الشارقة (وام)
أشاد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم بالتعاون الوثيق والبناء لدولة الإمارات مع المؤسسات التعليمية والتربوية الدولية من أجل ازدهار التعليم وتنمية قدرات الطلبة وضمان جودة التعليم المقدم خاصة منظمة «اليونسكو». جاء ذلك خلال ندوة افتراضية نظمها المركز الإقليمي للتخطيط التربوي ومقره الشارقة ومكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن مؤخرا وبشكل مشترك لإطلاق النسخة العربية من دليل اليونسكو «الذكاء الاصطناعي والتعليم: إرشادات لواضعي السياسات» بحضور ستيفانيا جيانيني المديرة العامة المساعدة لشؤون التعليم في اليونسكو وأكثر من 600 مشارك من 46 دولة تمثل خمس قارات.
وأوضح معالي حسين الحمادي أن حكومة دولة الإمارات عملت على إطلاق إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي في عام 2017 ويعتبر قطاع التعليم من أول القطاعات المستهدفة في تطبيق الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لدعم بيئات التعلم وأنشأت وزارة التربية والتعليم وطورت واستخدمت العديد من المنصات التعليمية الرقمية في مختلف المواد الدراسية والتي تساهم في تكاملية التعليم وتطوير التعلم الذاتي ومهارات الاستقلالية بالتعاون مع أكبر الشركات العالمية.
وأشار معاليه إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم واقعا حتميا وتتشعب أهميته في مجالات الحياة المختلفة وأحد التوجهات العالمية للمستقبل ولعل التعليم بأمس الحاجة إلى استخدام هذه القدرات التقنية والأدوات التكنولوجية وتوظيفها بالشكل الأفضل وأظهرت الفترة الأخيرة التي شهدها العالم بفعل جائحة كورونا الأهمية المتزايدة للذكاء الرقمي في مواصلة وتيسير العملية التعليمية.
وختم معاليه حديثه بالإشارة إلى تحديات تنفيذ وتطبيق الذكاء الاصطناعي بالصورة الصحيحة في التعليم مركزا على أهمية وجود تشريعات مرنة تتناسب مع التقنيات وتطورها المستمر.
وقالت ستيفانيا جيانيني المديرة العامة المساعدة لشؤون التعليم في اليونسكو «نؤمن إيمانا شديدا أن القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في التعليم يجب أن تسترشد برؤية إنسانية لاستخدام هذه التكنولوجيا على النحو المبين في توصية عام 2021 بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي اعتمدتها 193 دولة عضوا في المؤتمر العام الأخير لليونسكو ولذا سعت اليونسكو لوضع الدليل الخاص بالسياسات. وفي الجلسة الأولى من الندوة الإقليمية الخاصة بإطلاق دليل اليونسكو قدم فينغتشون مياو رئيس وحدة تقنية المعلومات والاتصالات في التعليم باليونسكو لمحة عامة عن المحتويات الرئيسية للدليل، مؤكدا أهمية استخدام الدليل للاستفادة من الفرص ومعالجة المخاطر التي يمثلها الذكاء الاصطناعي في التعليم.
وتضمنت الجلسة الثانية من الندوة الإقليمية عروضا قدمها ممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي حول الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي في التعليم في دول الخليج والرؤى المستقبلية للدول نحو دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمتها التعليمية.
مواصلة الحوار
دعت الدكتورة آنا باوليني مديرة مكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن إلى مواصلة الحوار بشأن الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن الإطلاق الإقليمي يمثل خطوة أولى في سلسلة من الأنشطة التي سيقوم بها مكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن والمقر الرئيسي في باريس والمركز الإقليمي للتخطيط التربوي لتعزيز المعرفة حول الذكاء الاصطناعي في التدريس والتعلم وتعزيز المناقشات حول الاستخدام الأخلاقي والشامل والمنصف للذكاء الاصطناعي في التعليم وإعداد جلسات لبناء القدرات ودورات تدريبية للجهات المعنية بقطاع التعليم.