آمنة الكتبي (دبي)
أعلن الدكتور حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أن فريق عمل «المستكشف راشد» يستعد للعمل على النموذج النهائي للمستكشف، الذي سيتم إطلاقه للهبوط على سطح القمر نهاية العام الجاري، مؤكداً أنه تم الانتهاء من عمليات الاختبارات المختلفة بنجاح. وقال في حوار«الاتحاد»: من التحديات التي تواجه المهمة هي نزول المستكشف في بيئة نجهل طبيعتها، حيث سيتبين ذلك بعد عملية الهبوط، موضحاً مدى أهمية نظام الحركة في المستكشف راشد، الذي سيكون مستعداً لتخطي كافة العقبات التي ستواجهه على سطح القمر. وأضاف: «خضع النموذج الأولى لعدة اختبارات منها تخطي احجار بأحجام مختلفة وتجاوز الحفر والمنحدرات على درجات معينة في بيئة تحاكي تربة سطح القمر، كما خضع لاختبارات تماثل بيئة العمليات على سطح القمر ومنها درجات الحرارة المتفاوتة، مشيراً إلى أن جميع الاختبارات انتهت بنجاح.
بين الدكتور المرزوقي أن عمليات المستكشف راشد تختلف بشكل كامل عن الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض أو على سطح المريخ كمسبار الأمل، موضحاً أن عملية التدريب على العمليات وتأهيل كادر مركز محمد بن راشد للفضاء تتم بشكل مستمر، ويتم تدريب فريق العمل حسب خطة زمنية محددة.
وأكد أن مركز التحكم في عمليات المستكشف راشد سوف يكون في المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء، لافتاً إلى أن المهمة ستكون في الربع الأخير من العام الجاري، موضحاً أن الرحلة انطلاقاً من سطح الأرض وحتى الهبوط على سطح القمر ستستغرق 3 أشهر تقريباً.
وأضاف: «بعد ذلك ستتم العمليات لمدة يوم قمري واحد بما يعادل 14.5 يوم أرضي، حيث ستكون العمليات بشكل متواصل لمدة 24 ساعة في اليوم، موضحاً أن الهدف هو القيام بكافة التجارب العلمية والاستفادة من البيانات العلمية، والتي سوف يستفيد منها المجتمع العلمي المحلي والعالمي.
وحول آخر التجارب التي تم إجراؤها على المستكشف، قال الدكتور المرزوقي: خضع النموذج الهندسي للمستكشف راشد للعديد من التجارب الأساسية والمهمة لاختبار قدرات التحمل وعمل الأنظمة الحرارية وهيكل المستكشف في بيئات الفضاء والإطلاق الصعبة، كذلك تم اختبار أنظمة الحركة للمستكشف في بيئة تحاكي طبيعة سطح القمر، من حيث خصائص التربة والعوائق وشكل سطح القمر.
وأوضح أنه تمت الاختبارات الحرارية في مختبرات وكالة الفضاء الفرنسية في مدينة تولوز، كجزء من اتفاقية التعاون المبرمة مؤخراً بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الفرنسية، كما خضع هيكل المستكشف راشد لاختبارات محاكاة بيئة الإطلاق في مختبرات شركة «Airbus» في مدينة تولوز أيضاً. أما اختبارات الحركة، فهي عملية مستمرة بشكل دوري وتتم في غرفة موجودة في مركز محمد بن راشد، تحاكي بيئة سطح القمر تسمى «Moon Yard».
وبين أن الفريق الهندسي للمشروع هو إماراتي بالكامل من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء مع خبرات عملية متراكمة من مشاريع سابقة للمركز، مؤكداً أن الدور النسائي في المشروع مهم كذلك والعديد منهن يتحملن مسؤولية أنظمة أساسية في المشروع، كنظام الحركة والاتصال والنظام الحراري للمستكشف، لافتاً أنه تم مؤخراً عقد شراكات مع الجامعات، وأن الهدف من تلك الاتفاقيات الاستثمار في مواهب الجيل القادم من مهندسي الفضاء، يعد أمراً حيوياً للنمو المستدام لصناعة الفضاء، فالمعرفة المكتسبة من خلال هذا التعاون ستغني المجتمع العلمي، وتوقيع هذه الشراكات سيشكل حافزاً لاستكشاف أنشطة البحث الجديدة وإمكانيات التطبيق في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وأوضح المرزوقي أن جميع الأنظمة على متن المستكشف هي نابعة من تصاميم جديدة بالكامل، والمستكشف بشكل عام يعتبر فريداً من نوعه من كافة النواحي، وهنا تكمن صعوبة المهمة، كذلك تكمن صعوبة المهمة في المدة الزمنية القصيرة المتوفرة للمشروع، والتي تعتبر قياسية بالمقارنة مع مشاريع الفضاء الاعتيادية، يتم التغلب على هذه التحديات من خلال خطة عمل تعتمد بشكل أساسي على بناء نماذج سريعة ومركزة للتعرف على الخلل والمشكلات بأسرع وقت ممكن، وبالتالي التغلب غليها في الوقت المناسب.
التجارب والخبرات
حول أبرز التجارب والخبرات التي يتم الاطلاع عليها في مجال استكشاف القمر، قال مدير المشروع: «مع التقدم الهائل في مجال استكشاف القمر وعلوم الفضاء والفلك، يظل القمر من الأجرام السماوية التي تسلب ألباب العلماء وتغذي الشغف البشري للاستكشاف، مبيناً أن هناك العديد من مهمات القمر السابقة، سواء من مداره أو على سطحه، لكن فهمنا لطبيعة القمر الجيولوجية والظواهر الفيزيائية وغيرها من الخصائص يظل في مراحله البدائية لذلك، يعمل فريق المشروع بشكل مستمر ووثيق مع علماء من جامعات ومعاهد عالمية للتأكد من السير في الطريق الصحيح لتوفير بيانات علمية مفيدة ومكملة لعلوم الفضاء والقمر خلال المهمة، وذلك لإثراء العلم البشري لأقرب جار لكوكب الأرض».