لمياء الهرمودي (الشارقة)

أكد عدد من الخبراء والمختصين في شؤون رعاية الطفولة على أن تعزيز قيم المواطنة الرقمية والهوية الوطنية من أهم سبل تشكل الشخصية، وبناء الشخصية المعتزة بهويتها الوطنية والفخورة بإرثها الحضاري، مشيرين إلى أن محور التعليم المبكر للطفولة وبناء الوعي في مرحلة عمرية مبكرة يتصدر أجندة مبادئ وثيقة الخمسين المقبلة، حيث تحرص قيادتنا الرشيدة على تعزيز البناء المعرفي للطفولة المبكرة عبر استراتيجيات ومشاريع وطنية خلاقة بهدف إكساب الطفل المهارات اللازمة لمواكبة المستقبل.
وأشار الخبراء والمختصون في لقاءات مع «الاتحاد» إلى بروز دور التربية في مواجهة مظاهر الخلل الفكري والثقافي التي من شأنها تشويه وإضعاف هذه القيم، فالحفاظ على قيم المواطنة الرقمية والهوية الوطنية، وخاصة في ظل التحولات العالمية، يستوجب غرس تنمية شعور قوي بهما لدى الأطفال والناشئين على حد سواء.
ولفتوا إلى ضرورة الحفاظ على الهوية للطفل الإماراتي، والتطرق لعدة محاور رئيسية منها: أهمية حماية الطفل من المؤثرات الخارجية، وأثر الشبكة العنكبوتية والعالم الافتراضي على هوية وسلوك الطفل، وكيف تؤثر الثقافة الرقمية على مقومات الهوية والسلوك للأطفال، والآثار المترتبة على ذلك، فضلا عن دور الحكومة والمؤسسات والأفراد في حماية هوية الطفل الإماراتي، وإكسابه المهارات التي تمكنه من مواجهة المحتوى السلبي في التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية.
وقالت إحسان مصبح السويدي مستشار اجتماعي بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: يقلق الآباء والأمهات والمربون الذين يرون في الشبكة العنكبوتية مضماراً خصباً لأطفال «مهووسين» بالحاسوب يغوصون من خلاله في العالم الافتراضي ويبتعدون عن التواصل الواقعي مع الآخرين، بل ويعتقد بعض المربّين أن هؤلاء الأطفال قد يصبحون غير مؤهلين للتواصل مع الآخرين اجتماعياً بسبب الإنترنت، وقد يفقدون قدراتهم على إقامة ارتباطات اجتماعية حقيقية. وأضافت: تؤثر المتغيرات المعاصرة والتحولات الثقافية سلباً على ثقافة وقيم وأخلاق وعادات الأطفال، وذلك نتيجة الانفتاح الإعلامي والتغيرات السريعة في جميع المجالات.
وأوضحت أنه في مواجهة تكنولوجيات معقدة وسريعة التطور، لا يشعر العديد من أولياء الأمور بالثقة أو الكفاءة الكافية للإشراف على أطفالهم وصغارهم الحاذقين بالتكنولوجيا. ويتأثر أولياء الأمور أيضاً بالمخاوف الشائعة بشأن «الوقت الطويل المستغرَق أمام الشاشة» و«إدمان الإنترنت» و«خطر الغريب». لذا، تستهوي الوالدين فكرة زيادة التركيز على تقييد استخدام أطفالهم وشبابهم للإنترنت، من قبيل تقييد وقتهم على الإنترنت أو حظر استخدام الأجهزة بدلا من تمكينهم أو توجيههم. 
وأكدت السويدي على انه لا تزال الموازنة بين فرص الأطفال، والمخاطر التي تهددهم على الإنترنت تمثل تحدياً. مشيرة إلى أن لدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات أيضاً دور في وجوب استمرار أولوية الجهود المبذولة لتعزيز الفرص للأطفال على الإنترنت، ووجوب موازنة ذلك بعناية مع حقوقهم في ظروف آمنة يمكنهم في إطارها المشاركة في العالم الرقمي والاستفادة منه.
وأوضحت أن الثقافة تشكل أهمية في حياة الأمم والمجتمعات في كونها الضابط لشخصية الأمة وتحدد سلوكها وهويتها التي تعرف بها بين الأمم، إذ إن شخصية الأمة عادة ما تنبع من ثقافتها التي ترتكز عليها. ولعل أبرز مكون للثقافة هو اللغة التي تحقق للأمة القوة فهي أداة لتوثيق الروابط وتدعيم التفاهم والتقارب بين أفراد الأمم، كما أنها تحوي تراثها الحضاري الزاخر بالقيم والمبادئ الأخلاقية بين الشعوب العربية والإسلامية.

