لمياء الهرمودي (الشارقة)

أكدت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة لـ«الاتحاد»، أنه عندما تصبح التنمية المستدامة نهجاً، فإن تحقيق الأهداف يصبح أكثر سهولة وأكثر وضوحاً. 
وأشارت إلى أن هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة تعمل على ترجمة وتنفيذ رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في عالم البيئة، من حيث الحفاظ عليها وحمايتها، وصون التنوع الحيوي، والتوعية المجتمعية، والاستدامة البيئية، وقد حققت الكثير عبر مسيرتها في هذا الشأن، وتحرص دوماً على غرس وترسيخ ثقافة التنمية المستدامة. وأكدت هنا السويدي أن «الهيئة» جسدت ذلك في مختلف أنشطتها وفعالياتها وبرامجها، منها حملات ومبادرات تنظيف البيئات البرية والبحرية والمناطق الجبلية، وتنظيف الشواطئ، وإعادة توطين الأشجار في المحميات وزيادة المساحات والمسطحات الخضراء، وحملات التوعية المتنوعة، كما أنها خصصت جائزة للاستدامة البيئية لطلبة المدارس والجامعات.

  • هنا سيف السويدي

وقالت السويدي: «عبر التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للبشرية، كانت التنمية العنوان الأكثر أهمية وضرورة لديمومة حياة البشر على الأرض، فمن دون تنمية بمعناها الكمي والنوعي والتراكمي لا تستمر الحياة، كما أن مشوار التنمية الطويل بدأ بأفكار وتطبيقات بسيطة ذات طابع ومفهوم كمي، وتطور من خلال البحث والمعرفة والتجربة، ومرّ بالتالي بمراحل عدة، وانبثق عنها تعريفات ومفاهيم متنوعة في التنمية وتطبيقاتها، إلى أن تم الوصول للتنمية الشاملة والمستدامة، وهي التنمية الأكثر أهمية وضرورة».
وأوضحت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة أنه يمكن للتنمية الشاملة أن تحقق الأهداف الحقيقية والحيوية من أجل الناس ورفاهيتهم، من دون هدر الموارد والثروات والعبث بالبيئة، تنمية تركز على الحاضر لتجاوز كل تعقيداته وتوفير الحلول المناسبة في كل المجالات والقطاعات، كما تركز في الوقت نفسه على المستقبل من أجل حياة أفضل للأجيال القادمة.
وأضافت السويدي: «إن إمارة الشارقة تسجّل كل يوم إضافات نوعية وإنجازات متنوعة في مختلف المجالات والقطاعات، تكمل من خلالها مشوار العمل والتميز، وفق رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، ومن بين تلك المجالات البيئة، وزيادة رقعة المساحات الخضراء، وزيادة أعداد ومساحات المحميات الطبيعية، وتدشين المراكز العلمية المتخصصة التي تُعنى بصون التنوع الحيوي والحياة الفطرية، وفقاً لمفهوم التنمية المستدامة، وبما يسهم في الارتقاء بالوعي المجتمعي البيئي». وأضافت السويدي: «لا يخفى على أحد أهمية ومكانة وقيمة التنمية المستدامة في عالم البيئة التي تتكامل مع بقية مجالات وقطاعات الإنتاج والعمل والحياة والترفيه، ومن هنا تأخذ هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بعين الاعتبار التعاون والتنسيق والعمل المشترك في مختلف برامجها وأنشطتها». 
وأكدت السويدي أن «الهيئة» تركز على ضرورة تأسيس وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، بما يسهم في تحقيق أعلى درجات التميز والنجاح في التنمية المستدامة، لتصبح النهج والثقافة السائدة في مشاريعها وأعمالها كافة.

مبادرات
وأكدت السويدي أن «الهيئة» دعمت العديد من المبادرات والحملات والجوائز بهدف ترسيخ دور الاستدامة والتوعية بين مختلف أفراد المجتمع، من بينها حملات لدعم استدامة أسماك القرش والكوفر والقابط التي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة، بالإضافة إلى حملات التوعية بمرتادي المناطق البرية، وسنت القوانين وفرضت عقوبات لمن يحاول تهديد التنمية المستدامة، كما أطلقت جائزة الشارقة للاستدامة والتي تهدف إلى ترسيخ مبادئ التنمية في القطاع التربوي، الذي يُعد أحد أكبر وأهم القطاعات المكونة للمجتمع، وتفعيل دور التربية البيئية وأهميتها في أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز مبدأ الشراكة في العمل البيئي، ودعم مشروع الشارقة الاستراتيجي في حماية موارد البيئة، وصون التنوع الحيوي في الإمارة.