أكدت الرائد شيخة عبيد الزعابي، مدير مكتب شؤون الشرطة النسائية في قطاع الموارد البشرية بشرطة أبوظبي، أن الإنجازات التي حققتها المرأة في مختلف الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، جعلت منها شريكاً للرجل في عملية البناء والتنمية، وعضواً فاعلاً في كافة مناحي الحياة، فضلاً عن كونها تمثل نصف المجتمع.

وأشارت، بمناسبة يوم المرأة  العالمي الذي يصادف الثامن من مارس سنوياً، إلى أن ابنة الإمارات نالت ثقة القائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أتاح لها الفرصة لتتبوأ أعلى المناصب القيادية وتتقلد أرفع المراكز، حيث أثبتت وجودها بنجاح وتميز من خلال مواكبة مسيرة التطوير والتحديث التي تشهدها الدولة، محققة إنجازات عديدة في سبيل رفعة الوطن وتقدمه وازدهاره.
كما يرجع الفضل لما حققته المرأة من إنجازات إلى الرعاية الكريمة واهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، حيث حرصت سموها على توفير الإمكانات والفرص كافة للارتقاء بمستوى المرأة وتوفير البيئة المناسبة لها، ما جعل من دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً عالمياً متميزاً في مجال تمكين المرأة.
وأَضافت: «لا يخفى على أحد ما تجده عناصر الشرطة النسائية بمختلف التخصصات من عناية ورعاية من قبل القيادة الشرطية، حيث يُعد ذلك حافزاً  تشجيعياً لها على الإبداع، وتحقيق المزيد من النجاحات في إطار استراتيجية شرطة أبوظبي، والعمل المتواصل في البحث عن فرص التحسين وصقل الخبرات والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه أكثر دول العالم تطوراً في مجال الممارسات الأمنية والخدمية المتميزة من أجل مجتمع أكثر أمناً واستقراراً، لمواجهة تحديات الحاضر واستشراف المستقبل».

الإماراتيات بـ «دورية السعادة» يعززن الإيجـــابية في المجتمع 
توفر شرطة أبوظبي إمكانات كبيرة لعناصر الشرطة النسائية للإبداع والتميز والابتكار في مجالات العمل الشرطي والأمني، وتقوم المرأة الإماراتية في جهاز الشرطة والأمن بأدوار رائدة ومهمة في تعزيز مسيرة التحديث والتطوير والارتقاء بالعمل إلى أفضل المستويات.
ففي مديرية المرور والدوريات، تقود عناصر الشرطة النسائية «دورية السعادة»، والتي تعمل على تعزيز قيم الإيجابية وتحفيز مستخدمي الطرق على الالتزام بقانون السير والمرور، والارتقاء بأساليب التوعية المرورية إلى أعلى المعايير، وجعل الطرق أكثر أمناً وسلامة.
كما تعمل المنتسبات على مكافأة السائقين الملتزمين، إلى جانب إبلاغ مستخدمي الطرق بالمعلومات والإرشادات التوعوية، وتبني أسلوب الترغيب للالتزام بقواعد السير والمرور لتعزيز ثقة الجمهور في الشرطة. وتقوم سائقات «دورية السعادة» بجولات في الطرق والأحياء ومواقع المناسبات والمهرجانات والفعاليات  لنشر ثقافة السعادة والإيجابية، والتذكير بالالتزام بقوانين وأنظمة المرور بأساليب تحفيزية وحضارية.

العناصر النسائية.. «عين ساهرة» 
تعمل المرأة الإماراتية في ميادين العمل الشرطي المختلفة، ففي الإدارات  التابعة لقطاع  المهام الخاصة (مديرية ق 7، إدارة تأمين المنشآت، إدارة المهام الرسمية وحماية النزلاء والموقوفين، إدارة مكافحة الشغب، وإدارة المهام الخاصة بالعين والظفرة»  تؤدي عناصر الشرطة النسائية العديد من المهام، فهي تعمل على حراسة وتأمين المنشآت، حراسة الموقوفات والنزيلات وعرضهن أثناء الجلسات، حماية وتأمين الموقوفات والنزيلات بالمستشفيات خلال فترات تلقي العلاج.
كما تعمل المنتسبات في الدوريات العاملة على مدار الساعة لدعم وإسناد الإدارات كافة التابعة لقطاع المهام الخاصة فيما يخص أي تدخل للعنصر النسائي. وتخضع المنتسبات لدورات مستمرة ضمن استراتيجية القيادة العامة لشرطة أبوظبي التطويرية لتأهيل الكوادر البشرية، بما يواكب التطورات ومستجدات العمل الشرطي، للرقي بالعمل الأمني وحماية المكتسبات الوطنية، وليكن قادرات على   تحمل مسؤولياتهن الكبيرة في الحفاظ على مسيرة الأمن والأمان التي تشهدها دولتنا.

