بما ناف عن مائة إصدار، وضعف ذلك من الأوراق البحثية، وأن ينظّم أكثر من خمسين مؤتمراً وندوة دولية، ويعقد ما تجاوز المائة شراكة، جلّها مع مؤسسات فكرية وبحثية وإعلامية عالمية، ويشارك بنحو ثمانين فعالية خارجية في محافل ومؤتمرات دولية جمعت تحت مظلتها أعرق الخبراء ومؤسسات الفكر من مختلف العواصم، وأن يجمع أبحاث وآراء الباحثين والخبراء والمختصين من مختلف البقاع في أكثر مجالات تخصصه التي عُرف بها دولياً، مثل واقع ومستقبل جماعات الإسلام السياسي وسبل مواجهتها.
وأضاف: لإيمان المركز بأهمية الشباب وبدورهم في صنع المستقبل، والتزاماً منه في تمكين الشباب ورفع قدراتهم البحثية والعلمية ورفد المجتمع بكوادر شبابية مؤهلة بحثياً ومعرفياً، أطلق مبادرة «مجلس تريندز للشباب الباحثين»، الذي تشكل من الشباب الباحثين في المركز ممن لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً، بغية تأسيس منصة للشباب الباحثين -ولاسيما الإماراتيين- لطرح رؤاهم بشأن كيفية تطوير مهاراتهم البحثية، وتبادل الأفكار حول مستجدات القضايا والأحداث موضوع الاهتمام، وكيفية مساهمة الشباب في التعامل معها. واستقطب هذا المجلس، وفق رؤية «تريندز» العالمية الاستشرافية، طلبة العلم الإماراتيين الذين انغمسوا في جسر التواصل الثقافي والحضاري بين مجتمعهم والمجتمعات الخارجية كأداة بِكْر من أدوات التلاقح الثقافي والحوار العلمي، فكانت باكورته في ذلك بالشراكة مع صحيفة «الاتحاد» ضمن برنامجه الثقافي الحافل الذي استقطب، على هامش معرض لندن الدولي للكتاب، قامات ثقافية وإعلامية من شتى الثقافات، ضمن حلقة نقاشية حول «دور البحث العلمي والمحتوى الإعلامي في دراسات الطلبة المبتعثين».