جمعة النعيمي (أبوظبي)

برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، نظم مجلس وزارة الداخلية الرمضاني الثاني، أمس الأول، عبر تقنية الاتصال المرئي، محاضرة بعنوان «التحول الرقمي: آثاره الاجتماعية والاقتصادية» وأهمية تبني تكنولوجيات الغد في الاستعداد للمستقبل، ودور ذلك في تعزيز جودة الحياة للمجتمعات وأمنها واستدامة مسيرة التنمية الشاملة، وذلك بمشاركة الأكاديمية الدولية الدكتورة جيسكا باركر، والخبير الاقتصادي مارتن ليندستروم، والمفكر العالمي توم وجيك.
حضر المجلس عبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، كما حضر ضيوف المجلس من مملكة البحرين الشقيقة من المتخصصين بمجالات الأمن السيبراني من بينهم الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة، الرئيس التنفيذي في المركز الوطني للأمن السيبراني البحريني، والشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب آل خليفة نائب رئيس العمليات السيبرانية في المركز الوطني للأمن السيبراني البحريني والدكتور خالد المطاوعة نائب للرئيس التنفيذي للعمليات والحوكمة في هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية البحرينية وأحمد أسيري مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والمشاريع وعدد غفير من القيادات الشرطية والتعليمية، وأدار الجلسة الإعلامي يوسف عبدالباري.

دعم البيانات والمعلومات
وأكدت جيسيكا باركر خبيرة رائدة في مجال الأمن الإلكتروني والسيبراني، أثناء حديثها عن محور«الأمن السيبراني ضرورة دعم البيانات والمعلومات، والتحلي ببرامج حماية قوية وتحديثها باستمرار، والتأكد بأن المعايير تعمل بشكل متكافئ، خشية وقوع اختراق لأجهزة المؤسسات التي يتم اختراقها، نظراً لوجود نقاط ضعف يمكن استغلالها من قبل المجرمين السيبرانيين، داعية بضرورة وضع أساسيات الأمن، وتعليمها للموظفين أثناء استخدام الكمبيوتر في المؤسسات والشركات والهيئات، وتغيير وتحديث كلمة السر باستمرار لضمان الحفاظ على البيانات والمعلومات ووضعها في ذاكرة تخزين أخرى للرجوع إليها، حتى لا يتمكن المجرمون السيبرانيون من الوصول إليها. 
وأضافت: إن الجانب الإنساني في الأمن السيبراني يعتبر أمراً بالغ الأهمية وذلك في كيفية جعل البشر ضمن قائمة الأولويات، وكيفية اهتمام المؤسسات برعاية البشر. 
وتابعت: إن الظاهرة في تزايد مستمر بسبب «إنترنت الأشياء» وكذلك العالم الرقمي، مشيرة إلى أن الأمن السيبراني يجب أن يواكب التطور التقني والتكنولوجي، موضحة أن منظومة الخطر التي نواجهها ليست بالأمر الهيّن، إذ لا بد من التفكير بطريقة من يفكر بشن الهجمات السيبرانية في الدول، لافتة إلى أن ذلك له تهديدات متواصلة يجب التصدي لها والحد منها. كما أن الهجمات السيبرانية تشن على الأوطان والدول من خلال البريد الإلكتروني وأساليب أخرى أكثر تعقيداً في الأمن السيبراني.

الجرائم السيبرانية
وأشارت إلى أن هناك الكثير مما سيحدث في الأشهر المقبلة، وخاصة للأفراد الذين يحبون تجربة الجرائم السيبرانية من خلال التسلي بالجرائم السيبرانية، ولديهم أجندة خاصة تتعلق بسرقة البيانات والمعلومات، إضافة إلى الأشخاص الداخليين في المؤسسات والذين يقومون بعمليات الاختراق ويلجؤون للأعمال الخاطئة لأهداف وأطماع شخصية، داعية إلى ضرورة تقوية الأمن السيبراني للمؤسسات عامة، وتغيير كلمة السر باستمرار، وغرس ثقافة الإبلاغ عن الجرائم السيبرانية حتى لا ينتشر الخوف والقلق في المجتمع، وتمكين الناس لإحداث الفرق في فهم السلوكيات الخاطئة والعمل على تعزيز ثقافة فهم الأمن السيبراني والتكيف معها لتعزيز الأمن والأمان في بيئة العمل.
وتحدث المؤلف توم وجيك وهو من المتخصصين في علوم التكنولوجيا والتفكير التصميمي في محور «تكنولوجيا المستقبل» عن ممكنات ومزايا التكنولوجيا وقدراتها اللامحدودة في الإبداع والابتكار في إيجاد حلول بشرية من خلال تقديمها المعلومات والتقاطها وإعطاء تفسيرات وتحليلات أفضل للبيانات، وقدم عرضاً تاريخياً للتقدم البشري التقني وقدرات الأجهزة الحديثة ومدى الاستفادة منها في تحليل البيانات الضخمة أو القيام بمشاريع عملاقة وتحسين قدرات البشر في التعامل مع تحديات الحاضر والمستقبل. وتحدث عن طرق ووسائل الاستفادة من الأدوات الرقمية وعن صناعات المستقبل ووظائف الغد.

الاقتصاد الرقمي
أكد مارتن ليندستروم وهو خبير اقتصادي في مجال التسويق وتطوير الأعمال وبناء العلامات التجارية والابتكار، وإدارة التطوير والسلوك الاستهلاكي، أثناء حديثه عن «الاقتصاد الرقمي» ضرورة فهم التأثير الذي يحدث في الواقع الافتراضي، مشيراً إلى تجربة افتراضية لحليب الأبقار ووضع الأبقار في بيئة افتراضية مليئة بالأعشاب والمراعي الخضراء، والتي كان لها أثر إيجابي فعال في فهم الواقع المتعدد، والذي يجعل من الواقع الافتراضي هنا بيئة إيجابية لكي تتكيف معه الكائنات الحية لغرض ما، موضحاً أن التكنولوجيا الرقمية تدير المسرح الذي يعمل عليه البشر، ولافتاً إلى أن أزمة جائحة «كورونا» كشفت الاضطرابات التي عانى منها البشر.