عواقب وخيمة
وأكدت السويدي أن من أهم الآثار المترتبة على ولوج الأطفال لشبكة الأنترنت الأثر على الصحة العامة، وقالت: قد يسبب التعرّض المفرط للشاشات آثارا سلبية على بعض الوظائف الإدراكية للطفل، مثل: اللفظ واللغة، أو الانتباه، كما أن له عواقب وخيمة على صحته الجسدية (اضطراب النوم، قصر النظر بسبب التعرض للضوء الأزرق، الخمول وزيادة الوزن). والأثر الثاني هو السلوك الاجتماعي، فقد وجدت أبحاث تؤكد على أن شبكة الإنترنت لا تؤثر على السلوك الاجتماعي بشكل سلبي بل إنها تشجع النشاط الاجتماعي. ولكن من ناحية أخرى قد يكون الأشخاص الذين يمتلكون شبكة إنترنت سريعة ذات نطاق توصيل كبير للمعلومات الرقمية أكثر نشاطا على الشبكة وبالتالي أكثر انغلاقا وانطواءً على أنفسهم اجتماعيا ما يؤدي إلى عزلتهم اجتماعيا، ولكن نثبت الدراسات أيضا أن هذا لا يعفي أولياء الأمور من مراقبة سلوك أبنائهم والحذر من أن يتسبب الإنترنت في عزلة أطفالهم اجتماعيا. 
وتؤكد المستشار الاجتماعي بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة على أن الحكومات يمكن أن تنظم حملات توعية لأولياء الأمور، يتم التوعية من خلالها بكيفية استخدام أدوات الرقابة الأبوية، وتقديم المشورة بشأن استخدام أدوات الرقابة الأبوية، والإبلاغ عن إساءة معاملة الأطفال أو استغلالهم عبر الإنترنت إلى السلطة المختصة. وينبغي ألا ينتحل أولياء الأمور أبداً صفة طفلهم من أجل «إثبات» الإساءة، بالإضافة إلى تقديم دراسات متخصصة عن الهوية الثقافية والهوية الافتراضية، وتنظيم حملة السلامة على الإنترنت: والهدف الرئيسي من حملة السلامة على الإنترنت هو تغيير السلوك، بما في ذلك تشجيع سلوك الأطفال الأسلم على الإنترنت، وتشجيع رعاية الوالدين الفعالة على الإنترنت.

  • أيمن الباروت

هوية الطفل
وبدوره قال أيمن الباروت الأمين العام للبرلمان العربي للطفل: إن الاهتمام بهوية الطفل أمر مهم وجوهري حيث إنه يرتبط ارتباطا كبيرا بالتنشئة على الانتماء للوطن وترابه ومجتمعه ونظامه وجميع ما يتصل بالوطن من مظاهر وعادات وتقاليد وتاريخ، بما في ذلك الإرث الكبير الذي تركه لنا الآباء المؤسسون، كما يشمل ذلك التوجهات، والتوجيهات من قيادتنا الرشيدة واحترام جميع مؤسسات الدولة.
 وأضاف الباروت: لقد حمل إلينا عصر المعلوماتية بالانفتاح غير المسبوق، وهذا جعل العديد من الشعوب، وحتى الأوروبية، تشكو من ان الهوية الوطنية المميزة لها باتت تتعرض للكثير من التهديدات بفعل ما حملته رياح العولمة. حيث تفاجأ كثيرون ليس في الدول العربية بل في كل العالم بأنه لا أحد بإمكانه السيطرة على تدفق المعلومات حيث لم تعد سيطرة الدول ممكنة على ما يتدفق علينا من الفضاء سواء الفضائيات أو من الإنترنت وخاصة على الأطفال، والناشئة بفعل ما في وسائل المعلومات من جاذبية كبيرة، وتشويق يقدم المواد في أشكال مبهرة ومختلفة وفي صور تخلب الأطفال وفيديوهات وسيناريوهات مشوقة، وكل ذلك يوضع في متناول الطفل بما يكلفهم ولا يتطلب منهم من الجهد الكثير.
وقال الأمين العام للبرلمان العربي للطفل: لاحظنا أن كثيرا من الأطفال انجذبوا لما يجدونه في الإنترنت بشكل كبير، وبعضهم وصل إلى مرحلة الإدمان، مما جعل الآباء والأمهات في حيرة من أمرهم في كيفية التصرف مع أبنائهم حيال الأجهزة واللوحات الرقمية التي أصبح وجودها ضرورة للأطفال بعد أن أتاحتها لهم جائحة كورونا وما لزمها من تعليم عن بعد. حيث وجدنا أنفسنا في اضطراب، حيث لم تعد تجدي خيارات نعم للأجهزة أو لا لمنعها من الأطفال.

