آمنة الكتبي (دبي) 

قالت شيخة الفلاسي مدير الفريق العلمي لمشروع مهمة محاكاة الفضاء إن صالح العامري يخضع الآن لفحوص طبية لمدة أسبوعين، وذلك للتأكد من جاهزيته والاطمئنان على صحته بعد فترة العزل التي استمرت 8 أشهر، مبينة أن هناك متابعة دقيقة لمراقبة الحالة الطبية والصحية لصالح العامري. وقالت إنه سيتم توفير نتائج التجارب والأبحاث التي قام بها العامري في «سيريوس 21» للمجتمع العلمي العالمي خلال الـ4 أشهر المقبلة، بعد أن يتم تحليل من النتائج والعينات الطبية والبيولوجية، موضحة انه سيتم توفير المعلومات من خلال مراكز البيانات المفتوحة الخاصة بمركز محمد بن راشد للفضاء، فضلاً عن نشرها في المؤتمرات العلمية العالمية التي سيشاركون فيها، حتى يمكن الاستفادة منها في وقت قريب.
وأشارت الفلاسي إلى بدء مرحلة تحليل الدراسات العلمية للتجارب التي نفذها صالح العامري، مبينة أن مركز محمد بن راشد للفضاء سينشئ شبكة معلوماتية، تضم كل الدراسات العلمية المتخصصة لعلماء المنطقة، بهدف تعزيز التبادل المعرفي مع الباحثين الإماراتيين، الذين وصلوا بأبحاثهم لمرحلة متقدمة تضاهي نظيرتها العالمية.
وأكدت وجود 4 باحثين من الفريق العلمي لمهمة المحاكاة، سيتولون تقييم وتحليل نتائج التجارب، خاصة أن فترة ما بعد المهمة بنفس قدر، أو حتى أهم من المهمة ذاتها، وذلك لتوفير بيانات علمية جديدة، تبحث في آثار العزل على رواد الفضاء ومن ثم التجهيز لرحلات استكشاف فضاء مستقبلية مأهولة وغير مأهولة.
وقالت إن مخرجات الدراسات والتجارب العلمية التي نفذها رائد محاكاة الفضاء صالح العامري، برفقة زملائه من فريق المهمة ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية «سيريوس21» في روسيا، لن تنتهي بمجرد خروجهم من العزل الذي استمر 8 أشهر، وأنه سيتم البدء بمراجعة وتحليل المعلومات والبيانات التي تم التوصل إليها من خلال فريق علمي، مبينة أنه سيقوم كل فريق من المشاركين في المهمة، بدراسة المعلومات وهم تقريباً 10 باحثين، فيما يضم الفريق العلمي من مركز محمد بن راشد للفضاء 4 باحثين.

  • شيخة الفلاسي

وذكرت أن الدراسات والتجارب العلمية الخاصة بالمهمة تتم دراستها من خلال 3 مراحل، تشمل الأولى قبل بدء المهمة ثم خلالها، وصولاً للمرحلة الثالثة والتي ستكون عقب أسبوعين، مشيرة إلى أن هذه الاستنتاجات والبيانات التي سيتم الحصول عليها ستشكل نقلة علمية في عالم الفضاء والمهمات المستقبلية، كما ستمنحنا المعرفة والإجابات اللازمة الخاصة بأسئلة كثيرة لاستكشاف الفضاء الخارجي، ومن أهم هذه الدراسات ما يتعلق منها بآثار العزلة على جسم الإنسان من كل النواحي، حيث تعد المهمة جزءاً من استراتيجية استكشاف الفضاء، فيما تعتبر تجارب المحاكاة، سلسلة من الاختبارات الميدانية، التي يتم إجراؤها قبل إطلاق البعثات الفضائية.
وأضافت الفلاسي أن البحوث والدراسات التي قام بها فريق المهمة الإماراتي صالح العامري وزميله عبدالله الحمادي الذي تواجد ضمن فريق المتابعة، مردودها ليس محصوراً فقط للإمارات، ولكن للمجتمع العلمي العالمي، ولذلك شارك فريقان، روسي وأميركي في هذه المهمة، مؤكدة أن هدفهم الأساسي هو دعم الكوادر الوطنية والعلمية في الدولة، وتطوير كفاءات جامعاتنا وعلمائنا، الذين وصولوا لمرحلة متقدمة في الدراسات البحثية في كافة المساقات، ومن بينها الطبية والتي ممكن أن تضاهي وتنافس الدراسات العالمية.

تشغيل روبوت الفضاء
قالت مدير الفريق العلمي لمشروع مهمة محاكاة الفضاء تضمنت تجارب العامري والتي نفذها بنجاح وكفاءة عالية، محاكاة تشغيل روبوت الفضاء، وتقليل التوتر في العزلة، كذلك تجارب الواقع الافتراضي، والتي تضمنت إطلاق مركبة وتأمين التحامها مع محطة الفضاء الدولية، والتحليق فوق القمر والمريخ، كما أجرى تجربة التخطيط الكهربائي للدماغ، بهدف الحصول على صورة واضحة لوظائف الدماغ في حالة العزلة، ما يساعد العلماء على التعرف إلى تفاعل الدماغ والتغيرات في وظائف الإدراك، عند البقاء في البيئات المعزولة لمدة طويلة، بالإضافة إلى فحص العينات التي جمعها مع زملائه، خلال قيامهم بتجربة محاكاة للهبوط على سطح القمر، وجمعها ونقلها إلى القاعدة القمرية، فضلاً عن تجربة استخدام الذراع الآلية لالتقاط مركبات الشحن ونقل المعدات «كندارم 2»، والكثير غيرها من التجارب.