دينا جوني (دبي)

كوتيليا كاتاريا، دفعته جائحة كورونا إلى الغوص في قراءة مناهج الخوارزميات ولغة البرمجة، فأصبح أصغر مبرمج في العالم مبدياً رغبته في إرشاد وإلهام مليون مبرمج عربي من الشباب ضمن المبادرة التي أطلقتها الإمارات. وأشار كاتاريا في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إلى أربعة محاور يمكن للحكومات أن تدعم فيها المبرمجين الشباب، تبدأ أولاً بزيادة الوعي المجتمعي بالتكنولوجيا وأهميتها اليوم وفي حياتنا المستقبلية، وثانياً توفير مصادر التعلّم المختلفة للأطفال واليافعين لكي يتمكنوا من بناء مهاراتهم في عمر مبكر، وثالثاً السماح للمهتمين بالبرمجة من الأطفال باستخدام المختبرات الحكومية والجامعية وزيارة مراكز الأبحاث الخاصة بالبرمجة لتمكينهم من التدرب والاطلاع على آخر نتائج البحوث، ورابعاً وأخيراً تضمين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والحوسبة في المناهج في المراحل الدراسية المبكرة. وسيروي كاتاريا اليوم في كلمة له خلال فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات، كيف أصبح مبرمجاً، وأهمية انخراط الأطفال في البرمجة وأهميتها في تطوير مهاراتهم، متطرقاً في الوقت نفسه إلى السبل التي يمكن للحكومات أن تدعم الصغار والشباب الموهوبين في عالم التكنولوجيا. كاتاريا، الذي يعيش اليوم في ورثهامبتون، إنجلترا، أصبح أصغر مبرمج في العالم عندما توصل إلى ابتكار وبناء الكثير من المشاريع البرمجية، الأمر الذي دفع والديه قبل عامين إلى تفقد موقع غينيس للأرقام القياسية، فتبيّن لهم أنه تخطى الرقم القياسي الذي تحقق في السنة السابقة من تقديمه. «أمر ممتع بناء كل ما أرغب فيه وجعله يعمل»، هكذا يرى الطفل كاتاريا البلاغ من العمر ثماني سنوات. أما أكثر المشاريع المبهجة التي نفذها مشروع «الطابة المتكلمة»، لافتاً إلى أهمية مشروع آخر نفّذه هو نظام التعرّف على الوجوه من خلال الصور، والذي يمكن إذا ما أضيفت إليه كاميرا، رصد الحرائق في المباني السكنية والاتصال التلقائي بالدفاع المدني، وبالتالي التقليل من احتمالية وقوع الإصابات. في المستقبل، يطمح كاتاريا إلى ابتكار نوع جديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى رغبته في أن يكون عالم رياضيات. وعبّر عن إعجابه بمبادرة مليون مبرمج عربي من الشباب التي أطلقتها الإمارات، مبدياً حماسته في تعليم وإلهام ملايين المبرمجين العرب. وأشار إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في مجال البرمجة وإيصالها إلى آلاف المهتمين من مختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أنه بالفعل بدأ في إعداد الفيديوهات الخاصة بالذكاء الاصطناعي وخفايا البرمجة وسبل تعلّمها وامتهانها والتطور فيها.