  • حميد الحاج

التوازن في استخدام التكنولوجيا
وقال الدكتور حميد الحاج استشاري الطب النفسي في المستشفى الجامعي في الشارقة: لا بد أن تتخذ الأسر والحكومات إجراءات لحماية للأطفال من أخطار العالم الافتراضي. فبالنسبة للأهل يجب أن يتبعوا نهجاً متوازناً في تعاملهم مع استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية وأن يكونوا أنفسهم قدوة في ذلك لأطفالهم. فمن الضروري معرفة مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل على الأجهزة الإلكترونية والتأكد من وضع حد أقصى لذلك. كأولوية، نحتاج كلنا كباراً وصغاراً إلى تجنب النظر إلى موبايلاتنا أول شيء في الصباح وفي وقت متأخر من الليل لأن هذه علامات على الإدمان. يجب علينا بالتأكيد إيقاف تشغيل الإشعارات لأنها مشتتة للغاية لتركيزنا. من وقت لآخر، نحتاج إلى أخذ فترات راحة منتظمة من وسائل التواصل الاجتماعي، عن طريق حذف هذه التطبيقات ومراقبة استجابتنا «لأعراض الانسحاب».
ودعا الحاج إلى تكثيف تعاون دولي لإصدار قوانين وتشريعات عالمية تنظم الألعاب الإلكترونية وتمنعها خاصة في أوقات متأخرة من الليل، بالإضافة لضرورة الحصول على موافقة الأهل للدخول إلى هذه المواقع. كما يجب حظر ومعاقبة المسؤولين عن المواقع التي تشجع على العنف أو اضطهاد الأطفال. كذلك هناك ضرورة لزيادة الوعي عن طريق حملات إعلامية لمناقشة كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والوقت أمام الشاشة على رفاهية الأطفال وتشجيع الصناعة على إنتاج محتوى ملائم ومناسب.

وقال الدكتور حميد الحاج: يعرِّضنا الإنترنت لأفكار متنوعة ويزودنا بالوسائل للتعبير عن إبداعنا من خلال السماح بإمكانياتنا للمشاركة في خبرات لا يمكن القيام بها في العالم الحقيقي. يمكن أيضًا رؤية فوائد استخدام الإنترنت للأطفال واليافعين في مجال الرعاية الصحية من خلال تمكينهم من التعبير عن مخاوفهم الصحية عبر العيادات الافتراضية حديثة الظهور.
وأشار إلى أنه على الرغم من هذه الإيجابيات النسبية فإن اعتماد الأطفال على الاتصال بالشبكة العنكبوتية بشكل يومي وما يرافقه من تأثيرات نفسية، وسلوكية يشكل أخطار حقيقة على صحتهم. والواقع إن هناك الكثير من الأطفال بأعمار صغيرة لا تتجاوز الست أو سبع سنوات يقضون عدة ساعات يومياً باستخدام التكنولوجيا الرقمية.
وقال د. الحاج: نصف الأمراض النفسية عند البشر تبدأ في الطفولة بعمر الأربعة عشر سنة أو أقل فإن ما تحمله التقنيات الرقمية من تأثير على هوية وسلوك ونفسية الطفل لا بد أن يثير مخاوفنا جميعاً آباء، ومدرسين، واختصاصي صحة، ومؤسسات. ومن تأثيرات الاستخدام المتواصل للإنترنت على الأطفال الصغار صعوبات النطق والكلام وضعف في مهارات التواصل العاطفي واللغوي. أما الأطفال الأكبر قليلاً واليافعون فنرى عندهم تفاقم مشاعر القلق والإحباط وعدم اليقين واضطراب أنماط النوم واضطرابات الأكل والتنمر. كما أن الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والإنستغرام والتيك توك وغيرها بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية قد يؤدي إلى الإدمان.
ولفت إلى أنه من الأعراض العاطفية للإدمان الإلكتروني الشعور بالتململ والتهيج عند عدم القدرة على الوصول إلى التطبيق المطلوب سواء كان على منصات التواصل الاجتماعي أو لعبة إلكترونية. ولقد عاينت مستشفى الجامعة حالات عديدة عند أطفال ويافعين قاموا بأذى أنفسهم بأخذ جرعات زائدة من أدوية أو جرح أنفسهم بأدوات حادة احتجاجاً على مصادرة الوالدين لهواتفهم الذكية أو جهازهم اللوحي الذي يستعملونه للعب الإلكتروني. ومن الأعراض الأخرى للإدمان الإلكتروني الكذب على أفراد الأسرة بخصوص مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل في اللعب الإلكتروني أو على وسائل التواصل الاجتماعي والعزلة عن الآخرين لقضاء وقت أطول في اللعب الإلكتروني.