فايزة فلكناز أول طبيبة بيطرية بـ«فرسان» شرطة أبوظبي
تحرص شرطة أبوظبي على رفد إداراتها بأفضل الكوادر الوطنية في جميع المجالات بعد تسلحهم بأعلى الدرجات العلمية في أعرق الجامعات العالمية، ليأخذوا دورهم ومكانتهم في مسيرة التطوير والتحديث. ومن تلك الكوادر والعناصر النسائية المتميزة بشرطة أبوظبي، الدكتورة البيطرية فايزة فلكناز الفقي، أول طبيبة بيطرية في قسم دوريات الفرسان في إدارة الدوريات الخاصة بشرطة أبوظبي، والمتخصصة في العناية الصحية للخيول بعد تخرجها في جامعة الإمارات، معززة دراستها بشهادات تخصص من المجر وأيرلندا.
وأشادت الدكتورة فايزة بجهود القيادة الرشيدة  في  إتاحتها الفرصة للمرأة الإماراتية، وتوفير الإمكانات للعمل على خدمة الوطن ورفعته، مؤكدة الحرص على مواصلة التميز والإبداع وتطبيق خبراتها وتجاربها العلمية والمعرفية في مجال العمل بشرطة أبوظبي.
كما أكدت أهمية دراسة التخصصات المختلفة مثل تخصص الطب البيطري الفريد من نوعه في الدولة، خاصة لفئة النساء، والذي يتطلب تشجيعاً من الأهل والمجتمع وثقافة اجتماعية وإرشاداً توعوياً لتلبية حاجة سوق العمل من الكوادر الوطنية.

المهندسات جهود ريادية في النهضة العمرانية
انطلاقاً من سعي إدارة المشاريع الهندسية لأداء المهام المناطة بها في تلبية متطلبات القيادة العامة لشرطة أبوظبي من الأبنية الشرطية وغيرها، وتعزيزاً لجودة الحياة في بيئة العمل كأحد أهم الأهداف والأولويات، فقد حرصت القيادة الشرطية على دعم إدارة المشاريع الهندسية بنخبة متميزة من المهندسات، كي تسهم جنباً إلى جنب مع زملائهن المهندسين، في تصميم وتنفيذ مراحل المشاريع كافة وفق أفضل معايير الجودة.
وتشهد إدارة المشاريع الهندسية بدور المرأة في تطوير المشاريع، بدءاً من مرحلة التصميم، ووصولاً لتنفيذ المشروع وصيانته بما يحقق الاستفادة القصوى من استخدامه، مع تحقيق الوفر المالي في تكلفة المشاريع المالية. وتتحلى المهندسات في الإدارة بسلاح العلم والحصول على أعلى الشهادات العلمية المتخصصة، فضلاً عن توافر العزم والجهد وتسخير الأفكار الإبداعية بجهود ريادية  انعكست إيجابياً  في تحقيق نهضة عمرانية وحضارية متطورة، تساير ما تحظى به إمارة أبوظبي في هذا المجال.

المحققات نماذج مشرفة  بمراكز الشرطة في العاصمة
محققات الشرطة النسائية نماذج مشرفة بمراكز الشرطة في مديرية شرطة العاصمة بشرطة أبوظبي، حيث يؤدين واجباتهن على أكمل وجه، ونجحن بتميز في إيجاد الصلح بين الأطراف المتنازعة في العديد من القضايا العائلية، مع تقديم النصح والإرشاد لأطراف القضية، إلى جانب تقديم الدعم المعنوي للضحايا والمصابين، ما يؤدي إلى شعور الضحية بنوع من الاطمئنان، والثقة في جهاز الشرطة والعمل الأمني.
وتؤدي المحققات أدواراً أمنية بارزة في التعامل مع  القضايا والبلاغات العائلية المرتبطة بالنساء والأطفال، الأمر الذي يكسر حاجز الخجل والخوف من رجل الشرطة، ويعطي أريحية أكبر لأطراف القضية، تلبيةً لاحتياجات المجتمع، وتنفيذاً لرؤية القيادة العامة لشرطة أبوظبي في الارتقاء بالخدمات المقدمة للجمهور والمجتمع. 
وتتمتع المحققات بمميزات كبيرة تجعلهن متمكنات من القيام بأدوارهن بالشكل الصحيح، ومن تلك المميزات اللباقة وفن التعامل وحسن الإنصات والتصرّف، وقوة الملاحظة والصبر والتحمّل، وسرعة البديهة، وإتقان فن الاستماع والمهارة في طرح الأسئلة ذات العلاقة بموضوع الشكوى، والقدرة على استخدام التقنيات الحديثة لمواكبة التطورات المتلاحقة في عالم التقنية.
وتخضع المحققات لدورات تخصصية، تسهم في صقل مهاراتهن، وتعاملهن بحرفية مع مختلف المهام والواجبات الأمنية، باعتبارها شريكاً أساسياً في النجاحات والإبداعات التي تحققها جميع القطاعات في شرطة أبوظبي. 
وللمحققة دور مهم في جميع مراحل البلاغ، من بدايته وحتى إحالته للنيابة العامة، حيث تقوم باستقبال البلاغ والبدء بالتحقيق الأولي، وهو مرحلة جمع الاستدلالات، وتدوين أقوال جميع أطراف البلاغ من «مبلغ، شاهد، مشكو بحقه، مستجوب»، وعليه يتم التصرف في البلاغ حسب الإجراءات القانونية، وتنفيذ قرارات النيابة من توقيف أو إفراج أو تكفيل.