آمنة الكتبي (دبي) 

ينهي صالح العامري، أول رائد محاكاة للفضاء، في الثالث من يوليو المقبل، مهمته ضمن برنامج «سيريوس 21»، بمشاركة 5 رواد أساسيين من وكالة «ناسا» الأميركية، و«روزكوزموس» الروسية، بالمجمع التجريبي الأرضي في معهد الأبحاث الطبية والحيوية في أكاديمية العلوم الروسية في العاصمة موسكو.
ومن المقرر أن تنتهي المهمة، التي استمرت 240 يوماً، في الثالث من يوليو المقبل، والتي يشارك فيها كل من أوليغ بلينوف وفيكتوريا كيريتشينكو وإيكاترينا كراياكينا من روسيا، وويليام براون وآشلي كوالسكي من الولايات المتحدة، وصالح العامري من الإمارات العربية المتحدة.
وباشر العامري المهمة يوم الرابع من نوفمبر من العام الماضي، التي استغرقت 8 شهور، أجرى خلالها 71 بحثاً وتجربة، منها 5 تجارب إماراتية من 4 جامعات في الدولة، تغطي مجالات علم وظائف الأعضاء وعلم النفس وعلم الأحياء، وركزت في آثار التعرض لفترات طويلة لبيئة محاكاة الفضاء على تقلبات القلب والأوعية الدموية والتفاعلات القلبية، كذلك دراسة تحديد آثار الإجهاد الناجم عن الحبس والعزلة في الدورة الدموية ووظائف العضلات والهيكل العظمي لأفراد الطاقم في أثناء مهمة قياس المؤشرات السريرية والجينومية والنسخية والبروتيومية.
وشملت الموضوعات المختارة الأخرى للمهمة، بحثاً حول تخفيف الضغط النفسي في العزلة والبيئة المحصورة، كذلك بحثاً حول التحديات النفسية للعزلة أثناء رحلات الفضاء البشرية: دور الآليات التحفيزية والتدريب المتقطع والمكثف كإجراء مضاد لمنع فقدان كثافة العظام ومقاومة الأنسولين في بيئة الفضاء، بالإضافة إلى بعض التجارب المشتركة، والمقدمة من المعهد الروسي ووكالة الفضاء الأميركية «ناسا» وبعض الجامعات المرموقة عالمياً، مثل جامعة أكسفورد وغيرها.
وقام العامري خلال المهمة، بإجراء عددٍ من التجارب العلمية، مثل محاكاة تشغيل روبوت الفضاء، وتقليل التوتر في العزلة، كذلك تجارب الواقع الافتراضي، وتتضمن إطلاق مركبة وتأمين التحامها مع محطة الفضاء الدولية، والتحليق فوق القمر والمريخ، كما أجرى تجربة التخطيط الكهربائي للدماغ؛ بهدف الحصول على صورة واضحة لوظائف الدماغ في حالة العزلة، ما يساعد العلماء على التعرف إلى تفاعل الدماغ والتغيرات في وظائف الإدراك، عند البقاء في البيئات المعزولة لمدة طويلة.
كما أجرى العامري تجارب عديدة، منها فحص للعينات التي جمعها مع زملائه، خلال قيامهم بتجربة محاكاة للهبوط على سطح القمر، ومحاكاة ناجحة للهبوط على سطح القمر لمدة 5 أيام، كذلك تجربة تقييم التعاون بين أفراد الطاقم، وتجربة محاكاة لمهمات سير على سطح القمر وغيرها.

الأهداف العلمية
تتضمن الأهداف العلمية للمهمة إجراء الاختبارات على الأدوات التجريبية المتاحة، والاستعداد للعمل على متن محطة الفضاء الدولية في ظروف العزل داخل جسم محكم الإغلاق، حيث يعمل الطاقم في جسم محكم الإغلاق يحاكي مركبة فضائية، كذلك إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للبيانات العلمية التي يتم الحصول عليها أثناء تنفيذ المشروع، واختبار آليات إنشاء وعمل فرق التعاون الدولي المسؤولة عن تحديد وحل المشكلات العلمية للبعثات القمرية المستقبلية، بالإضافة إلى تقييم مدى كفاءة نموذج العزل مقارنة مع مهمة فضائية حقيقية.
وتُعد مهمة «سيريوس 21» على قدر عالٍ من الأهمية، لفهم آثار العزلة في الجانبين النفسي والفسيولوجي البشري وآليات عمل الفريق، من أجل دعم الاستعدادات لمهام استكشاف الفضاء التي تستغرق فترات طويلة، وتضم وحدة المحاكاة الأرضية، مرافق فريدة لإجراء دراسات الطيران الفضائي النموذجي وفق مدة وتعقيد مختلفين. ويضم طاقم الإسناد الاحتياطي عبدالله الحمادي، من الإمارات، وفيرا بختيريفا وإيفجيني بروكيوبييف وأليكسي فيديروف من روسيا، وبريان إيفارتس وتاتيانا ديلاني من الولايات المتحدة، حيث يعملون كطاقم احتياطي للمشروع، إلى جانب تقديم الدعم للطاقم الأساسي من مركز العمليات.