  • هنادي اليافعي

التأثيرات السلبية للإنترنت
بدورها قالت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل في الشارقة: نرى في إدارة سلامة الطفل أن الشبكة العنكبوتية أنتجت تغيرات ثقافية شملت مختلف الأفراد، ولها تأثيرها على هوية وسلوك الطفل بصورة خاصة، لأن وعي الطفل قابل للتشكل واستيعاب ثقافات الآخرين وتقليدهم أكثر من الكبار، ومن هنا يأتي دورنا إلى جانب دور مختلف المؤسسات، بما في ذلك دور الأسرة، وأولياء الأمور لنعمل معاً على وقاية الأطفال من التأثيرات السلبية للإنترنت، لتتوحد الجهود في سبيل الحفاظ على هوية أطفالنا، مع استمرارهم في الاستفادة من المعلومات التي تقدمها شبكة الإنترنت في ظل إشراف الأسرة ومتابعة الأهل الدائمة لسلوكياتهم حفاظا على هوية أجيال المستقبل.
وأكدت اليافعي: نفخر أننا في إدارة سلامة الطفل بالشارقة، عملنا على تأهيل مجموعة من اليافعين ليصبحوا سفراء للأمن الإلكتروني الذي يحتل مساحة كبيرة من اهتمامنا، ونتناوله في برامجنا التوعوية وملتقياتنا من عدة زوايا، تشمل الوعي بأساسيات الاستخدام الآمن للإنترنت وحماية الخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي، والوقاية من الإساءات والحفاظ على البيانات من الاختراق. ونحرص على أن تواكب أنشطتنا المستقبلية هذا المحور الهام، ونخصص له باستمرار ورش عمل وجلسات نقاش نستضيف خلالها الخبراء والمختصين لطرح التوصيات الملائمة لتعزيز توعية المجتمع. وأحدث أنشطتنا في هذا الجانب قدمناها بالتزامن مع الاحتفال بيوم الإنترنت الآمن، وتشمل خطة برامج إدارة سلامة الطفل للعام الجاري وورش عمل ضمن هذا الملف، لنسهم في الحفاظ على القيم الأصيلة ومكونات الهوية المحلية لدى الطفل الإماراتي.

أولياء الأمور ومنصات التواصل
عبر عدد من أولياء الأمور عن قلقهم على أطفالهم، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية تشغل وقتهم بشكل كبير وقال فيصل عبدالعزيز: أبنائي متعلقين بأجهزتهم الإلكترونية وأصبحت الساعات التي يقضونها عليها أطول مع دخول التعلم عن بعد، وتتعدى إجمالي الساعات التي يقضونها على الأجهزة أحياناً الست ساعات، وهذا أمر مقلق لنا، وكأولياء نقوم بتوعيتهم إلا أن الأمر قد يصبح صعباً خاصة في حالة الإجازات الطويلة، وعدم وجود طرق محببة إليهم للترفيه في ظل الأوبئة التي تنتشر بين وقت وآخر.
وأكدت ليلى محمود ولية أمر: قد يتمكن الآباء من التحكم في أبنائهم الصغار، ولكن في مرحلة المراهقة يصبح الأمر شبه مستحيل، فأنا لم أعد أقدر على منعهم، فالتعلق الكبير بمنصات التواصل الاجتماعي أصبح هاجساً ليس على اليافعين فقط بل وعلى البالغين، لذا كان لابد من تكثيف حملات التوعية في مختلف الجهات بدءا من المدارس، والجامعات، وحتى الجهات الحكومية، حيث اصبحنا نشهد أمراضاً جديدة بسبب الإدمان على الأجهزة كتشنج الأعصاب، والأطراف ومشاكل النظر.

الهوية الثقافية
تعرف الهوية الثقافية بأنها «المبادئ الأصلية السامية والذاتية النابعة من الأفراد أو الشعوب وتلك ركائز الإنسان التي تمثل كيانه الشخصي الروحي والمادي بتفاعل صورتي هذا الكيان، وتمثل الهوية الثقافية كل الجوانب الحياتية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحضارية والمستقبلية لأعضاء الجماعة الموحدة التي ينتمي إليها الأفراد بالحس والشعور الانتمائي لها».
وتعرف الهوية بأنها «الصفات التي تميز أي أمة عن باقي الأمم لتعبر عن شخصياتها الحضارية». وأزمة الهوية ترتبط بعدم قدرة الفرد على إيجاد تصور واضح له بخصوص مدركاته حول ذاته وما يتوقع منه، أو من خلال عجزه عن وضع أو ضبط تصور واضح له بخصوص المعايير والمرجعيات التي يستند عليها سلوكه وهي الحالة التي تميز الجماعات أو المجتمعات التي تتعرض للتحولات والتغيرات بصفة مستمرة أو متتالية.

الهوية الوطنية 
تمثل مجموع خصائص وسمات الأفراد وبالتالي فهي تمثل خصائص كل شعب، فهي تعبر عن خصوصيات وتمايزات وانتماءات كل شعب عن غيره من الشعوب. وقد عرّفها آخرون بأنها رابطة اجتماعية تحمل في طياتها طابعاً ثقافياً متميزاً، وتنشأ هذه الرابطة بإقامة الأفراد على مجتمع متوحد إقامة تتميز بالاستقرار. وهي بذلك درجة استجابة الأطفال على مكونات محور الانتماء المنبثق من الهوية الوطنية والمتمثلة بمكون العادات والتقاليد، مكون الدين واللغة، مكون التراث والتاريخ.

الهوية الرقمية 
هي القواعد والمعايير والمبادئ المتبعة في الاستخدام للتكنولوجيا، من قبل المواطنين كباراً وصغاراً، لرقي الوطن وتقدمه انطلاقاً من الولاء له وحبه وحمايته من كافة الأخطار من ناحية، والاستغلال الأمثل للتقنيات الحديثة من ناحية أخرى. بينما عرّفها آخرون بأنها مجموعة من المعايير والمهارات وقواعد السلوك التي يحتاجها الفرد عند التعامل مع الوسائل التكنولوجية لكي يحترم نفسه ويحترم الآخرين، ويتعلم ويتواصل مع الآخرين، ويحمي نفسه ويحمي الآخرين. وتتمثل قيم المواطنة الرقمية في الاتصال الرقمي والوصول الرقمي واللياقة الرقمية والصحة والسلامة الرقمية ومحو الأمية الرقمية والأمن الرقمي.

الرقمية الآمنة
هي هويتك الرقمية الآمنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي أول هوية وطنية رقمية معتمدة وموحدة لجميع المواطنين والمقيمين والزوار في الإمارات، التي تتيح لك الوصول إلى مختلف الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية وشبه حكومية والخاصة عبر الإنترنت، من خلال تسجيل دخولك للمواقع والتطبيقات التابعة لها حيث يمكنك الآن توقيع المستندات رقميًا، ما يوفر لك الكثير من الوقت والجهد دون الحاجة إلى زيارة مراكز الخدمة.

