هالة الخياط (أبوظبي)

تعامل مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير» مع 1.24 مليون بؤرة لتكاثر الآفات الناقلة للأمراض خلال الربع الأول من العام الحالي، والتي تشمل البعوض، القوارض، الذباب والصراصير.
وأوضح المهندس محمد النقبي مدير إدارة مشاريع مكافحة آفات الصحة العامة بالإنابة في «تدوير» أن المركز ينفذ برامج دورية لمكافحة الآفات على مدار الأسبوع والتي تشمل برامج مجدولة لمكافحة القوارض، والصراصير الأميركية، والذباب والبعوض وخدمات حجز الحيوانات السائبة مثل القطط والكلاب وغيرها. 
وقال النقبي لـ «الاتحاد»: إنه لا توجد هناك حملات استثنائية لبرامج الخدمة، إلا إذا دعت الحاجة لذلك مثل تساقط الأمطار بشكل غزير أو عند ظهور مفاجئ لأي آفة، حيث يتم تشكيل فرق للطوارئ وتحويل جميع الفرق في برامج الخدمة المجدولة للقيام بحملات مكثفة في مكافحة البعوض والذباب، التي عادة ما ترتفع معدلاتها ونسب الإصابة بها بعد هطول الأمطار نتيجة لوجود تجمعات مائية متفرقة تعمل على توفير بيئة مناسبة لتكاثرها.
وأفاد النقبي بأن المركز تعامل العام الماضي مع 5,230,908 بؤرة لتكاثر الآفات الناقلة للأمراض ومع ما يقارب 1,241,789 بؤرة في الربع الأول من العام الجاري، والتي تشمل البعوض، والقوارض، والذباب والصراصير، والتي تم رصدها من خلال عمليات المسح لتشمل جميع مناطق إمارة أبوظبي مثل المناطق السكنية والعامة، والمزارع والعزب، الحدائق العامة، الشوارع الفرعية والرئيسية وغيرها.
وأكد أهمية برامج المكافحة للآفات، سيما وأن بعض آفات الصحة العامة تعتبر من الآفات الناقلة للأمراض وهي البعوض والصراصير والذباب والقوارض، والتي تنقل الأمراض مثل مرض الملاريا، والحمى الصفراء، وحمى الضنك، وفيروس زيكا والتي تنقلها حشرة البعوض، كما تنقل الصراصير والذباب العديد من الأمراض المعدية مثل الديسنتاريا، والكوليرا والتيفويد، أما القوارض تقوم بنقل أمراض فيروسية من أهمها مرض الطاعون بالإضافة إلى أنها تسبب خسائر اقتصادية كبيرة.
وأشار إلى أن انتشار الآفات يكثر في المناطق التي يتواجد بها تحديات تساهم في تكاثرها، وتتمركز معظمها في المزارع والعزب التي تكثر فيها أحواض تخزين المياه ونظم الري التقليدية، خزانات الصرف الصحي، تجمعات وبرك المياه والمستنقعات والمواقع الإنشائية التي تكثر فيها بؤر تكاثر الآفات بسبب إهمالها وعدم متابعتها وتنظيفها وعدم فصل مخلفات مواد البناء عن المخلفات الغذائية والتي تؤدي لتكاثر الآفات خاصة القوارض والبعوض.
وأكد النقبي حرص «تدوير» على اتباع أحدث المعايير العالمية، وتبني التطورات والتكنولوجيا الحديثة في عملية مكافحة آفات الصحة العامة، وتطبيقها ضمن آلية المكافحة المتكاملة للآفات للحصول على أفضل النتائج.
ومن التقنيات التي تستخدمها «تدوير» في المكافحة، المكافحة الفيزيائية والتي تعتمد على العوامل البيئية وعناصرها للسيطرة على الآفة مثل إزالة المخلفات والمهملات بين الفلل والبنايات، وغسل الحاويات وتجفيف أماكن تجمع المياه، والوسائل الحيوية مثل استخدام بعض أنواع الأسماك مثل أسماك الصد في مكافحة يرقات البعوض حيث تتغذى عليها، وأيضا مثل استخدام البكتيريا في مكافحة يرقات البعوض.
ويلجأ المركز بشكل موسع حالياً للمكافحة الميكانيكية التي تعتمد استخدام المصائد للبعوض، والذباب والقوارض ومن أهمها استخدام مصائد البعوض الذكية ذات التكنولوجيا المتقدمة والتي يبلغ عددها 640 مصيدة موزعة في إمارة أبوظبي، وتتميز بقدرة عالية على جذب البعوض في إعطاء إشعارات لفرق العمل تمكنها من دراسة أوقات انتشارها ونشاطها.
والأسلوب الثالث هو المكافحة الكيميائية وتحرص «تدوير» هنا على استخدام أفضل أنواع المبيدات والتكنولوجيا الأحدث المصنعة عالمياً من مواد المكافحة الآمنة بيئياً والمعتمدة دولياً بما ينسجم مع أعلى معايير الجودة والفعالية، إذ يستخدم المركز مبيدات بتركيبات متطورة ذات فعالية عالية طويلة الأمد وذات تأثير آمن وسليم على البيئة، كما يستخدم بشكل كبير مواد غير كيميائية، هذا بالإضافة إلى اللجوء لعملية الإصحاح البيئي والتوعية للجمهور، أو بالتزامن معهما، وصولاً إلى حصر الإصابة ضمن النسب المعتمدة وبأقل الآثار الممكنة على البيئة دون تشكيل أي خطورة على صحة الإنسان، ويتخلل تلك العملية التوثيق والقياس والمسح في كل المراحل، للحصول على المعطيات التي تساعد في تقييم وتحليل نتائج عملية المكافحة، وإعادة التوجيه لمجمل العملية بناء على تلك المعطيات.