أكد العميد محمد علي المهيري، مدير إدارة الإعلام الأمني بقطاع شؤون القيادة بشرطة أبوظبي، أهمية الإعلام كأحد أهم الأذرع الفعالة في بناء السمعة المؤسسية، وتشكيل ملامح الصورة الذهنية لدى جمهورها من خلال جهود التواصل المستمر عبر مختلف الوسائل الإعلامية، مشيراً إلى اهتمام شرطة أبوظبي باستثمار مساحات التواصل الأوسع التي أتاحتها شبكات التواصل الاجتماعي في مشاركة المجتمع المستجدات الشرطية والأمنية على مدار الساعة، وتزويد مستخدمي الطرق بالتنبيهات العاجلة بالأحوال الطارئة، فضلاً عن الحملات التوعوية الممنهجة التي تطلقها إدارة الإعلام الأمني على مدار العام لتعزيز الوعي الأمني والمجتمعي، حفاظاً على استمرار أبوظبي في صدارة المدن الأكثر أماناً عالمياً.

  • محمد المهيري

مبادرات إعلامية لرفع مستوى الوعي الوقائي 
تعتمد إدارة الإعلام الأمني بقطاع شؤون القيادة سياسات وخططاً إعلامية تدعم الأولويات الاستراتيجية لشرطة أبوظبي لتعزيز الأمن والأمان، وضمان أمن الطرق، والمتمثلة في رفع مستوى الوعي الوقائي للمجتمع ضد مختلف أشكال الجريمة، وزيادة الوعي المروري، وتنبيه السائقين بالسلوكيات الخطيرة التي تشكل تهديداً على سلامة مستخدمي الطرق من خلال الحملات الإعلامية الممنهجة التي تطلقها على مدار العام، بالإضافة للرسائل التوعوية اليومية التي تتواكب مع المستجدات والظواهر المرورية التي قد تفرض نفسها من حين لآخر، وكانت حملة «درب السلامة» واحدة من الحملات الأوسع انتشاراً وتأثيراً لشرطة أبوظبي خلال الأعوام الأخيرة، إذ بلغ عدد المواد الإعلامية المتداولة للحملة منذ عام 2019 قرابة 630 مادة، مستهدفةً قرابة 3 ملايين متابع.
وتمثل «الوقاية من الجريمة» أحد أهم أولويات «الإعلام الأمني»، والتي ترتكز عليها استراتيجية شرطة أبوظبي لتعزيز الأمن والأمان، والحفاظ على صدارة أبوظبي ضمن أكثر مدن العالم أماناً خلال الأعوام الأخيرة، وذلك من خلال تنظيم حملات إعلامية تستهدف تعزيز الوعي الأمني لدى مختلف شرائح المجتمع.
وتعتبر حملة «خلك حذر» أبرز الحملات التوعوية والتي بدأ إطلاقها في عام 2018 لتواكب الأساليب المستحدثة و«المتحورة» للجرائم الإلكترونية بمختلف أشكالها، مستهدفة تعزيز وعي الجمهور بأساليب الخداع والتضليل التي يستخدمها المحتالون للإيقاع بضحاياهم وإيهامهم بجوائز وهمية أو سرقة بياناتهم البنكية. ووظفت الحملة عدداً من الأساليب الإبداعية غير المسبوقة لتحقيق الفاعلية والتأثير، إذ كشفت عمليات الرصد الإعلامي عن أن رسائل الحملة وصلت إلى قرابة مليوني شخص خلال المرحلة الأولى عبر شبكات التواصل الاجتماعي والبرامج الإذاعية والتلفزيونية بالتعاون مع الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص، وقد كشف استبيان في بداية عام 2021 وصول الرضا العام عن الحملة إلى 86%.
وتحرص شرطة أبوظبي على التوسيع المستمر لنطاق رسالتها الإعلامية، والوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، من خلال مراعاتها للتنوع الثقافي بنشر الرسائل التوعوية بلغات أجنبية عدة، من بينها الإنجليزية والفلبينية والأوردو والماليالم، وغيرها من اللغات المستخدمة للجاليات، فضلاً عن حرص الإعلام الأمني على بث برامج تلفزيونية في توقيتات ذات مشاهدة عالية، مثل شهر رمضان وقبل موعد الإفطار، ما ساهم في استهداف أكبر نسبة مشاهدة في توقيت «الذروة» للقنوات التلفزيونية، فضلاً عن تغطيتها مختلف الجوانب التي تصب في جانب سلامة المجتمع، إذ تنظم «الإعلام الأمني» حملات مستمرة تواكب مواسم وفترات بداية المدارس وفصل الشتاء، منها حملة التوعية بإشارة «قف» بالحافلات المدرسية، وحملة «شتاؤنا آمن» لتوعية مرتادي منطقة تل مرعب وهواة الدراجات الرملية. 

