أبوظبي (وام)

يزور وفد من منظومة أبوظبي للرعاية الصحية برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة بأبوظبي، الولايات المتحدة الأميركية هذا الشهر، لبحث آفاق التعاون المشترك في مجالات الرعاية الصحية عموماً، وفي الابتكار في علوم الحياة على وجه الخصوص. 
وستشهد الزيارة عقد عدد من الاجتماعات وتوقيع اتفاقيات مع عدد من الشركاء البارزين لاستكشاف وتفعيل أوجه التعاون في علوم الحياة وأدلة العالم الحقيقي والصحة الرقمية والبحث والتطوير وسلاسل التوريد، وغيرها من المجالات الأخرى. 
وتهدف زيارة الوفد الذي يضم عدداً من الممثلين عن مؤسسات ودوائر حكومية في الإمارة، إلى وضع آليات مستدامة لمواصلة الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية، واستعراض المقومات التي تتمتع بها المنظومة الصحية المتميزة في إمارة أبوظبي. 
وسيشهد الوفد مشاركة ممثلين عن 7 جهات رئيسية في أبوظبي، بما في ذلك دائرة الصحة أبوظبي، ومكتب أبوظبي للاستثمار، ومبادلة للرعاية الصحية، وجي 42 للرعاية الصحية، ومجموعة موانئ أبوظبي، وشركة القابضة ADQ، والاتحاد للشحن، وشركة بيور هيلث. وتبدأ جولة وفد أبوظبي من واشنطن العاصمة بزيارة إلى المستشفى الوطني للأطفال الذي يضم معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال. ثم يتوجه إلى مدينة بوسطن لزيارة عدد من المنشآت المتخصصة في مجالات الرعاية الصحية والصناعات الدوائية لبحث أفق التعاون مع شركاء عالميين، حيث تتطلع الزيارة إلى استقطاب علاجات مبتكرة وحلول رائدة إلى دولة الإمارات والمنطقة، وكذلك تبادل المعارف والخبرات في القطاع. 
ويختتم الوفد زيارته في سان دييغو ويشارك في المؤتمر العالمي لمنظمة الابتكار في التكنولوجيا الحيوية الذي يقام في الفترة من 13 وحتى 16 يونيو الجاري، حيث يستعرض الوفد التطور المتسارع والنمو المطرد الذي تشهده أبوظبي في قطاع التكنولوجيا الحيوية. 
 وقال معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد: «تدرك المجتمعات حول العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى أهمية التعاون المتبادل وتوحيد الجهود في جميع القطاعات، فبينما كانت تواجه تداعيات جائحة كوفيد-19 أصبح العالم على قناعة تامة بأن السبيل للتغلب على أي تحدٍ صحي عالمي هو التكاتف والعمل معاً جنباً إلى جنب، حيث شهدنا المجتمع الدولي خلال الجائحة يوحّد جهوده ويستكشف الحلول ويطورها لصحة ورفاه الجميع حول العالم. وقد قدمت الإمارات في ظل قيادتنا الرشيدة نموذجاً متميزاً للتعاون والتسامح والوحدة والتي تعد قيماً أساسيةً تجسدها جهودنا المتميزة في تعزيز الرعاية الصحية محلياً وعالمياً».
 وأضاف معالي آل حامد: «نتطلع إلى لقاء نخبة من الشركاء في الولايات المتحدة الأميركية الذين تجمعنا بهم أطر تعاون وشراكة طويلة، حيث يحظى البلدان بعلاقات ثنائية مميزة وقيم مشتركة وتعاون امتد لعقود من الزمن». 
ويضم القطاع الصحي في أبوظبي العديد من أبرز مقدمي الرعاية الصحية على مستوى العالم، وتحظى الإمارة بعلاقات تعاون مشتركة تجمعها بعدد من الشركات العالمية الرائدة في الصناعات الدوائية والحيوية، تهدف إلى تعزيز الإمكانات المحلية والعالمية المتعلقة بالبحث والابتكار في علوم الحياة والصحة الرقمية وسلاسل التوريد، وذلك كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة أبوظبي وجهة رائدة في الرعاية الصحية وعلوم الحياة. 
