آمنة الكتبي (دبي) قال عبدالله الحمادي رائد محاكاة الفضاء الاحتياطي، إنه اكتسب مهارات عديدة أثناء وجوده بالقرب من زميلة صالح العامري في مهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء، مبيناً أن المهارات تنقسم إلى قسمين، الجانب التقني والجانب النفسي ومنه تحليل التقرير النفسي، وإيجاد الطرق المناسبة لكل شخص لتحسين حالته النفسية. وأضاف أن طاقم المهمة عبارة عن شخصيات مختلفة ومستقلة عن ذاتها، وفي بعض الأحيان يتم التعامل معهم بكل سرية تامة، خاصة إذا تطلب الوضع أمراً طارئاً من ناحية التركيز وعمل التجارب كل على حدة. وقال من أهم المهارات التي اكتسبتها هي التشخيص الطبي لبعض الأعراض، حيث تم تدريبنا على المعرفة والتعامل في علم الطب، منها سحب الدم وخلع الأسنان بالطريقة الصحيحة، والتعامل مع الأجهزة، مثل تخطيط القلب وضغط الدم والأشعة، وبعض من أمراض العيون، وخاصة التي تتعلق بالشبكية والكثير من الأمور الطبية الأخرى. ومنها الجانب التقني، وذلك في إدارة المهام وتوزيعها بالطريقة الصحيحة، حيث إنه في بداية كل يوم يتم إعطائي التقرير الليلي، وكيف قضى الطاقم في تلك الليلة، ومراجعة جدول المهام، والتعامل معها في كل يوم بطريقة مختلفة ومحترفة، وبلا شك يتم العمل كفريق متكامل في مركز العمليات الأرضية.
وبين أن الفريق الاحتياطي يعمل في مركز العمليات الأرضية، ومتابعة جميع أفراد الطاقم، ومن خلال مركز العمليات يتم تحليل البيانات أثناء فترة التجارب العلمية والعمل كفريق واحد من حيث استمرارية المهمة والتخطيط المسبق لها وعمل خطة واضحة مستقبلية لسيناريوهات المهمة بشكل أدق ومفصل. وأوضح الحمادي بالإضافة إلى دور التواصل والدعم النفسي لجميع أفراد الطاقم، يتم العمل على تنويع الاختبارات من قبل مركز العمليات، وحساب مدة المهمة الطويلة، حيث يقوم الطاقم بالاستجابة الفورية للأوامر الصادرة من مركز العمليات الأرضية، وأيضاً التعامل مع المشكلات التقنية للكبسولة أثناء المهمة، حيث يتم التعامل بشكل كبير لحل المشكلات التي تظهر على الكبسولة، فعامل الوقت جداً مهم بسبب وجود أفراد الطاقم داخل الكبسولة. وحول تقديم الدعم لزميله صالح العامري، قال الحمادي: كشفت الدراسات عن أن آثار العزل تظهر على الشخص بعد 3 أو 4 أشهر وفي هذه المرحلة يحتاج الشخص للدعم والتواصل والتحفيز وتذكيره بأهمية الدور الذي يقدمه، وأهمية المحافظة على التركيز في أداء التجارب العلمية، وتوفير الأدوات التي يحتاج إليها، ولتحسين حالته النفسية كمشاهدة بعض الأفلام أو برامج التوعية والبرامج المحفزة. وأضاف أن الطاقم داخل الكبسولة ليس لديه السيناريو الكامل؛ لذا يتعين على الطاقم الاحتياطي إعطاء الطاقم الأساسي المهمة التعليمات في فترات مجدولة وشرح السيناريو. وحول أهمية مهمة محاكاة الفضاء سيريوس 21، قال إن توجه وكالات الفضاء حالياً هو الوصول إلى القمر والمريخ، وهذه المهمة تدرس تأثير العزلة على جسم الإنسان، مبيناً مدى أهميتها في معرفة تأثير الرحلات الطويلة والعزلة، وكيفية التعامل معاها وما الوسائل أو الأدوات التي من الممكن أن تخفف من هذه الآثار.