مساحات افتراضية للتفاعل مع المجتمع
يعتمد مركزا «السمعة المؤسسية» و«التواصل الاجتماعي» بشرطة أبوظبي، آلية متكاملة لتخطيط وتنفيذ وتقييم الحملات الإعلامية، بالإضافة إلى الدليل الإعلامي الشامل لضمان الوصول الفعال والمؤثر لشرائح الجمهور المستهدف أثناء الظروف العادية أو الطوارئ والأزمات، بالإضافة إلى خطة سنوية لضمان التواصل المستمر مع الجمهور وفق مؤشرات واضحة لضمان تفاعل المتابعين.

وتؤكد شرطة أبوظبي هذا النهج من خلال إطلاق حملات ومبادرات «تفاعلية» تتسم بالقدرة على استثارة اهتمام ومشاركات المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل مبادرة «الشور شوركم» لاستطلاع آراء الجمهور في الموضوعات والقضايا الأكثر أهمية لحياتهم وسلامتهم كمدخل مهم لتطوير محتوى ذي قيمة عالية للمتابعين، إذ تُراعي الحملات التنوع الثقافي واستخدام اللغة «الفصحى البسيطة» والقريبة من الجمهور مثل شعار حملة «خلك حذر» وحملة «درب السلامة».
وتسعى إدارة الإعلام الأمني إلى تحقيق المعادلة ما بين تطوير محتوى إعلامي رصين وبين تطوير أساليب اتصالية «جاذبة» ومثيرة لاهتمام الجمهور من خلال مبادرات تفاعلية قادرة على لفت انتباه المتابعين وإثارة تفاعل الجمهور، بالإضافة إلى حرصها على نشر الأخبار التي تهم قطاعات واسعة مثل أخبار القبض على عصابات ترويج المخدرات، والاحتيال عبر الهاتف والتطبيقات الذكية، وهي من أكثر القضايا ذات الأولوية والاهتمام لدى غالبية أفراد المجتمع.
وتتبنى «الإعلام الأمني» مفهوماً فريداً في توعية مستخدمي الطرق من خلال مبادرات إعلامية تفاعلية، مثل مبادرة «لكم التعليق» التي أحدثت اختراقاً نوعياً في معادلة الاتصال «أحادي الاتجاه» بجذب الانتباه وإيقاظ حواس المشاهد، وتحويل حسابات شرطة أبوظبي إلى حلقات نقاشية بين المتابعين بعد كل مرة يتم فيها بث فيديو لحادث مروري حقيقي وصادم من كاميرات الطرق، لتشتعل تعليقات وتفسيرات الجمهور ويتحول «المتابع» من مقعد «المتلقي» إلى موقع «المرسل»، محققة أرقاماً غير مسبوقة، إذ بلغت أعداد المشاهدات ما يقارب 500 ألف مشاهدة للفيديو الواحد بإجمالي حوالي 3 ملايين مشاهدة، وأكثر من 12 ألف تعليق على قنوات التواصل الاجتماعي خلال 3 أشهر من بث أحد الفيديوهات.
وفي استطلاع رأي، أكد الجمهور أن مبادرة «لكم التعليق»، تسهم في تعزيز السلوكيات الإيجابية للسائقين على الطرق، والحد من المخالفات والحوادث المرورية بنسبة 88% حسب المتابعين لـ«فيس بوك»، و85% لـ «تويتر»، و73% لـ «إنستغرام»، وذلك وفق استطلاع أجرته إدارة الإعلام الأمني. وفي استطلاع رأي آخر استهدف 162 ألف متابع لقياس مدى تأييد المجتمع لنشر فيديوهات لحوادث مرورية حقيقية، أظهرت النتائج تأييد 83% للممارسة وطالبوا بالاستمرار في نشرها. وتعزيزاً لفاعلية الحملات، تقوم إدارة الإعلام الأمني بإنتاج وبث فيديوهات لضحايا حقيقيين تعرضوا لحالات نصب واحتيال إلكتروني لسرد قصص الاستدراج التي تعرضوا لها، إلى جانب بث فيديوهات بأسلوب «الرسوم الكارتونية» و«مشاهد درامية» باللهجة المحلية، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات استهدفت مشاركة أفراد المجتمع في الحملة من خلال إبداع «فيديوهات توعوية»، ما ساهم في فتح الباب أمام أفكار وإبداعاتهم في إيصال رسائل الحملة، وتحقيق أهدافها، وقد تم بث الأعمال الفائزة في حسابات التواصل الاجتماعي لشرطة أبوظبي وتكريم أصحابها.

«تنبيهات عاجلة» على مدار الساعة
استحدثت شرطة أبوظبي «منصة إعلامية» تعمل على مدار الساعة من خلال كوادر إعلامية موجودة في مركز «السيطرة والتحكم» لضمان سرعة الاستجابة والنشر الفوري للتنبيهات العاجلة بالحالات الطارئة على الطرق، وإشعار السائقين بالتدابير الوقائية اللازمة لضمان سلامة مستخدمي الطرق.
وتستفيد شرطة أبوظبي من المنصة الإعلامية الدائمة في تحقيق أقصى سرعة استجابة ممكنة للمواقف الطارئة، والتي تستدعي نقل المعلومة للجمهور بالسرعة القصوى تحقيقاً للقيم الاستراتيجية لشرطة أبوظبي الساعية إلى التواصل الفعال، وتعزيز ثقة المجتمع وسلامة مستخدمي الطرق.

دوريات إعلامية في مواقع الأحداث
دشَّنت القيادة العامة لشرطة أبوظبي دوريات الإعلام الأمني ضمن خططها وجهودها المستمرة لمواكبة التطورات المتسارعة في نقل المعلومات من موقع الأحداث، وإحاطة الجمهور بالمستجدات والمعلومات الموثوقة لحظة بلحظة من الواقع الميداني بعدما أصبح بإمكان مستخدمي التواصل الاجتماعي تصوير وتداول الأحداث.
وتدير «الإعلام الأمني» منظومة متكاملة من الدوريات الإعلامية الميدانية المتنقلة من السيارات المزودة بالتقنيات الرقمية والمصورين المدربين، بالإضافة إلى دراجات نارية مخصصة لسرعة الوصول إلى مواقع الأحداث ونقل الصور والمعلومات بشكل مباشر لمنصات الإعلام الأمني لتطوير محتوى إعلامي مدعوم بالمواد المصور والفيديوهات من موقع الحدث. وتعتبر شرطة أبوظبي سرعة نقل الصورة الحقيقية وضمان مصداقية المعلومة، من أبرز أولوياتها الإعلامية في ظل التطورات اليومية في مجالات تكنولوجيا الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ أصبح تقديم المعلومة الصحيحة دون تأخير أو مساس بالمصداقية والدقة، وهو الهدف الأبرز الذي تسعى إليه القنوات الإعلامية والاجتماعية لشرطة أبوظبي، والتي أصبحت مصدراً أساسياً موثوقاً لوسائل الإعلام المحلية والدولية.

