آمنه الكتبي(دبي) 
التقط «مسبار الأمل» صورة مذهلة لأكبر أقمار كوكب المريخ «فوبوس»، وهو أحد القمرين الغامضين اللذين يدوران حول الكوكب الأحمر، ويعد القمران من أصغر الأقمار في النظام الشمس، التي حيرت العلماء لسنوات عديدة بسبب تكوينها الغريب ومدارها حول المريخ، ويدور «فوبوس» الذي اشتق اسمه من الأساطير اليونانية، حول المريخ على ارتفاع 6000 كيلومتر فقط فوق سطح الكوكب.
وسمح الموقع المداري الفريد لـ«مسبار الأمل» حول المريخ بمراقبة الكوكب من مسافة أبعد بكثير من أي مهام أخرى سابقة، ويساعد على «رؤية» الكوكب خلال أوقات مختلفة من اليوم والتقاط البيانات التي تساعد العلماء على دراسة الغلاف الجوي الغامض والطقس الديناميكي، وفهم كيف ولماذا جف الكوكب؟.
ومنذ انطلاق «مسبار الأمل» التقط آلاف الصور، بما في ذلك الميزات الجغرافية المذهلة للمريخ وظروف الغلاف الجوي، كما واستطاع المسبار أن يوفر بيانات جديدة لكوكب المريخ، والتي تحتوي على مئات الصور التي تم التقاطها بواسطة كاميرا «مسبار الأمل»، والذي من المقرر أن يمنح العالم فهماً أكبر للكوكب الأحمر، ويتميز الإصدار الأخير من البيانات على بعض السمات الجغرافية الرئيسة للكوكب، مثل «أوليمبوس مونس»، وهو أكبر بركان في النظام الشمسي، وفالس مارينيرز (Valles Marineris)، وهو مجموعة من الوديان والأخاديد العملاقة على سطح كوكب المريخ، ويبلغ طولها 4000 كيلومتر، بينما يصل عمقها إلى 7 كيلومترات.
كما تبين البيانات الأخيرة التي وفرها موقع «مسبار الأمل» الصور التي جمعتها المسبار، القمم الجليدية والغيوم على كوكب المريخ في بؤرة أوضح، حيث تسمح الكاميرا عالية الدقة، التي تسمى أداة التصوير الاستثنائي، على متن «مسبار الأمل» بإنشاء صور مذهلة للكوكب الأحمر. 
واستطاع «مسبار الأمل» منذ وصوله إلى مدار المريخ في 9 فبراير 2021، أن يوفر بيانات وصوراً تظهر نظام الطقس الديناميكي للكوكب وظروف الغلاف الجوي، حيث أصدر مركز محمد بن راشد للفضاء 76.5 جيجا بايت من البيانات التي تم التقاطها بين 4 مايو و31 أغسطس 2021، حيث ارتفعت كمية البيانات التي تم إصدارها إلى 312 جيجا بايت، وتهدف المهمة إلى جمع تيرابايت واحد في مهمة المسبار، والتي تستغرق عامين.ويسهم الكم الكبير من البيانات العلمية المرسلة من «مسبار الأمل» خلال مهمته العلمية لاستكشاف مناخ الكوكب الأحمر وغلافه الجوي في فتح آفاق جديدة أمام الاستكشافات العلمية الخاصة بالمريخ، وخصوصاً مع الاكتشافات الرئيسة التي أعلن عنها سابقاً عن ملاحظات مذهلة وجديدة للشفق القطبي المنفصل للمريخ، والرصد غير المسبوق لهياكل ناتجة عن تفاعل الأكسجين وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للكوكب. 
ويعد مركز SDC المستودع المركزي لجميع البيانات العلمية من مركبة الإمارات لاستكشاف المريخ، حيث يمكن الوصول إلى البيانات مجاناً، ومتاح لأي شخص يقوم بإنشاء حساب، ويمكن تنزيل بيانات الأدوات والمعلومات والبيانات المساعدة لمركبة مسبار الأمل ومعلومات الموقع والارتفاع.
ويحمل «مسبار الأمل» ثلاثة أجهزة علمية، هي كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI، وكاميرا رقمية لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، بالإضافة إلى المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، ويقيس الأكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ.