تمكنت القيادة العامة لشرطة دبي من إلقاء القبض على «م.د» أحد الأعضاء البارزين في إحدى أكبر عصابات الجريمة المُنظمة العابرة للحدود، والضالعة في جرائم اتجار بالمواد المخدرة، وتنفيذ عمليات تهريب بين أميركا الجنوبية وأوروبا داخل شحنات السكر، إلى جانب إدارة عدة مختبرات في أوروبا مُختصة بفصل السكر عن الكوكايين بعد تهريبه إليها، بحسب ما قالته شرطة دبي على حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. جاء إلقاء القبض على العضو البارز في عملية «قصب السكر» الدولية المشتركة بين الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي ونظيراتها، في كل من فرنسا وإسبانيا وكولومبيا، والتي نتج عنها إلقاء القبض على 18 فرداً من أفراد العصابة الإجرامية في كافة الدول المشاركة، وضبط 22 طناً من السكر الممزوج بالكوكايين في شحنة كانت قادمة من كولومبيا إلى ميناء لوهافر في فرنسا.
السلطات الفرنسية: نشكر الإمارات وتقدمت السلطات الأمنية الفرنسية بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ووزارة الداخلية ممثلة في القيادة العامة لشرطة دبي، على مشاركتها في عملية «قصب السكر» النوعية، وسرعة إلقاء القبض على العضو البارز في العصابة الدولية التي تعمل في مجموعات مترابطة لتهريب المخدرات بين أميركا الجنوبية وأوروبا، وذلك عبر الموانئ البحرية من خلال استغلال شحنات المواد الغذائية الأساسية التي يتم تصديرها إلى أوروبا وخاصة شحنات السُكر، إلى جانب إدارة وتشغيل مختبرات في أوروبا لفصل الكوكايين عن السكر بعد تهريبه. وأشادت استيفاني شيربونيه، المفتش العام لإدارة مكافحة المخدرات الفرنسية، بالدور الاستثنائي لشرطة دبي في مكافحة الجريمة المُنظمة، وإلقاء القبض على مرتكبيها بالتعاون مع مختلف الأجهزة الشرطية على مستوى العالم، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات في فرنسا، من خلال غرفة العمليات المشتركة، وتبادل المعلومات المباشرة خلال تنفيذ عملية إلقاء القبض على أفراد العصابة بالتزامن بين كافة الدول المشاركة في ساعة «الصفر».
حرص على المشاركة من جانبه، أكد معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، حرص القيادة العامة لشرطة دبي، بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، على المشاركة الفاعلة في مكافحة كافة أشكال الجريمة الدولية المُنظمة العابرة للحدود، وإلقاء القبض على مرتكبيها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، إلى جانب العمل على تطوير العلاقات العميقة والراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، ومختلف دول العالم في مجال مكافحة الجريمة المُنظمة، لخلق مجتمعات خالية من السموم المخدرة والاتجار بالأسلحة. وأضاف معاليه أن شرطة دبي، ومن خلال عملها تحت مظلة وزارة الداخلية، تُترجم نهج دولة الإمارات في التعاون المثمر مع مختلف الأجهزة الشرطية في العالم، للتصدي للجريمة المُنظمة في كل مكان من أجل جعل العالم مكاناً ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان، بعيداً عن براثن السموم المخدرة، مؤكداً أن تحديد ساعة الصفر بين الدول المشاركة في عملية «قصب السكر» تعتبر أهم مرتكزات نجاح العملية والتي أسفرت عن إلقاء القبض أحد أبرز أعضاء العصابة بعد متابعة مستمرة ودقيقة لتحركاته من قبل فرق العمل في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، وذلك بناءً على المعلومات المتبادلة مع السلطات الفرنسية.
أحدث التقنيات وتبادل المعلومات من جانبه، أشاد اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، بجهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في تحقيق المزيد من النجاحات في كشف العصابات الإجرامية المُنظمة على مستوى العالم، بالتعاون مع الأجهزة الشرطية المختلفة. ولفت اللواء المنصوري إلى أن العملية النوعية شملت استخدام أحدث التقنيات الذكية في متابعة عمليات العصابة الإجرامية وأفرادها، وتبادل معلومات أمنية بين كافة الدول المشاركة، إضافة إلى تبادل المعلومات مع إدارات مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وعدة دولة أوروبية أخرى، وصولاً إلى ساعة الصفر لإلقاء القبض على العصابة وكشف كافة مخططاتها، وضبط شحنات الكوكايين المخفية بالسكر.
قبل عام حول تفاصيل العملية، أكد العميد عيد محمد ثاني حارب، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن التحقيقات في القضية بدأت قبل قرابة العام، حيث أسست العصابة شركات وهمية للشحن والتجارة بين أميركا الجنوبية وأوروبا أثناء جائحة كورونا، بدعوى شحن مواد غذائية إلى أوروبا عبر ميناء لوهافر الفرنسي، لكن سرعان ما اكتشفت الشرطة والجمارك الفرنسية أن الحاويات التي تستقدمها الشركات، ومن خلفها العصابة، تحوي مواد غذائية ملوثة بمادة الكوكايين. وأضاف: «تمت مراقبة شحنات السكر الملوث الصادرة من كولومبيا إلى فرنسا وإسبانيا، والحاويات الصادرة من ميناء كولومبيا، ومراقبة تحركات أفراد العصابة بدقة، إلى أن تم تحديد ساعة الصفر في الساعة الرابعة والنصف مساءً بتوقيت الإمارات، بتاريخ الخامس من الشهر الجاري، بالتزامن بين جميع الدول، حيث تم إلقاء القبض على عشرة من أفراد العصابة في العاصمة الفرنسية باريس ومدن «كان، ميدون، ليون»، من بينهم خبير كيميائي في فرز الكوكايين عن السكر، إلى جانب إلقاء القبض على سبعة آخرين في العصمة الإسبانية مدريد ومدينة برشلونة، من بينهم خبير كيميائي ونائب زعيم العصابة، إلى جانب الإطاحة بأحد أبرز الأعضاء من قبل شرطة دبي. وأشار العميد ابن ثاني إلى أن العملية المشتركة أسفرت عن ضبط ما يقرب من 22 طناً من السكر المعبأ في 900 كيس في العديد من المدن الفرنسية، والممزوجة بالكوكايين بنسب تتراوح بين 3% إلى 15%. وأضاف أن عملية «قصب السكر» كشفت أيضاً أن العصابة الإجرامية كانت وراء تهريب 12 طناً من التبغ إلى بلجيكا في أغسطس عام 2021، ومحاولتها الفاشلة لتهريب 600 كيلوغرام من الكوكايين في سبتمبر 2021 في ميناء «كارتاخينا» بجمهورية كولومبيا، فضلاً عن غسل العصابة الإجرامية لمبالغ مالية ضخمة تقدر بملايين اليوروهات.