سامي عبد الرؤوف (دبي)
رفع المشاركون في منتدى دبي الصحي، من كبار المسؤولين والعلماء والأطباء، في ختام أعمال الدورة الرابعة للمنتدى أمس، أسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لرعاية سموه الكريمة للمنتدى، وتفضله بحضور جانب من أعمال المنتدى، في يومه الأول، وتفقد سموه للمعرض المصاحب.
وأكد المشاركون في محصلة أعمال المنتدى، أهمية التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في الطب، منوهين بأهمية المنتدى وقيمة طرحه للقضايا الصحية المعاصرة، ومناقشاته الثرية لمستجدات العالم على الساحة الطبية، والمتطلبات المستقبلية لتحقيق الاستدامة في هذا القطاع الحيوي.
وكان المنتدى، الذي نظمته هيئة الصحة بدبي، شهد حضور أكثر من 2200 عالم وطبيب ومتخصص، يمثلون أكثر من 30 دولة، إلى جانب مشاركة نوعية من كبرى شركات إنتاج التكنولوجيا والحلول الذكية الطبية في العالم.
وشهد المنتدى في يومه الثاني، أمس، بحضور عوض صغير الكتبي مدير عام هيئة الصحة بدبي، العديد من الجلسات والنقاشات، من أبرزها جلسة معالي عمر العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل «عن بُعد»، والتي أكد فيها أن دولة الإمارات تركز على استخدام التكنولوجيا لخدمة الإنسان وسعادته، ويعد قطاع الرعاية والخدمات الصحية مثالاً واضحاً على تحقيق هذه الرؤية الاستراتيجية.
الروبوتات الصحية
وقال: «التطبيقات الذكية في الرعاية الصحية تقدم دوراً حيوياً في الوقت الحالي في تشخيص الأمراض والعلاج، كما أن الروبوتات حالياً تقوم بدور هائل في صناعة الأدوية وصرف وتوصيل الأدوية للمرضى»، مشيراً إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب والرعاية الصحية ودوره الفاعل في التشخيص الدقيق للأمراض، وتحسين عمل الأطباء وزيادة كفاءتهم لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية، وتقليل فترة انتظار المرضى.
وذكر أن الإنسان لن يقوم في المستقبل بنفس الأعمال الروتينية التي يقوم بها الآن، لافتاً إلى اندماج الإنسان مع التكنولوجيا الذكية وتوظيف وزرع الرقائق في الجسم للوصول إلى التشخيص الدقيق للأمراض.
التكنولوجيا الطبية
وتحدثت معالي سارة الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة خلال الجلسات العلمية لمنتدى دبي الصحي عن الطب الدقيق والطب الشخصي، وأهمية البيانات الصحية والعمل عن كثب مع مطوري الرعاية الصحية لتقديم العلاجات المناسبة للمرضى، مشيرة إلى توسع الدولة في استخدام وتوظيف التكنولوجيا والحلول الذكية لخدمة المرضى.
إدارة الأزمة
كما شهدت جلسات المنتدى جلسة حوارية شاركت فيها منى المري نائب رئيس مجلس إعلام دبي المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، تحدثت فيها عن تجربة الدولة الناجحة في التعامل مع جائحة «كوفيد-19»، والأنموذج الإعلامي الفريد الذي قدمته الدولة، وقدمته دبي على وجه التحديد في إدارة الأزمة العالمية.
وقالت: «إن دولة الإمارات وفرت الأمن الصحي للشعب من علاجات وتطعيمات، وذلك على المستويين (المحلي والخارجي)، من دون النظر للعرق أو الجنس أو اللون، وهذه هي القيم الإنسانية التي تتسم بها الدولة، وهي قيم حاضرة في كل المواقف، ومتمثلة في جميع المبادرات التي تتبنى الدولة تنفيذها».
وأضافت: «نفتخر بقيادتنا الرشيدة، ورؤيتها بعيدة المدى وحكمتها المتجلية في كل المواقف والظروف، وليست الأزمات فقط، بل في كل إنجاز تتجلى حكمة القائد الذي يرى مصلحة شعبه وبلده، وأمن الناس».
وأكدت أن وجود القيادة الحكيمة في قلب الحدث، وتضافر جميع جهود الدوائر والهيئات والمؤسسات، هو ما أعطى القائمين على إدارة الأزمة إعلامياً، الثقة المطلوبة، وهي الثقة في تحديد الأولويات، والثقة في أن رؤيتنا الإعلامية لإدارة الأزمة ستكون محل التنفيذ.
وأكدت أن ذلك عزز القدرة الإعلامية هو أن الأولويات كانت واحدة، متمثلة في (مجتمع آمن صحياً، تتوافر لديه كل الوسائل، بما فيها سائل الرعاية والعناية، ووسائل المعرفة والمعلومات الموثوقة، من دون أي تشويش فكري أو اجتماعي، أو غير ذلك). ولفتت إلى المبادرات الاقتصادية والاجتماعية، وحزمة خاصة لتحفيز القطاع الاقتصادي، بلغت قيمتها أكثر من 7 مليارات درهم خلال عامين، إلى جانب ذلك لعب «طيران الإمارات» دوراً محورياً بالغ الأهمية، في وقت توقف فيه العالم عن الحركة، حيث قام طيران الإمارات بتوفير كل الدعم اللوجستي بشكل متواصل، إلى جانب ذلك كانت كل القطاعات في دبي تعمل في فلك واحد وفي منظومة واحدة، وفريق واحد.
4000 منشأة صحية و50 ألف مهني في دبي
كشفت هيئة الصحة في دبي أن عدد المنشآت الصحية بالإمارة بلغ 4 آلاف منشأة، إضافة إلى 50 ألف مهني صحي، خلال العام الماضي، بنسبة زيادة بلغت 10% عن العام السابق، وفق الدكتور مروان الملا المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في الهيئة، رئيس منتدى دبي الصحي.
وأوضح الملا في تصريحات صحافية على هامش منتدى دبي الصحي الذي اختتم فعالياته أمس أن الهيئة نفذت حزمة من الإجراءات الجاذبة للاستثمار في القطاع الصحي، والمحفزة على استقطاب أكفأ المهارات في التخصصات المختلفة، أبرزها تقليص 50% من إجراءات التراخيص، والتيسير على المستثمرين.
ولفت إلى أن منتدى دبي الصحي، يقدم آخر التطورات في مجال القلب، من حيث التشخيص والجراحة والابتكارات والأبحاث العلمية في الخلايا الجذعية، كما توجد أكثر من 30 شركة تعرض المشاريع الابتكارات لديها.
وفيما يتعلق بتحديد وزن نسبي للتخصصات الطبية المختلفة، أكد الملا، أن تراخيص الأطباء تخضع للعرض والطلب، ويسمح لأي تخصص بالحصول على ترخيص متى توافرت الشروط والضوابط.