شروق عوض (دبي)
أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع شركة تمكين، أول أمس، عن فتح الباب المشاركة أمام المهتمين بمجال التكنولوجيا الزراعية، في النسخة الثانية من «تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي»، وذلك عبر تقديم أفكارهم من خلال الموقع الإلكتروني لـ «تكنولوجيا الغذاء»، على أن تتناول فكرة المتقدم أفضل الحلول الزراعية المتطورة والمبتكرة لتحديات الأمن الغذائي الراهنة والمستقبلية، لتتيح الفرصة أمامه في نهاية المطاف، بأن يكون أحد الفائزين بجوائز قيمتها 2 مليون دولار أميركي.
وأوضحت الوزارة أن باب المشاركة في «تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي» سيبقى مفتوحاً حتى شهر يونيو المقبل، حيث سيتم وضع القائمة النهائية بأسماء المشاركين ومنح أفضل 10 فرق فرصة عرض نماذج أعمالهم خلال حفل توزيع الجوائز الذي سيقام في نوفمبر المقبل.
وأكدت الوزارة، أن الأمن الغذائي اليوم يحظى بأهمية كبيرة أكثر من أي وقت مضى، فلم يعد العالم كما نعرفه، حيث يواجه العديد من التحديات في مختلف مراحل سلسلة الإمداد، كما أن تأثيرات التغيرات المناخية التي تفضي إلى الكثير من الاضطرابات تحد من مرونة سلاسل الإمداد واستدامتها، ومن هنا، تقع على عاتق الدول والمختصين مسؤولية إعادة التفكير في مستقبل قطاع الغذاء وابتكار ممارسات غذائية وزراعية مرنة، بالاعتماد على أفضل التطورات التكنولوجية، حيث يقرب تحدي تكنولوجيا الغذاء الخطوات من اكتشاف وتطوير بعض الحلول وتسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يمكن للابتكار أن يلعبه لمواجهة تحديات الأمن الغذائي.
وتسعى النسخة الثانية من «تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي» والتي شهد إطلاقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أواخر مارس الماضي، إلى تحقيق العديد من الأهداف الرئيسية وأهمها البحث عن حلول مبتكرة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي، وتطوير ممارسات وأنظمة إنتاج وإدارة أكثر استدامة للموارد الغذائية في دولة الإمارات، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في إيجاد أدوات وتقنيات تتميز بالكفاءة والفعالية للتغلب على تحديات القطاع الزراعي، بما يحقق استدامة الإنتاج الغذائي في الدولة لتكون مركزاً عالمياً رائداً للأمن الغذائي، واكتشاف تكنولوجيا العقد القادم من الابتكارات والتقنيات التي ستغيّر ممارسات الزراعة التقليدية بكفاءة واستدامة.
كما يستهدف التحدي المشاريع الناشئة في مراحلها الأولى مثل فرق الأبحاث الجامعية الدولية ورواد الأعمال والشركات الصغيرة، حيث يستقصي الابتكارات المتعلقة بمسارين همهمين هما «إنتاج الغذاء» لمعالجة تحدي توافر ووفرة الغذاء وأسعار الأغذية، من خلال تمكين التحول إلى «الجيل القادم» من بدائل الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية، و«فقد وهدر الأغذية» لضمان الاستدامة في سلسلة التوريد الغذائي بشكل عام، كما يمنح التحدي الفائز أو الفائزين فرصة لتطوير نموذج أعماله في دولة الإمارات، مدعوماً بمشاريع البحث والتطوير، وتسريع نمو هذه الشركات، والحوافز التجارية، والتوجيه اللازم لنقل المفاهيم الفائزة من مرحلة الاختبار إلى السوق، وقبول الطلبات من جميع أنحاء العالم، مع التركيز على البلدان المتميزة بمجال التكنولوجيا الزراعية.
ويتم تنظيم التحدي بنسخته الحالية من قبل وزارة التغير المناخي والبيئة و«تمكين»، وهي شركة مقرها أبوظبي وتهدف إلى إطلاق مشاريع تسهم في ازدهار المشهد الاجتماعي والثقافي والتعليمي في دولة الإمارات من خلال عقد شراكات مع جهات محلية ودولية رائدة، وانضمت إليهما «أسباير»، ذراع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة والمخصّصة لإدارة برامج التكنولوجيا، والتي تشرف على تمويل مشاريع البحث والتطوير التكنولوجي في إمارة أبوظبي خصوصاً ودولة الإمارات عموماً، ويحظى كل مسار في التحدي أيضاً بدعم الشركات الوطنية الرائدة، حيث تركز شركتا «القابضة» و«سلال» على مسار إنتاج الغذاء، فيما تركز مؤسسة الإمارات على مسار فقد وهدر الأغذية.
هذا وساهمت النسخة الأولى من «تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي»، التحدي العالمي الرائد الذي أطلقته دولة الإمارات في سبتمبر 2019 برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدور بارز في تحقيق أهداف دولة الإمارات طويلة الأمد المتمثلة في تعزيز الأمن الغذائي، وتعزيز نسبة من الاكتفاء وتحسين الجهود نحو الاستدامة، بالإضافة إلى طرح عدد من الأفكار الجديدة والواعدة والمساهمة في تعزيز جهود استجابة الدولة لتحديات الأمن الغذائي محلياً وعالمياً.
وجاء خلال إعلان الفائزين بالنسخة الأولى من التحدي في نوفمبر 2020، عن استلام 437 طلب مشاركة من 68 دولة، وتكريم 4 فائزين من أستراليا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، ليعكس مدى انتشار التحدي على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، حيث جاء عدد كبير من هذه المشاركات من دول ذات اقتصادات مبتكرة قائمة على المعرفة، وجميعها تطمح إلى تطبيق حلول وتقنيات مهمة لتحديات الأمن الغذائي الراهنة والمستقبلية والتي باتت ترهق دول العالم جمعاء.
وقدم الفائزون في النسخة الأولى من التحدي حلولاً مبتكرة مثل شركة «يو أس مونيتور» التي طورت منصة إلكترونية للحد من هدر نفايات الطعام، و«مزارع البحر الأحمر» التي طورت نظاماً للبيوت الزراعية الزجاجية المساهمة في تقليل استخدام المياه العذبة في المحاصيل بنسبة تصل إلى 90%، والنجاح في زراعة محاصيل تتحمل المياه المالحة.