أبوظبي، دوربان (وام، وكالات) 

عبّرت دولة الإمارات عن تعازيها الصادقة وتضامنها مع جمهورية جنوب أفريقيا الصديقة في ضحايا الفيضانات، الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي اجتاحت مدينة دوربان، وهو ما أسفر عن وقوع قتلى وإصابات. 
وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن خالص تعازيها ومواساتها إلى حكومة جنوب أفريقيا وشعبها الصديق، وإلى أهالي وذوي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات، التي اجتاحت مدينة دوربان الساحلية في جنوب أفريقيا إلى 306 قتلى، حسبما أفاد مسؤولون محليون. وذكرت السلطات في جنوب أفريقيا أن نسبة تساقط المطر وصلت إلى مستوى غير مسبوق منذ أكثر من 60 عاماً، وتسببت في دمار كبير وانهيار عدد من الجسور، وألحقت أضراراً بـ248 مدرسة على الأقل.
وقالت السلطات، إنها «واحدة من أسوأ العواصف في تاريخ البلاد».
وتسببت الأمطار الغزيرة، وبدأت في نهاية الأسبوع الماضي، بأضرار جسيمة. فقد دمرت آلاف المنازل في منطقة يبلغ عدد سكانها أكثر من 3.5 مليون نسمة.
ويؤكد سينيتيمبا دوكا، الذي كان يقف في صف مع عشرات الأشخاص الآخرين للحصول على مأوى: «لم أعد أملك شيئاً»، حاملاً بعض الملابس هي كل ما تمكن من إنقاذه من الفيضانات.
ويروي البائع المتجول، البالغ 31 عاماً، حالة الذعر التي عاشها عندما وجد نفسه يخوض في مياه حتى ارتفاع ركبتيه عندما عاد إلى منزله مساء الاثنين الماضي. ففي حي الصفيح أوملازي حيث يعيش في ضواحي دوربان، معظم المنازل مبنية من صفائح من الحديد المموج أو ألواح خشبية بسيطة. وتساقط أكثر من 300 ملل من الأمطار في غضون 24 ساعة في بعض المناطق، وشبّه خبراء الأرصاد مستواها بالمطر «المرتبط عادة بالأعاصير».
وقال دوكا، وآثار الصدمة بادية عليه، إن الوحل بدأ يرتفع «ثم تدفقت المياه على سطح منزلي وانهار وسقطت الجدران».
وتعهد الرئيس سيريل رامابوزا، الذي تفقد المنطقة، أمس الأول، بتقديم مساعدات حكومية. 
من جهته، قال مابيكي سوخيلا، البالغ 51 عاماً، وهو متطوع يساعد في العثور على ملاجئ مؤقتة للمتضررين: «نحن نساعدهم ببساطة لأننا نهتم بهم».
وهو نفسه يعيش في إحدى الإقامات القديمة للعمال السود خلال حقبة الفصل العنصري والتي تكون مزدحمة عادة.
وقال: «لا تتوفر مساحة كافية، لكننا نحاول استيعاب الجميع».
وفي غرفة بلا كهرباء يكتب متطوع آخر الأسماء على ضوء هاتف محمول. وفي نهاية المطاف سيجد كثيرون مكاناً لقضاء الليل على زوج من الكراسي أو قطعة من الورق المقوى.
كما يبحث المتطوعون عن غذاء وملابس، لكنهم أوضحوا أنه مع الدمار وتلف شبكة الهاتف، لم يعد تأمين المواد الأساسية سهلاً. ويعوّل الذين فقدوا كل شيء في لحظة على وصول المساعدة.
واستمرت عمليات الإنقاذ منذ عدة أيام، وجرت دعوة الجيش للمشاركة فيها.
وقال خبراء الأرصاد الجوية، إن أسوأ ما في العاصفة مرّ، لكنهم حذروا من استمرار هطول الأمطار، وخطر حدوث فيضانات محلية في الأيام المقبلة.