في بادرة تعد الأولى من نوعها عالمياً والتي تؤكد على المكانة الرائدة التي تحظى بها أبوظبي على الصعيدين الإقليمي والعالمي في قطاع الرعاية الصحية والخدمات الصحية التي توفرها بمستويات جودة عالمية. وبقيادة دائرة الصحة أبوظبي، أطلقت أبوظبي «ائتلاف الأمل» في العالم 2020 الذي يوفر منظومة متقدمة لنقل وتخزين وتوزيع التطعيمات، حيث ساهم في توزيع أكثر من 260 مليون لقاح لأكثر من 60 دولة حول العالم، لتعزز أبوظبي مكانتها مركزاً لوجستياً عالمي المستوى للمنتجات الدوائية واللقاحات، حيث رفعت الطاقة الاستيعابية لتخزين اللقاحات لتصل إلى 9 مليارات جرعة لقاح. 
وعززت أبوظبي سبل التعاون المشترك مع بلجيكا بصفتها مركزاً عالمياً رائداً في عالم الصناعات الدوائية، وذلك بهدف إنشاء ممر جوي عالمي لتوزيع اللقاحات والمنتجات الدوائية ونقلها بين أبوظبي وبروكسل. بالإضافة إلى ذلك وتماشياً مع استراتيجية التنويع الاقتصادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، تُقدم دائرة الصحة أبوظبي حالياً الدعم لأكثر من 60 شركة ناشئة مرخصة، كما تتواصل مع أكثر من 300 شركة ناشئة حول العالم وتدعم الشركات الناشئة خلال مراحل التطوير المختلفة، بدءاً من وضع الأفكار مروراً بتطوير المخططات وتأمين التمويل، وصولاً إلى التوسع في الأسواق العالمية. 
 وبالتعاون مع بلغ آند بلاي، أطلقت دائرة الصحة أبوظبي مسرّعاً للشركات الناشئة يستهدف الحلول والشركات من حول العالم، وقد أثمرت هذه الجهود عن توفير العديد من فرصة العمل الجديدة، ودعم مالي بقيمة أكثر من 44 مليون دولار، وبلغ الأثر الاقتصادي لها أكثر من 55 مليون دولار. 

حاضنة للابتكار
استطاعت أبوظبي أن ترسخ مكانتها كحاضنة للابتكار في علوم الحياة، محققة إنجازات متميزة في التعامل من جائحة «كوفيد-19»، حيث تصدرت مدن العالم القيادية في الاستجابة لـ«الجائحة» وفق تصنيف مجموعة المعرفة العميقة، وحظيت الإمارة بالعديد من التكريمات والإشادات المحلية والعالمية نظير تميزها في جملة من الجوانب، حيث تواصلت إنجازات الإمارة على مدار العام الماضي حتى غدت محط أنظار العالم في التعامل مع حالات الطوارئ، والمضي في إطلاق المبادرات المبتكرة التي تركز على المرضى وتلبي احتياجاتهم. كما حلت دولة الإمارات باستمرار ضمن أفضل 3 بلدان عالمياً في «مؤشر المرونة في التعامل مع كوفيد ـ 19» الصادر عن وكالة «بلومبيرغ» العالمية. وكانت الإمارات من أوائل البلدان التي شاركت في التجارب السريرية للقاحات «كوفيد-19» والتي ساهمت في تسريع وتيرة تطوير اللقاحات وتوزيعها في جميع أنحاء العالم، وشهدت الدراسة أكبر تجربة سريرية على لقاح سينوفارم والتي شملت أكثر من 32.000 متطوع، بالإضافة إلى ذلك أطلقت دائرة الصحة أبوظبي «سجل أبحاث كوفيد-19»، وهو عبارة عن منصة موحدة لدعم جهود البحث والتطوير في مواجهة الجائحة، ما سهل الاكتشافات العلمية للتصدي للفيروس. وقامت أبوظبي بتصنيع أكثر من 300 ألف عينة من محلول استخلاص الحمض النووي لـ«كوفيد-19» محلياً، ورفعت قدرتها الاستيعابية لفحوص «كورونا» إلى أكثر من 500 ألف فحص يومياً، ووفرت 27 مركزاً للفحص والتطعيم من المركبة على مستوى الإمارة. وفي فبراير 2021، أعلنت دائرة الصحة أبوظبي دعم إمارة أبوظبي للجهود الدولية القائمة لإجراء فحوص PCR المرتبطة بـ«كوفيد-19»، حيث خصصت الإمارة مختبرات حديثة لإجراء التحليلات المخبرية للعينات التي يتم استقبالها وجمعها من خارج دولة الإمارات.