هالة الخياط (أبوظبي)
سجلت هيئة «البيئة - أبوظبي» وجود 946 رأساً من المها العربي في محمية المها العربي بمنطقة الظفرة، منها، 83 من حيوانات المها اليافعة «العجول»، بما نسبته 8.8 % من حجم القطيع الإجمالي.
أشارت المسوحات التي تجريها الهيئة في المحمية إلى أن إناث المها العربي شكلت النسبة الأكبر من حجم القطيع بنسبة إجمالية 76.5%.
ويأتي تنفيذ المسوحات في محمية المها العربي، في إطار التزام هيئة البيئة - أبوظبي بالمحافظة على التنوع البيولوجي بإمارة أبوظبي، وتعزيز برامج حماية الأنواع في موائلها، ومنها: قيام خبراء الهيئة بعمل مسح جوي في محمية المها العربي بهدف إحصاء أعداد حيوان المها العربي في حدود المحمية في منطقة الظفرة والتي تبلغ مساحتها ما يقرب 6 آلاف كيلومتر مربع.
وأفادت الهيئة بأن وجود هذا الرقم من المها العربي في المحمية يعتبر مؤشراً لنجاح برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي الذي بدأ في عام 2007 بقطيع لا يتجاوز عدده 160 رأساً.
وبينت «هيئة البيئة - أبوظبي» أن المها العربي يرتبط ارتباطاً كبيراً بالموروث الثقافي والطبيعي لدولة الإمارات، ولذا حظيت جهود حمايته والحفاظ عليه باهتمام ودعم كبيرين من القيادة الرشيدة، فتعددت مشاريع الإكثار لهذا النوع وتزايدت الأعداد في إمارة أبوظبي لتصبح إمارة أبوظبي حاضنة لأكبر تجمع لهذا النوع في العالم بعد أن أعلن عن انقراضها في البرية في أوائل السبعينيات.
ولم يقتصر دور الهيئة على المشاريع داخل الدولة بل امتد إلى الدول المجاورة من خلال إنشاء برامج مشتركة مع العديد من المؤسسات العربية المتخصصة في هذا المجال في دول انتشار المها العربي، للبدء بتنفيذ ما تضمنته استراتيجية صون المها العربي وإطلاقه في موائله الطبيعية.
ويعتبر برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي اليوم من أنجح برامج المحافظة على الأنواع في العالم، حيث ساهم البرنامج ليس فقط بزيادة أعداد المها العربي التي تحتضنها إمارة أبوظبي والذي وصل إلى 5 آلاف رأس، بل ساهم في تعزيز جهود المحافظة على المستويين المحلي والإقليمي، مما أدى في عام 2011 إلى تغيير حالة المها العربي في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة من «مهددة بالانقراض» إلى «معرضة للانقراض».
وشهد الشهر الماضي نقل وإطلاق 20 رأساً من المها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية بالمملكة الأردنية الهاشمية، في إطار برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي في دول الانتشار، بما يعزز أعدادها في البرية في بيئاته الطبيعية داخل محميات واسعة ضمن المناطق التي كانت تعيش فيها في السابق وتكوين قطعان متنامية قادرة على الاعتماد على ذاتها والتجول بحرية في مواطنها الطبيعية في ظل إدارة فعالة وخطة حماية طويلة الأمد.