عجمان (وام)

أكّد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، أن التراث يعتبر ركناً أساسياً من أركان الهوية الوطنية الإماراتية، وأحد عناصر قوة المجتمع وحصانته. 
جاء ذلك خلال افتتاح سموّه، مساء أمس، متحف عجمان التراثي بحلّته الجديدة بحضور الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية في عجمان، والشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط، والشيخ حميد بن عمار النعيمي، والشيخ راشد بن عمار النعيمي، والشيخ ماجد بن سعيد النعيمي رئيس ديوان الحاكم وفريق العمل المشرف على المشروع بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في حكومة عجمان، وذلك ضمن مشروع إثراء المحتوى التراثي في الإمارة الذي يشمل المتاحف الرئيسة الثلاثة، متحف عجمان، ومتحف مصفوت، ومتحف المنامة، بالإضافة إلى متاحف متخصصة سيتم الإعلان عنها قريباً.
 واطلّع سموّه على التحديثات التي تمّت بالمتحف الذي يقع في قلب منطقة الحي التراثي في إمارة عجمان، والذي تم افتتاحه في عام 1991 من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أدخلت تقنيات حديثة للصوت، والصورة، وطريقة العرض، واعتُمد للمتحف شعار خاص يجسّد هويته الجديدة. ويعرض متحف عجمان مجموعة من الآثار المكتشفة في المنطقة من الحضارات السابقة، بالإضافة إلى نماذج من الصناعات التقليدية والتحف، والمقتنيات، ومجموعات من الصور تسرد أساليب الحياة في الماضي بهدف تعريف الزوار بالتراث الإماراتي في مرحلة ما قبل النفط.
 ويحتوي المتحف على 25 قسماً منها غرفة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي التي قضى الحاكم فيها سنوات طويلة من طفولته وشبابه، وقسم السوق الشعبي، والطب التقليدي والتداوي بالأعشاب، والمطبخ القديم، وغرفة المعيشة، وقسماً متخصصاً بصيد السمك والغوص على اللؤلؤ والزراعة. 
وأكّد سموّه أهمية الحفاظ على المواقع التراثية بما تشمله من متاحف ومنحها الاهتمام والرعاية الكاملين كونها تمثّل جزءاً محورياً من تاريخ دولة الإمارات بشكل عام وإمارة عجمان بشكل خاص، إذ تمثّل الجسر الذي يربط الأجيال الحالية والقادمة بتاريخهم وثقافتهم الأصيلة، وهي العناصر التي تمثّل الركيزة الأساسية التي ننطلق منها نحو المستقبل، محافظين على تراثنا العريق بجوانبه المادية والمعنوية. 
وفي نفس الإطار، قال الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية في عجمان، إن إمارة عجمان وبفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، تسجّل حضوراً مميزاً بما تمتلكه من متاحف تراثية مواكبة لأحدث التطورات والتقنيات في العالم، مؤكداً أن الإمارة تجاوزت المفهوم التقليدي للعمل المتحفي ووصلت إلى آفاق أوسع تسهم في إيصال رسالة التراث التقليدي إلى الأجيال القادمة. 
وأكّد الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي أن متحف عجمان، والذي يعتبر أكبر متاحف الإمارة، له أهمية كبيرة للأسرة الحاكمة وللمواطنين، حيث عاش صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي فترة طويلة من طفولته وشبابه فيه، كما يعدّ واحداً من أكثر الأماكن التاريخية زيارةً في الإمارة لما يحتويه كذلك على مجموعة مذهلة من القطع الأثرية والأحافير المكتشفة في المنطقة. وأضاف أن الحلّة الجديدة لمتحف عجمان تهدف إلى زيادة الوعي بدور التاريخ الحضاري وأهمية الحفاظ على الموروث التراثي للإمارة، لتجسّد بذلك الرسالة الرئيسة للمتحف والمعاني الرمزية له.
 ويعد متحف عجمان واحداً من أهم الوجهات جذباً للسياح والزوار في عجمان، حيث يشهد المتحف سنوياً زيادة في عدد زواره ويعتبر من أهم المصادر الحيّة للتعرّف على تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة ونمط الحياة القديمة فيها ومع إدخال التقنيات الحديثة والتفاعلية مع الجمهور يتوقع له استقطاب أعداد أكبر من الزوار. ويعتبر المتحف وجهة تعليمية وتثقيفية بارزة في الإمارة خصوصاً لطلاب المدارس والجامعات للمحتوى التراثي الغني الموجود فيه. 

متحف عجمان
يعدّ متحف عجمان المتحف الرئيسي في الإمارة، وهو حصن جميل يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، حيث كان مقر الحاكم حتى عام 1970، ثم تم تحويله لمقر الشرطة من نفس العام حتى عام 1979 قبل أن يصبح متحفاً في الأعوام اللاحقة. ويقدّم متحف عجمان من خلال المعروضات المشروحة باللغتين العربية والإنجليزية تجربة تفاعلية فريدة معززة بأحدث تقنيات التكنولوجيا لتحفز كل الحواس، وتقديم لمحة خاصة عن ماضي عجمان وتاريخ حياة الأجداد، كما يمكن للزائر التعرف على أساليب الطب الشعبي من خلال شاشات تفاعلية تظهر جسم الإنسان والأعشاب التي كان يتم التداوي بها حسب كل داء، بالإضافة إلى مشاهدة معروضات الحياة البحرية وأنواع اللؤلؤ، واستكشاف منطقة السوق التقليدي المحدّثة حيث كانت تمثل أكثر من مجرد كونها ملتقى للتبادل التجاري والأعمال بل مساحة لالتقاء الثقافات. كما قامت دائرة التنمية السياحية في عجمان بإنشاء تطبيق هاتفي خاص بمتحف عجمان للترويج له ولمعالمه حيث تم تزويده بتقنيات حديثة كالدليل الصوتي، ودليل جولة سياحية في المتحف، وخريطة تفاعلية تعمل وفقاً لمستشعر الموقع للتعرّف على الأقسام والمواقع المختلفة في المتحف والذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة من حيث تطبيقه في المتاحف، كما زوّد التطبيق بمشغل صوتي وماسح رمز QR، إلى جانب العديد من المميزات الاخرى.