هدى الطنيجي (رأس الخيمة)

ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة استغلال المساحات الرملية المختلفة الواقعة على شواطئ إمارة رأس الخيمة، من قبل أصحاب «الكرفانات» للتخييم، والتي تحتل المساحات لفترات مطولة، وتمنع استمتاع المرتادين بمختلف الأنشطة المقامة عليها.
أيام وأشهر تبقى تلك «الكرفانات» والمخيمات على حالها بشكل عشوائي غير منتظم يعمد أصحابها إلى تسوير المنطقة المراد البقاء عليها، إلى حين ارتيادها بين الحين والآخر، دون الاكتراث بما تخلفه من استغلال لمساحات أوجدت للترفيه عن المرتادين وتشويهها المظهر الحضاري للشواطئ، الأمر الذي دعا الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة.
وقال منذر بن شكر الزعابي مدير عام دائرة بلدية رأس الخيمة: إن الدائرة رصدت مؤخراً ظاهرة استغلال أصحاب «الكرفانات» والخيام للمساحات الرملية الواقعة على شواطئ الإمارة، الأمر الذي يسهم في التعدي واستغلال المساحات العامة التي أوجدت للترفيه عن مختلف مرتادي الواجهات البحرية في رأس الخيمة، والتي تشهد إقبالاً لافتاً على مدار العام. 

  • منذر الزعابي

وأشار إلى أن الدائرة تلقت عدداً من الشكاوى الواردة من قبل مرتادي الشواطئ، بعدم وجود أماكن مخصصة كافية للجلوس على الشواطئ، نظراً لقيام المخالفين بتسوير هذه المناطق ووضع الخيام و«الكرفانات»، ما يمنع المرتادين من الاستمتاع بالمنطقة الساحلية لكونها منطقة عامة مفتوحة للجميع وليست خاصة وملكاً لأحد.
وذكر أن الدائرة اتجهت نحو إصدار قرار بمنع التخييم على الشواطئ العامة، لما في ذلك من مساهمتها في إغلاق مساحات من الشواطئ واستغلال الممتلكات العامة دون تصريح بذلك، مشيراً إلى عدم وجود تصريح أو قرار يسمح بالتخييم على الشواطئ البحرية المفتوحة، لعدم التعرض إلى المساءلة القانونية.
وتحدث عن الإجراءات المتبعة في حال عدم تقيد أصحاب الخيام و«الكرفانات» بالقرار، إلى أنه تتم إزالة المخيمات المخالفة بالتعاون مع الجهات المختصة في الإمارة على الفور، خاصة أن الدائرة قامت بالإعلان عن هذا القرار عبر مواقعها وقنوات الاتصال بينها وبين الجمهور، بالإضافة إلى وضع اللوحات التحذيرية على مختلف المناطق البحرية التي تعرف المرتادين بمنع التخييم على الشواطئ لمنع اتخاذ الإجراءات الفورية وتعرضهم إلى المساءلة القانونية. 
وأكد أن دائرة البلدية تنفذ الحملات التفتيشية على مختلف المواقع البحرية وباستمرار وبشكل دوري للتأكد من عدم مخالفة مرتادي الشواطئ للتعليمات الصادرة من قبل الدائرة بهذا الشأن، فضلاً عن استقبالها ملاحظات الجمهور الذي هو شريك في عملية المحافظة على المظهر الحضاري والجمالي لمختلف مواقع الإمارة عبر الإبلاغ عن هذه الظاهرة من خلال قنوات الاتصال المتاحة للجميع.

تشويه المظهر  
أكد عدد من مرتادي الشواطئ والمواقع البحرية استغلال تلك المخيمات لمواقع ومساحات مختلفة من الشواطئ العامة، خاصة بعد تسويرها بمواد تمنع اقتراب المرتادين إليها وتؤكد ملكية الشخص للمساحة. وقالت مريم أحمد: «الكرفانات» والخيام التي باتت تحتل مساحات مختلفة من المواقع البحرية، بحسب حاجة أصحابها لها، باتت ظاهرة تشوه المظهر الحضاري، وتستغل مساحات أوجدت للترفيه عن مختلف محبي الشواطئ.
وذكرت أن تلك المساحات التي أوجدت للعب واستمتاع المرتادين من الصغار والكبار، أصبحت في الآونة الأخيرة تستغل من قبل البعض الذي يتجه إلى تحديد المساحة ووضع المخيمات و«الكرفانات» ومختلف المعدات، التي قد تظل لأشهر دون العمل على إزالتها بعد الانتهاء من الرحلة، بل تبقى على حالها، الأمر الذي تطلب إجراءات رادعة لمنع انتشارها وإغلاقها الشواطئ دون إذن مسبق. 
لم تختلف معها في الرأي حصة الشحي التي أكدت هي الأخرى أن تلك الخيام أصبحت تحدّ من حركة المرتادين ممن يتجهون إلى الابتعاد عن أماكن وجودها خشية الاقتراب من أملاك الآخرين، ولكنها بعد تحديدها المساحة المخصصة لها يقوم غيرهم من أصحاب المخيمات بالاصطفاف بالقرب منها إلى أن تشكلت مساحات خاصة لتلك «الكرفانات»، الأمر الذي يدفع بالمرتادين إلى التجمع في مساحات ضيقة، قد لا يجدون المتعة في الاستماع في مختلف الأنشطة منها السباحة وركوب الدراجات وغيرها.
وأشاد حسن الزعابي بالقرار الذي أصدرته بلدية رأس الخيمة بمنع التخييم العشوائي المقام على شواطئ الإمارة، والذي يمنع استغلال البعض لتلك المساحات دون أي وجه حق، ذاكراً أن البعض منهم قد يتجه إليها مرة واحدة في الأسبوع، على الرغم من إبقائها لأشهر، مع عدم الاهتمام بنظافة الموقع، وترك المعدات المختلفة بالقرب منها.