دينا محمود (لندن)
يشكل عقد القمة الأولى لقادة دول مجموعة «I2U2»، بعد أقل من عام على تدشين هذا التجمع الذي يضم دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والهند، مؤشراً على الوتيرة المتسارعة التي يتنامى على وقعها، التعاون بين البُلدان الأربعة في مختلف المجالات، فيما تؤكد المكانة المتفردة التي تحظى بها دولة الإمارات كمركز للابتكار.
وأكد مسؤولون ومحللون أن القمة الافتراضية التي عقدت، بمشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، والرئيس الأميركي جو بايدن، بجانب رئيسيْ وزراء إسرائيل يائير لابيد والهند ناريندرا مودي، تنطوي على أهمية كبيرة، على صُعُد متنوعة، بالنظر إلى أن الدول الأربع تمثل، كما سبق أن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس منتصف الشهر الماضي، مراكز رائدة للتقنيات المتقدمة.
وُوصِفَت القمة من جانب مسؤول بارز في إدارة بايدن بأنها «تواصل فريد من نوعه»، بين القادة، خصوصاً وأنهم يقودون دولاً تشكل مراكز مهمة للابتكار، وذلك في إشارة إلى المكانة المتفردة التي تحظى بها دولة الإمارات على هذا الصعيد.
وأكد محللون أميركيون أن الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لذلك التجمع الرباعي، تتجسد في حرص بايدن على أن تكون القمة الافتراضية، إحدى المحطات المهمة لزيارته للشرق الأوسط التي بدأها أمس الأول، وهي الأولى من نوعها منذ توليه منصبه، مطلع العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، أشار مسؤولون أميركيون، في تصريحات نشرها موقع «بيزنس ستاندرد» الإلكتروني، إلى أن عقد القمة، يأتي في إطار جهود تنشيط وتفعيل التحالفات الاقتصادية حول العالم.
وكان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، أشار إلى أهمية ملف الأمن الغذائي على جدول أعمال القمة الأولى، لهذا التجمع الذي استمد اسمه المختصر «I2U2»، من أن اسميْ اثنتين من دوله الأربع، يبدأَان بحرف U في اللغة الإنجليزية، بينما يبدأ اسما الدولتين الأخريين بحرف I.
وبحث القادة الأربعة ملف الطاقة، الذي يشكل أهمية كبيرة في الوقت الراهن، فيما تعزز القمة التعاون بين الدول الأربع، والتي تسعى إلى تعميق علاقاتها في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية، خاصة في قطاع التكنولوجيا الحيوية، من أجل الاستفادة من تميز دولة الإمارات والبلدان الأخرى في المجموعة، في هذا المضمار.
واتفقت الدول الأربع خلال تلك المحادثات، على تدشين منتدى للتعاون، يؤكد محللون أنه سيساعد على الاستفادة من مقومات الدول الأربع العلمية والاقتصادية المتميزة، واستكشاف سبل تطوير العلاقات القائمة في ما بينها في المجالات التكنولوجية والأمنية، وفي ما يتعلق بالأمن الغذائي كذلك، فضلاً عن تعظيم قدرتها على تعزيز أجواء التسامح والتعايش والتفاهم المتبادل، على الساحتين الإقليمية والدولية.
تعاون في مشروعات البنية التحتية
تؤكد قمة «I2U2»، بحسب المحللين، على أهمية التعاون في مشروعات البنية التحتية، وآفاق تعزيز الشراكة الاستثمارية والاقتصادية بين الدول الأربع، التي بدأت تفعيل التنسيق الراهن بينها على هذا المستوى الجماعي، إثر محادثات عُقِدتَ عبر الفيديو على المستوى الوزاري في 19 أكتوبر من العام الماضي، وضمت سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جاي شانكار، بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، الذي كان وزيرا لخارجية بلاده في ذلك الوقت.