هناء الحمادي (أبوظبي) 

في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، وضعت الإمارات عدة قوانين تتيح لكل فرد من أصحاب الهمم الحصول على الحقوق والخدمات كافة.
وظهرت إسهامات الإمارات في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف المجالات، حيث سعت الدولة إلى تمكينهم ودعمهم من خلال توفير التسهيلات لهم في عدة قطاعات، بينها التعليم والصحة والوظائف والرعاية الاجتماعية الفائقة. واعتمد مجلس الوزراء سياسة حماية أصحاب الهمم في الإمارات من الإساءة، وتمكينهم وأولياء أمورهم والعاملين معهم من التعامل مع حالات الإساءة، بالإضافة إلى الدفاع عنهم والكشف المبكر عن أشكال الإساءة التي قد توجه لهم.
طبقت الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، شعار «لكل طفل الحق في التعليم»، ووضعت قوانين اتحادية بإلزامية التعليم لكافة المراحل العمرية وصولاً إلى سن الـ 18، فضلاً عن دعمها للخدمات التعليمية وتوفيرها للأدوات والسبل التربوية الخاصة لتفعيل دورهم التنموي في المجتمع بشكلٍ كامل.

فرص التوظيف 
تم توظيف أصحاب الهمم من خلال توفير فرص متكافئة وعادلة لهم، حيث تحرص الدولة على توظيفهم في القطاعين الخاص والعام في مجالات مناسبة. وينص القانون على أن «لصاحب الاحتياجات الخاصة من المواطنين الإماراتيين الحق في العمل وفي شغل الوظائف العامة، ولا تشكّل الاحتياجات الخاصة في حد ذاتها عائقاً عند الترشيح والاختيار للعمل، ويُراعى عند إجراء الاختيارات المتعلقة بالكفاءة للالتحاق بالعمل، الاحتياجات الخاصة لمن تسري عليهم أحكام هذا القانون».

النقل والمواصلات 
تظهر إسهامات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع النقل، إذ يتم تصميم معظم الحافلات العامة لتتناسب مع متطلباتهم، ويمكن حجز سيارة أجرة لهم في إمارات الدولة. ومنحت حكومة أبوظبي بطاقات خصم إلكترونية لمواطني الدولة من أصحاب الهمم، فهم يحصلون على حسم بنسبة 50% على تعرفة سيارات الأجرة، كما وفرت بطاقات أجرة مجانية تسمح لهم بالتنقل المجاني مدى الحياة في الحافلات والمواصلات العامة بأبوظبي. وتمنح الإمارات تصريح الوقوف المجاني في المناطق العامة لمواطني الدولة من أصحاب الهمم وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، وتتوفر في كافة أنحاء الإمارات مواقف خاصة لسياراتهم، إذ تعمل جهات النقل المحلية على إصدار بطاقات التصريح عند تقديم الطلب.

الدمج المجتمعي 
كان اهتمام المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، «طيب الله ثراه»، بأصحاب الهمم، ينصب في دمجهم بالمجتمع حيث جاءت السياسة الوطنية لتمكيهم لتؤكد على توفير مجتمع دامج خال من الحواجز. يضمن التمكين والحياة الكريمة لأصحاب الهمم وأسرهم، من خلال رسم السياسات وابتكار الخدمات التي تحقق لهم التمتع بجودة حياة ذات مستوى عال، والوصول إلى الدمج المجتمعي وتحقيق المشاركة الفاعلة وتعزيز الفرص المتكافئة ودعم وتمكين الأفراد والأسر للقيام بأدوارها.
وفي أبريل عام 2021، تم إطلاق «السياسة الوطنية لذوي اضطراب التوحد»، ورؤية «متّحدون من أجل التوحد» التي شكلت منظومة متكاملة من الإجراءات والمعايير الموحّدة لتقديم خدمات أكثر سهولة لذوي التوحد وأولياء أمورهم، إلى جانب تأهيل ورفع كفاءة الكوادر العاملة في المراكز المتخصصة ورفع مستوى جودة البيئة الصحية فيها، وتعزيز وعي المجتمع باضطراب طيف التوحد وتسهيل دمج ذوي التوحد في التعليم العام والخاص وضمان إشراكهم في مختلف المجالات.

الإنجازات
بدعم من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، أثمرت مسيرة التمكين لأصحاب الهمم حزمة من الإنجازات التي سطرها أبناء الوطن في المحافل العالمية. وحققوا إنجازات لافتة خلال مشاركتهم في النسخة 16 من دورة ألعاب «طوكيو 2020»، وفي منافسات الباراجوجيتسو ضمن فعاليات «بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو»، وخلال استضافة الدولة لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص 2019 أبوظبي، والتي حققت نجاحاً باهراً وحظيت بتقدير دولي كبير.

ويأتي تمكين أصحاب الهمم في صدارة الأجندة الوطنية للدولة في مسيرة الخمسين المقبلة انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأنه بالإرادة نصنع المستحيل وبالهمم العالية نصل بإنجازاتنا الوطنية إلى القمم.

تقديم المساعدة
خلال جائحة كورونا لم تتوقف رعاية المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، «طيب الله ثراه»، لأصحاب الهمم، وقد أعطيت الأولوية لدعمهم حيث أطلق «البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم»، فضلاً عن برنامج تقديم المساعدة في بيوتهم، لاسيما الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية ومن يعتنون بهم.

مؤسسة زايد العليا 
بدعم من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» اللامحدود، تم إنشاء مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، توحيداً لجهود الدولة المبذولة في مجال رعاية أصحاب الهمم. وخلال مسيرتها تمكّنت المؤسّسة من تحقيق العديد من الأهداف، وأبرزها السعي نحو تقديم خدمات الرعاية والتأهيل لفئات أصحاب الهمم، والمستمرة حتى اليوم. وتضم المؤسّسة مجموعة من المراكز والنوادي المخصّصة لأصحاب الهمم، وتوفر العديد من الخدمات التي تهدف إلى إعادة تأهيلهم ومساعدتهم على الانخراط في المجتمع المحلي. وتشمل قائمة الخدمات التعليم والتدريب المهني والتأهيل العلاجي، بما فيه التشخيص والتدخل المبكّر والعلاج الطبيعي والوظيفي وعلاج النطق، بالإضافة إلى الرعاية النفسية والإرشاد الأسري.

الاستراتيجية
تغطي الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي 2020 - 2024 المراحل الزمنية من حياة الفرد من أصحاب الهمم. وتشمل مجالات الصحة، والتأهيل، والتعليم، والتوظيف، والرعاية، والحماية الاجتماعية، والمشاركة في الحياة العامة الاجتماعية والرياضية والثقافية والترفيهية والسياحية. وتركز على الوصول الشامل والبيئة المؤهلة من حيث المباني والمرافق والمواصلات والمساكن والمعلومات والخدمات. وتطرقت الاستراتيجية إلى الممكنات الرئيسة كجودة الخدمات والتمويل المستدام، بهدف تحقيق رسالة دعم أصحاب الهمم وأسرهم في ظل منظومة متكاملة توفر خدمات ذات جودة عالية لتمكنهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع.