هالة الخياط (أبوظبي)
بدأت هيئة البيئة في أبوظبي بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع مراقبة التربة، مستهدفة 250 موقعاً خلال 50 يوماً باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد، عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة التي تم تطويرها خلال المرحلة التجريبية.
وأوضح المهندس فيصل علي الحمادي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع الجودة البيئية في «الهيئة»، أنه خلال المرحلة الثانية سيتم توسيع نطاق المشروع ليشمل مسحاً جوياً لمنطقة المصفح الصناعية بأكملها.
وأفادت بيان محمود عثامنة مدير قسم جودة البيئة في هيئة البيئة بأبوظبي، بأن المرحلة التجريبية التي انتهت في أغسطس الماضي شملت موقعين فقط، بينما في المرحلة الثانية سيتم مسح 250 موقعاً، خلال 50 يوماً من التحليق بواسطة الطائرات من دون طيار، وستتم تغطية أكثر من 3.750.000 متر مربع من الأراضي على الأرض.
وأفادت بأنه خلال المرحلة الثانية سيتم جمع وفحص أكثر من 410 عينات من التربة، وربط نتائجها بالصور الجوية من الطائرات من دون طيار، كما يتم استخدام بيانات صور الأقمار الصناعية لتحسين خطة المسح وربطها ومقارنتها بالبيانات الطيفية من الطائرات من دون طيار والبيانات المخبرية.
وأشارت إلى أنه في المستقبل القريب ومع استمرار تطور تكنولوجيا الاستشعار عن بُعد، من الممكن مراقبة صحة التربة باستخدام صور الأقمار الاصطناعية. وأضافت «قمنا بتطوير المنهجية، بحيث نستطيع مواكبة هذه التكنولوجيا ونكون مستعدين لهذه النقلة النوعية في المستقبل». وعن أبرز نتائج المرحلة التجريبية، أشارت إلى أنه تم تطوير منهجية مراقبة ذكية تعتمد على تقنيات الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بأهم الملوثات الناتجة عن النشاطات البشرية، والتي تشمل: العناصر الثقيلة، الملوثات العضوية الهيدروكربونية، ودرجات الملوحة.
وتضمنت المرحلة التجريبية بناء قدرات موظفي «الهيئة» في مجالات التميز الرقمي والتقني والعلمي، من خلال عقد ورشتي عمل ركزتا على تعزيز مفاهيم الاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ونشر تقرير يعتبر بمثابة مرجع في استخدام الطائرات من دون طيار وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال مراقبة جودة التربة.
رصد التغير في الجودة
حول إمكانية تطبيق التجربة على مناطق أخرى في مدينة أبوظبي وجدواها، قالت مدير قسم جودة البيئة في هيئة البيئة بأبوظبي، إن هذا النهج وضع قابلية التكرار في الاعتبار، مما يعني أن هذه الطرق ستُستخدم لإنشاء برنامج مراقبة لرصد التغير في جودة التربة على مستوى إمارة أبوظبي وكشفه باستمرار. وأكدت أن تطوير أطر ومنهجيات من هذا القبيل من شأنه أن يمكّن الحكومات المستقبلية من إدارة أصول بلدانها بالاعتماد على جمع معلومات عن التغيير من الفضاء. ورغم أن التطبيق الحالي لهذه المنهجية يدور حول مراقبة صحة وجودة التربة في إمارة أبوظبي، إلا أنه يمكن استخدام هذه التقنية لمراقبة الأصول الأخرى مثل البيئة البحرية وجودة المياه وجودة الهواء.