سامي عبد الرؤوف (دبي)

تشارك الإمارات، في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التبغ الذي يصادف الحادي والثلاثين من شهر مايو من كل عام، ، وتركز احتفالات هذا العام على التأثير الضار لصناعة التبغ على البيئة واسع النطاق وآخذ في التفاقم، الأمر الذي يضيف ضغوطاً غير ضرورية على موارد كوكبنا الشحيحة والنظم البيئية الهشة.  وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، تتسبب صناعة التبغ في فقدان 600 مليون شجرة و200 ألف هكتار من الأراضي، وخسارة 22 مليار طن من المياه، وانبعاث 84 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. 
تنظم وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، اليوم فعاليات وأنشطة توعية لدعم الإقلاع عن التدخين ونشر الوعي الصحي بين فئات المجتمع، ورفع الوعي لدى الأفراد والمجتمعات بالتبعات الصحية الناتجة عن مخاطر التبغ، وأهمها الإصابة بالأمراض غير السارية كالقلب والشرايين والسرطان والسكري والاعتلالات النفسية، بالإضافة إلى العبء الاقتصادي. 

  • حسين الرند

وقال الدكتور حسين عبدالرحمن الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للصحة العامة: «تتضمن فعاليات الاحتفال برامج وحملات توعية وورش عمل وملصقات، يركز على مكافحة التدخين، وتزويد المدخنين بكافة الوسائل اللازمة لمساعدتهم على الإقلاع، بالتعاون والشراكة مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية».
وأكد، أن الإقلاع عن التدخين مهم جداً، لأنه يسبب سرطان الرئة وله دور بارز في الإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والواعية الدموية والسكري، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الأشخاص غير المدخنين الذين يتواجدون أو يضطرون للتواجد في نفس المكان الذي يوجد فيه التدخين. 
وأشار الرند، إلى أن الإمارات عبّرت عن التزامها بدعم الجهود الدولية في هذا الإطار من خلال انضمامها للاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ. 
 واتخذت الإمارات على الصعيد الداخلي، العديد من المبادرات والمشاريع، للحد من مخاطر التدخين، من أبرزها اتحاد جهود 12 جهة حكومية ضمن لجنة وطنية لمكافحة التبغ لاقتراح التشريعات واللوائح والنظم المتعلقة بمكافحة التبغ، وفق مؤشر وطني لخفض انتشار التبغ إلى 15.7 عام 2021. 
كما فرضت الدولة ضريبة انتقائية على التبغ ومشتقاته بنسبة تراوحت بين 50-75% مما أدى إلى مضاعفة سعره وخفض استهلاكه. وأظهرت بيانات المسح الصحي الوطني 2017-2018 تحقيق نتائج إيجابية للمبادرات الوطنية، حيث بلغت نسبة التدخين الإجمالية بين الجنسين 9.1%.

أضرار
قال البرفيسور عبد الله شهاب، نائب رئيس جمعية القلب الإماراتية والخليجية للقسطرة التداخلية: «للتدخين الكثير من الأضرار، فحسب الإحصائيات يوجد حالياً مليار مدخن على مستوى العالم». 
واعتبر أن السيجارة أسوأ اختراع في العصر الحديث، لأن ضحايا السيجارة أكثر من ضحايا القنبلة الذرية، حيث يتوفى 7 ملايين شخص سنوياً بسبب السجائر، منهم 900 ألف من تدخين سلبي لم يمسكوا سيجارة بيدهم مرة واحدة. 
وعلى المستوى الوطني، ذكر بوشهاب، أنه يوجد 1.8 مليون مدخن في الإمارات وتستهلك 8 مليارات سيجارة سنوياً و5 آلاف طن معسل، بالإضافة إلى وجود 50 ألف طفل مدخن تحت سن الخامسة عشرة، مشدداً على أن كل أنواع التدخين ضارة، سواء سجائر أو شيشة أو سجائر إلكترونية.
ونبه إلى أن صغار المدخنين ليسوا بمأمن من الأزمات القلبية، لافتاً إلى أن المدخن يحتاج 15 عاماً بعد آخر سيجارة حتى يتطهر الجسم تماماً من آثار التبغ، لكن بعض الآثار الإيجابية تظهر فوراً بعد الإقلاع عن التدخين. 
وعن الآثار الضارة للتبغ علي القلب والشرايين، أجاب: «يؤدي إلي تلف جدران الشرايين ويحفز تصلب الشرايين ما يؤدي إلى انسدادها. ويخفض نسبة الأوكسجين في الدم، ما يضطر القلب لبذل جُهد مضاعف من أجل تزويد الجسم بالأكسجين الذي يحتاجه، والتدخين يخفض معدل تدفق الدم إلى أعضاء الجسم، ما يُؤدي إلى حدوث تصلّب في الأوعية الدموية وضعف في قدرتها على الانقباض والانبساط».