سامي عبد الرؤوف (دبي)

أكد مستثمرون هنود ومؤسسون لمجموعات طبية بدولة الإمارات، أن العلاقات الإماراتية الهندية قديمة وكبيرة ومتميزة وقوية، بالإضافة إلى كونها علاقات تاريخية، مشيرين إلى أنه سيكون للاتفاقيات الثنائية التي وقعها البلدان دور كبير ومؤثر في تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاع الصحي.  وقالوا في تصريحات خاصة ل «الاتحاد»: إن العلاقات التاريخية في شتى المجالات بين البلديين تشهد على التعاون المتميز بين الجانبين، وتزداد يوماً بعد يوم، وخاصة في المجال الصحي والذي ازداد تنامياً في الفترة الأخيرة»، ولفتوا إلى أن الاتفاقية الصحية ستحدث نقلة نوعية في التعاون الطبي الثنائي وأداة فعالة ضد الوباء العالمي، بعد أن اتفق الجانبان على التعاون في مجالات البحث والإنتاج والتطوير لسلاسل إمداد موثوقة للقاحات، مشيرين إلى أهمية تعزيز الاستثمارات الإماراتية في البنية التحتية الصحية بالهند.  

  • شمشير فاياليل

وأكد الدكتور شمشير فاياليل، رئيس مجلس إدارة مجموعة «في بي اس» للرعاية الصحية والعضو المنتدب، أن العلاقات الإماراتية الهندية قديمة وكبيرة ومتميزة وقوية، بالإضافة إلى كونها علاقات تاريخية، مشيراً إلى أن توقيع اتفاقية اقتصادية شاملة بين البلدين سيكون له دور كبير ومؤثر في تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاع الصحي. 
وأشار إلى أن العلاقات التاريخية في شتى المجالات بين البلدين تشهد على التعاون المتميز بين الجانبين، وتزداد يوماً بعد يوم، وخاصة في المجال الصحي والذي ازداد تنامياً في الفترة الأخيرة، واصفاً التعاون بين البلديين في الجانب الطبي، بأنه «متميز وقديم» بدأ بالسياحة العلاجية بين الدولتين منذ عقود عدة. وأفاد، أن التعاون الطبي بين الإمارات والهند، يُعد نموذجاً في جلب أطباء ذوي كفاءة عالية وممرضين ذوي خبرة عملية واسعة للعمل في المجال الصحي في دولة الإمارات، ناهيك عن الزيارات المتبادلة للأطباء الزائرين والتي تهدف لعلاج بعض الحالات المستعصية، وكذلك لتدريب الطاقم الطبي في المستشفيات وتنمية قدراتهم العلمية الطبية.

توفير اللقاحات 
وعن أهمية التعاون في مجالات البحث والإنتاج والتطوير لسلاسل إمداد موثوقة للقاحات، أفاد شمشير، أن الهند تعتبر موطناً لأكبر صناعة لقاحات في العالم، ويُنظر إليها على أنها مورد رئيسي للقاحات للدول الأكثر فقراً حول العالم. وقال: «الإمارات تمتلك مقومات لوجستية وتقنية وتكنولوجية تجعلها بين أفضل دول العالم في هذه المجال، كما أنها تتميز بموقعها الاستراتيجي وقدرتها على الوصول لأي نقطة بالعالم في أسرع وقت». 
وأضاف: «هذه المميزات لكلا البلدين ستقدم نموذجاً ملهماً لمساعدة الدول التي تحتاج إلى اللقاحات لمواجهة الأوبئة والجائحات، وتعزيز الصحة العامة بالكثير من دول العالم، وهو ما سيكون بمثابة خدمة للإنسانية لمساعدتها على التعافي من الأمراض والأوبئة».

  • محيي الدين ثومبي

 من جهته، قال الدكتور محيي الدين ثومبي، الرئيس المؤسس لمجموعة ثومبي للرعاية الصحية: «ستكون الاتفاقية الثنائية بين الهند والإمارات العربية المتحدة للتعاون في مجالات الأبحاث والإنتاج والتطوير لسلاسل موثوقة للقاحات، أداة فعالة ضد الوباء العالمي». 
وأضاف: «هذا الاتفاق يعكس التزام كلتا الدولتين بحصول شعبيها على التطعيمات، وكذلك التوسع في التصنيع العالمي من خلال إنشاء شراكات خارجية، وهي مبادرة ستوفر فوائد جمة على المدى الطويل حتى بعد انتهاء هذه (الجائحة)».
وحول تعزيز الاستثمارات الإماراتية في البنية التحتية الصحية سريعة النمو في الهند، أفاد ثومبي، أن استثمارات جديدة تعني نمواً استراتيجياً تقوده فرص عمل جديدة، والحد من البطالة، ورفع مستوى المعيشة عند الكثير من الناس، وكذلك تحفيز التقدم الاجتماعي في أسرع دولتين تطوراً في القارة. 
ووصف هذا الأمر بأنه «خطوة تاريخية»، حيث سيساعد إطار العمل المتكامل، المصنعين ومقدمي الخدمات في جميع القطاعات على بناء وتحسين تدفقات الاستثمارات في الاتجاهين بشكل كبير.
وأكد أهمية وفوائد التعاون الصحي بين الدولتين، مشدداً على أن هذه الاتفاقية مغيرة لكل القواعد وستتجاوز الحدود في العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والهند، ومن المتوقع أن تأخذ اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) العلاقات الثنائية بين الدولتين إلى مستوى جديد، مما يعزز التوقعات الاقتصادية العامة، ليس فقط في القطاع الصحي، بل في جميع القطاعات المحددة في إطار الشراكة خلال السنوات الخمس القادمة.
وعن مميزات كل دولة في المجال الصحي، أجاب ثومبي: «وفقاً لإطار الجانب الصيدلي والدوائي، فقد وافقت دولة الإمارات العربية المتحدة على أن الأدوية والمنتجات الطبية من الهند والحاصلة على موافقة الدول المتقدمة ستحصل على إمكانية الوصول إلى السوق الإماراتي والحصول على الموافقات التنظيمية خلال فترة زمنية مدتها 90 يوماً لتسويقها في الإمارات». 
وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، فقد تقرر التعاون المشترك في مجالات الأبحاث والإنتاج وتطوير سلاسل موثوقة من اللقاحات وتعزيز استثمارات الكيانات الإماراتية في البنية التحتية الصحية في الهند، وكذلك التعاون في توفير الرعاية الصحية في الدول الفقيرة». 
وأكد أن كل هذه المبادرات تظهر قوة الروابط الودية المشتركة بين أصحاب الرؤى في كل من الإمارات العربية المتحدة والهند، متوقعاً حدوث نمو هائل في السنوات القادمة في البلدين».