التصفح الآمن
أعلنت شركة «اتصالات»، في يناير 2018 توفيرها حصرياً لمتعامليها في دولة الإمارات، خدمة جديدة تمكّن أولياء الأمور من الإشراف على المحتوى الإلكتروني وفترات الولوج إلى شبكة الإنترنت عبر تقنية «سيركل وذ ديزني»، بالشراكة مع شركة Circle Media Labs العاملة في مجال تطوير التقنيات التي تستخدمها الأسر لإدارة الأجهزة المتصلة، وضرورة عناية المؤسسات التربوية والتعليمية المساهمة بمختلف مستوياتها على تحقيق المواطنة، وتوعية وتدريب الأجيال حول قواعد التعامل السوي مع التكنولوجيا، وكيفية المشاركة بشكل أخلاقي مع البيئة الرقمية وضمان الاستفادة القصوى والمحافظة على الجانب القيمي والسلوكي في تعاملاتهم الرقمية.
وكذلك حتمية تعزيز القيم الأخلاقية والهوية الوطنية لدى الطفل أمر مهم للغاية خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة التي توضع فيها البذور الأولى لشخصيته وتعد إحدى أهم الركائز الأساسية في تربية الطفل وتوجيه سلوكه. وبذلك أصبح من الضروري تعليم المواطنة الرقمية وتعزيز قيمها كطريقة جديدة للتفكير في التقنيات الرقمية وبدلاً من التركيز على ما يمكن أن تفعله التكنولوجيا، فإن الهدف هو التفكير في كيفية وجوب استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب ومسئول.

الألعاب الإلكترونية
تعرف منظمة الصحة العالمية إدمان الألعاب على شبكة الإنترنت على أنه اضطراب الألعاب، ولقد انتشر في الفترة الأخيرة عدد من المحتويات الكرتونية غير اللائقة التي تستقطب اهتمام الأطفال على الرغم من احتوائها على مشاهد خارجة وأخرى تدعم القتل والعنف، ويعتقد خبراء المعلوماتية أن مستخدمي الإنترنت من الأطفال واليافعين ليسوا على استعداد بعد لتلقي معلومات ضخمة تتدفق إليهم من شبكات التواصل الاجتماعي.

محتوى غير مناسب
يسجل الأطفال والشباب حضوراً دائماً في بيئة الإنترنت مثل الشبكات الاجتماعية حيث يتعرضون لمجموعة متنوعة من المحتوى، المصطفى خوارزمياً، بقصد استمالتهم بطريقة أو بأخرى. ومن الأمثلة على ذلك، التلاعب السياسي (الترويج لوجهات نظر سياسية معينة)، والأخبار المزيفة (نشر معلومات كاذبة بنوايا سياسية أو تجارية أو غيرها) والإعلانات لإقامة تعلق مبكر للأطفال والشباب بعلامات تجارية أو منتجات محددة. ويمكن لهذه البيئات المفصلة خوارزمياً على مقاسات معينة أن تؤثر كثيراً على التطور الصحي للأطفال والشباب

التنمر الإلكتروني
مع التطور الهائل في التكنولوجيا خاصة مواقع التواصل الاجتماعي: الفيس بوك، تويتر، انستغرام وغيرها، وانتشارها السريع في المجتمعات العربية والغربية بين الأطفال والمراهقين ازدادت نسبة التنمر الإلكتروني خاصة في ظل ظهور التطبيقات المتنوعة بشكل متواصل وسريع جدًا. حتى أصبح إيذاء الأطفال والمراهقين عبر شبكة الإنترنت أمرًا سهلاً، إذ أن غالبية الأطفال يحملون هواتف ذكية تحتوي على كل التطبيقات الحديثة والتي تمكنهم من استقبال الرسائل وإرسالها، فهذه الظاهرة تشكل خطرًا على صحة الأطفال النفسية والمراهقين.
ويحدث التنمر الإلكتروني مع الأطفال عن طريق استخدام شبكات التواصل الاجتماعي أو الإنترنت لاستغلال الطفل والسخرية منه، أو تعنيفهم بالألفاظ السيئة من قِبل شخص آخر، ويكون عن طريق استغلال معلومات شخصية عن الطفل وصوره أيضاً.
أدوار تقع على عاتق عدد من الجهات منها الحكومات والأسرة والأفراد وللوقاية من أثر الولوج بحرية على الشبكة العنكبوتية والعالم الافتراضي على هوية وسلوك الطفل فهناك أدوار تقع على عاتق عدد من الجهات منها الحكومات والأسرة والأفراد.