إعلام استباقي للوقاية من الجريمة
تعتمد إدارة الإعلام الأمني خطة للاستجابة الإعلامية للتعامل مع الحالات الطارئة، ما أسهم في سرعة التفاعل مع الأحداث واستباق الشائعات، وتقديم الحقائق للجمهور ومشاركة المجتمع بآخر المستجدات عبر نشر أخبار وتقارير صحفية يومية على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى نشرة أسبوعية «فيديو» بحصاد السبعة أيام من كل أسبوع، فضلاً عن إشعار الجمهور فورياً بـ «تنبيهات عاجلة» بالأحوال الجوية المتقلبة. 
وتوظف شرطة أبوظبي وسائل التواصل الاجتماعي على نحو مخطط ومنهجي في إطار سياسات معتمدة لاستخدام «التواصل الاجتماعي» وسياسة لـ «المتحدث الرسمي»، ما أسهم في تحقيق الاستثمار الأمثل لتلك الوسائل وتوحيد صوت المؤسسة إعلامياً والأخذ في الاعتبار خصوصية كل منصة، فمثلاً يتم تكثيف المادة المصورة واستهداف المواطنين الإماراتيين عبر «إنستغرام» لكونها الأكثر تفضيلاً لديهم، وزيادة التواصل مع الجاليات الأجنبية عبر «فيسبوك»، والاهتمام بالمادة الخبرية على «تويتر»، والتركيز على تطوير محتوى رقمي «جاذب» ومثير لاهتمام الجمهور مثل أخبار «ضبط مروجي المخدرات»، و«جرائم النصب الإلكترونية»، وبث فيديوهات حوادث طرق «واقعية»، فضلاً عن إشراك المتابعين في استطلاعات رأي تحت هاشتاغ «الشور_شوركم» لمعرفة «المحتوى الإعلامي» الأكثر أهمية من وجهة نظر الجمهور، إذ أوضح استطلاع نهاية 2021 والذي تم نشره بلغات عدة، أن 61 % من المشاركين أبدوا اهتمامهم بالرسائل الإعلامية لتعزيز الوعي بمعايير السلامة المرورية، كما دفع استطلاع إلى تنظيم حملة لمكافحة ظاهرة «التسول» بناءً على رغبة الجمهور التي بلغت نسبة 55 %.

التصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة
تعتمد إدارة الإعلام الأمني خططاً وآليات إعلامية للتعامل مع الشائعات والمعلومات المغلوطة، من خلال تطوير سياسة إعلامية للمتحدثين الرسميين، وسياسة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن خطة لمواجهة الشائعات وإجراءات إعلامية محددة للتعامل الفوري مع الشائعات وتصحيح المعلومات المغلوطة بناءً على مؤشرات وتقارير الرصد والتحليل الإعلامي، وتقييم المتخصصين لحجم الشائعة وتصنيفها ومدى تصاعدها وانتشارها.
وأطلقت «الإعلام الأمني»، بالتعاون مع الشركاء، ما يقارب 8 حملات توعية ونشر «بوستات» تحذيرية للجمهور من تداول الشائعات، ناصحة المجتمع استقاء المعلومات من وسائل الإعلام والمؤسسات الرسمية خلال عام 2020 الذي شهد انتشاراً للمعلومات والشائعات المتعلقة بجائحة «كورونا». 
وتعمل إدارة الإعلام الأمني على تنظيم عملية التصريح لوسائل الإعلام في إطار من الضوابط والمؤشرات التي تضبط نشر المعلومات والرد على تساؤلات وسائل الإعلام وإيضاح الحقائق والمعلومات، كما تُلزم المتحدث الرسمي بالتأكد من صحة المحتوى الإعلامي ووضوح الرسالة الإعلامية، وتحدد مراحل التعامل مع الشائعة، وسبل التصدي للمعلومات المغلوطة، وتغليب مبدأ «الدقة في نشر المعلومة» على مبدأ «السبق الإعلامي» أثناء الحالات الطارئة.