  • آزاد موبين

ملكية الأعمال
بدوره، ذكر الدكتور آزاد موبين، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، لمجموعة أستر دي إم للرعاية الصحية، أن العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات العربية المتحدة والهند تكتسب زخماً، ومع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تم توقيعها ستتمهد الكثير من الطرق أمام التجارة والاستثمار والخدمات والتوظيف بالتبعية.
وقال: «أصبحت الإمارات العربية المتحدة الموطن الثاني لأكثر من 3.4 مليون هندي وأكبر شريك تجاري للهند لسنوات عديدة، حيث يربط قادة البلدين علاقات ودية وطيدة، ما يُعد خطوة أخرى نحو تعزيز العلاقات بين البلدين وتقويتها. ومن خلال هذه الاتفاقية، نتوقع زيادة الأعمال والتعاون بين البلدين بشكل كبير».
 وأشار إلى أن الإمارات شجّعت العديد من المبادرات، مثل ملكية الأعمال بنسبة 100%، والإقامة طويلة الأجل والتأشيرة الذهبية وغيرها، وهو ما ساعد المستثمرين الهنود بشكل كبير على توسيع استثماراتهم في الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أن مثل هذه الاتفاقيات التجارية من شأنها تشجيعنا على إقامة استثمارات خارجية والتي تعود بالفائدة على مواطني كلا البلدين.
وقال موبين: «تأسست أستر دي إم للرعاية الصحية وترعرعت في الإمارات العربية المتحدة، وتوسعت في نشاطها لتصل إلى العديد من البلدان في السنوات ال 35 الماضية، وخاصة الهند، وربما نكون الشركة الوحيدة المدرجة في الهند مع وجود جزء كبير من عملياتنا في الخارج».
وأضاف: «لقد لعبت أستر دوراً رئيسياً في تعزيز نموذج تقديم الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة على مر السنين من خلال 8 مستشفيات و210 صيدليات و95 عيادة، لدينا أيضاً تواجد كبير في الهند من خلال 14 مستشفى و90 صيدلية و66 مختبراً ومركزاً لتجربة المرضى، منتشرة في خمس ولايات جنوب الهند». وأكد موبين، أن الاتفاقية الشاملة بين الإمارات والهند ستعزز الخطط التوسعية لمجموعته الطبية في كل من الإمارات العربية المتحدة والهند. 

  • زليخة داوود

زليخة داوود: خلق فرص عمل متنوعة 
قالت الدكتورة زليخة داوود، المؤسسة ورئيس مجلس الإدارة لمجوعة زليخة للرعاية الصحية: «منذ أن أتيت إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 1963، والتي كانت حينها الإمارات المتصالحة، كانت التجارة بين الهند والإمارات العربية المتحدة نشطة بالفعل وازدهرت مع الزيارات رفيعة المستوى لكلا البلدين». 
وأضافت: «عندما اجتمع المسؤولون وناقشوا الفرص، يمكن لنا تصور الفوائد المستقبلية التي نراها اليوم وسنراها في الأيام القادمة، فعلى مدار 58 عاماً، في مستشفياتنا وعياداتنا وصيدلياتنا، تمكنا من خلق فرص عمل متنوعة، مما يساهم في الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية للأفراد في كلا البلدين».
وأشارت إلى أن مجالات كثيرة أخرى شهدت تعاوناً وثيقاً بين الإمارات والهند، مثل الطاقة، والنقل، والبحوث، والتعليم، وشركات الطيران، ووسائل الإعلام، والعديد من الصناعات الأخرى، حيث شهدت تزايداً في تبادل المواهب مع هذه العلاقات الثنائية، مؤكدة أنه يمكن لكلا البلدين بشكل مشترك توسيع نطاق ممارساتهما إلى مناطق أخرى.