تتحرى الإمارات اليوم رؤية هلال شهر رمضان المبارك بعد صلاة المغرب، وسط أجواء مفعمة بالفرحة والتفاؤل بعودة غالبية الأجواء الروحانية والمظاهر الاجتماعية التي تميز بها الشهر الفضيل بعد مجموعة الإنجازات التي حققتها الدولة في السيطرة على تداعيات كوفيد-19 والدخول في مرحلة التعافي التام من الجائحة.
وارتدت الشوارع الرئيسية والجسور وواجهات مراكز التسوق في الدولة حلة الزينة الخاصة بقدوم شهر رمضان والتي جاءت على أشكال ضوئية هندسية وعبارات تعكس روح البهجة وتتناسب مع معاني وأجواء الشهر الفضيل.
ويشهد الشهر الفضيل هذا العام في الإمارات عودة نشاط خيام إفطار صائم بعد أخذ التصاريح المسبقة وضرورة تصميم الخيام وفق أنظمة السلامة والوقاية المطلوبة لاسيما الالتزام بتطبيق التباعد الجسدي بمسافة متر واحد بين الأشخاص وتوفير حراس أمن أو متطوعين لتنظيم عملية الدخول والخروج وتجنب المصافحة بالأيدي.
إجراءات
وأجرت الإمارات خلال فبراير الماضي تحديثا للإجراءات الاحترازية والوقائية الخاصة بكوفيد وقررت الإبقاء على إلزامية ارتداء الكمامات في المناطق المغلقة، على أن تكون اختيارية في المناطق المفتوحة، كما تقرر عودة الفاصل الزمني بين الآذان والإقامة إلى سابق عهده لما قبل الجائحة، إضافة إلى عودة المصاحف للمساجد بعدد محدود وبشرط التعقيم بعد كل صلاة والإبقاء على مسافة المتر الواحد بين المصلين في المساجد ودور العبادة.
وأعلنت الإمارات كذلك عن إلغاء التباعد الجسدي في القطاعات الاقتصادية والسياحية مع إلزامية ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة وعودة كافة الأنشطة الرياضية لجميع الفئات العمرية مع إلزام الجمهور بإبراز المرور الأخضر أو الفحص المسبق /PCR/ على ألا يتجاوز مدته 96 ساعة بالإضافة إلى الالتزام بلبس الكمامات.
الفعاليات ..
يشهد شهر رمضان في الإمارات، فعاليات ترفيهية وثقافية وروحانية تنبض بالحياة، وتجسد قيم التآزر والتماسك المجتمعي، وتعد الإمارات واحدة من الدول التي تستحق الزيارة خلال شهر رمضان بمزجها بين العديد من الأمور العصرية والتقليدية للاحتفال بهذا الشهر. ومن أبرز فعاليات رمضان التي تشهدها الإمارات هذا العام " جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم " التي تقام في دبي سنوياً، ويتنافس فيها حفظة القرآن من مختلف أنحاء العالم، كما تنطلق خلال الشهر الفضيل دورة جديدة من جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه في نسختها الثامنة، تحت عنوان "دورة عام الخمسين" لتستمد موضوعاتها من أهدافها الأساسية في نشر قيم الإسلام السمحة، ومن رؤية دولة الإمارات وسعيها لتعزيز الإنجازات في الخمسين عامًا القادمة.
بدورها تنظم الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والداوئر المعنية في كل إمارة خلال شهر رمضان ندوات إيمانية وفكرية في مختلف مساجد الدولة، كما تنظم هيئة الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية المرخصة حملات خيرية بمناسبة شهر رمضان، وتشمل مشروع المير الرمضاني، وإفطار صائم، وزكاة الفطر، وكسوة العيد والتي يعم خيرها على عشرات الآلاف داخل الدولة وخارجها. - التسوق.
تشهد حركة التسوق في الإمارات خلال الشهر الفضيل إقبالا ونشاطا كبيرا حيث يزداد الطلب على مختلف السلع خاصة مع عروض الخصومات والتخفيضات التي تجريها مختلف مراكز التسوق في الدولة، ومواكبة لهذا النشاط عقدت الجهات المعنية بحماية المستهلك في الدولة عدداً من اللقاءات مع المسؤولين في أبرز القطاعات الاستهلاكية للتأكد من جاهزية الأسواق ومنافذ البيع وضمان توفير كافة احتياجات المستهلكين خلال شهر رمضان المبارك. وتكثف الجهات الرقابية في الإمارات من جولاتها على الأسواق قبل وخلال شهر رمضان للتأكد من سلامة الأغذية الأكثر تداولاً، والتزام المؤسسات الغذائية والمتعاملين، بالاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية الوقائية، وبالاشتراطات الخاصة بنقل المنتجات والمواد الغذائية وتخزينها وتحضيرها وعرضها، كما تحرص الجهات الرقابية على التأكد من الشفافية في عمليات البيع والشراء، والالتزام بعرض الأسعار والعروض المقدمة على المنتجات بطريقة واضحة يسهل على المستهلك معرفة تفاصيلها.
الطقس ..
توقع المركز الوطني للأرصاد أن يكون الطقس خلال شهر رمضان المبارك معتدلا إلى حار نسبياً نهاراً على أغلب المناطق خلال النصف الأول من الشهر ويكون حاراً نسبياَ إلى حار في النصف الثاني منه، ومعتدلا إلى لطيف الحرارة بوجه عام على الدولة خلال الليل وعند ساعات الفجر.
وأفاد المركز بأن عدد الساعات من آذان الفجر حتى الغروب في بداية الشهر تصل إلى 13 ساعة و46 دقيقة تقريبا في بداية الفترة وتزيد تدريجياً مع تقدم أيام رمضان المبارك لتصل إلى 14 ساعة و30 دقيقة تقريباً في نهاية الشهر، وقد تزيد أو تقل المدة ببضعة دقائق سواء في بداية الشهر أو نهاية الشهر حسب الموقع.
أوقات العمل..
أعلنت حكومة دولة الإمارات عن ساعات الدوام الرسمي لشهر رمضان المبارك، للوزارات والجهات الحكومية الاتحادية، حسب النظام الجديد للعمل الأسبوعي الذي بدأ تطبيقه مطلع العام الحالي.
وحسب القرار تكون ساعات العمل الرسمي للجهات الحكومية الاتحادية في الشهر الفضيل، من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الثانية والنصف ظهراً، من يوم الإثنين إلى يوم الخميس ومن الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً، أيام الجمعة من كل أسبوع.
بدورها أصدرت وزارة الموارد البشرية والتوطين تعميما وزاريا يقضي بتخفيض ساعات العمل العادية لموظفي القطاع الخاص في الدولة خلال شهر رمضان بمعدل ساعتين يوميا.
الوعي والالتزام..
تراهن الإمارات على وعي أفراد المجتمع والتزامهم بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية خلال الشهر الفضيل للمحافظة على المكتسبات الوطنية التي تحققت في مواجهة فيروس كوفيد- 19 والتي أسهمت في الوصول إلى مرحلة التعافي والتعايش حيث شهدت الدولة في الآونة الأخيرة انخفاضاً ملحوظاً في عدد الإصابات نتيجة الالتزام المجتمعي ونسبة اللقاحات العالية.