هالة الخياط (أبوظبي)

 أعلنت «هيئة البيئة - أبوظبي» أن الشهر الجاري سيشهد نقل وإطلاق 50 رأساً من المها الأفريقي «أبوحراب» والمها أبو عدس، وغزال الداما إلى جمهورية تشاد، مشيرة إلى أن عملية النقل والإطلاق ستشمل 20 رأساً من المها الأفريقي، و25 من المها أبو عدس «البقر الوحشي»، و5 رؤوس من غزال الداما.
وأوضحت «الهيئة» لـ«الاتحاد» أن نوفمبر المقبل سيشهد نقل مجموعة ثانية تتكون من 25 رأساً من المها «أبو حراب»، و25 رأساً من المها «أبو عدس».
وتأتي عملية الإطلاق ضمن المشروع الأكبر من نوعه لإعادة توطين الثدييات في العالم، وبعد نجاح برامج إعادة توطين المها الأفريقي «أبو حراب» بجمهورية تشاد ضمن مبادرة طموحة تهدف لإنشاء قطيع صحي ومستدام ذاتياً يضم 500 رأس من المها في منطقة محمية طبيعية معزولة داخل محمية وادي ريم - وادي أخيم في دولة تشاد تمتد على مساحة تصل إلى 77.950 كيلومتراً مربعاً، وذلك بعد عقود من إعلان الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2000 أن هذا النوع «منقرض في البرية».
وانطلق هذا المشروع في عام 2014، مع إطلاق أول مجموعة من المها الأفريقي «أبو حراب» في بيئاتها الطبيعية في البرية في عام 2016، والتي تمت مراقبتها للتأكد من أنها تتمتع بحالة جيدة وصحية وقادرة على التأقلم بشكل جيد مع محيطها الجديد. وفي عام 2017، وصل قطيع من 75 رأساً من المها الأفريقي «أبو حراب» بأمان إلى محمية وادي أخيم بجمهورية تشاد كجزء من البرنامج الذي يتم تنفيذه، بالتعاون مع وزارة البيئة والثروة السمكية في تشاد وصندوق الحفاظ على الصحراء.
وفي عام 2018، استقبلت مراعي الساحل في تشاد 40 عجلاً من المها الأفريقي «أبو حراب»، مما زاد العدد الإجمالي للقطيع إلى 180 رأساً في ذلك الوقت. وحالياً يوجد ما يقرب من 400 رأس من المها الأفريقي «أبو حراب» في البرية، وذلك بعد ولادة أكثر من 60 عجلاً جديداً حتى الآن خلال هذا العام.
وفيما يخص إعادة توطين المها «أبو عدس المهدد» بالانقراض انتهت «الهيئة» من تنفيذ المرحلة الثانية، والتي بدأت في عام 2019، مع نقل المجموعة التجريبية الأولى المكونة من 15 رأساً في نوفمبر 2019، وتلاها نقل المجموعة الثانية المكونة من 25 رأساً في مارس 2020، وذلك قبل بدء قيود السفر بسبب تفشي «كوفيد - 19»، وتوجد حالياً 65 رأساً من المها «أبو عدس» في البرية، وذلك مع ولادة 15 عجلاً جديداً حتى الآن خلال هذا العام. 
ويعتبر نجاح هذا المشروع تحقيقاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي كان أول من تنبه للانخفاض السريع في أعداد المها الأفريقي «أبو حراب» في البرية خلال الستينيات، حيث وجه على الفور بإنشاء مبادرة لحماية هذا النوع من خلال تنفيذ برنامج لإكثاره في الأسر في دولة الإمارات العربية المتحدة، واحتضنته جزيرة صير بني ياس، حيث ازدادت أعدادها بشكل كبير على مر السنين، ووصلت في النهاية إلى أكثر من 1000 رأس.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن أعداد المها الأفريقي «أبو حراب» والمها «أبو عدس» ترعى بحرية في بيئتها الجديدة، وذلك بفضل الدعم المتواصل من عدد من أبرز المؤسسات العالمية الرائدة التي شاركت الهيئة خبراتها القيمة في مراقبة الحياة البرية واختبار الجينات وتقنيات تربية الحيوانات. ومن بين هذه المؤسسات وزارة البيئة والثروة السمكية في تشاد، وصندوق الحفاظ على الصحراء، ومعهد سميثسونيان للمحافظة على الكائنات الحية، وجمعية علوم الحيوان في لندن، ومركز فوسل رم للحياة البرية، ومؤسسة مارويل لصون الحياة البرية، والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، والاتحاد الأوروبي، ومعهد سانت لويس للحيوانات البرية.