منى الحمودي (أبوظبي)
أنهى فريق جراحة العظام في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي معاناة شابة ثلاثينية تعرضت لحادث دراجة نارية تسبب لها بكسر مضاعف في عظام الحوض منذ 20 عاماً، حيث إنها لم تتلق العلاج بالطريقة الصحيحة، وتسبب ذلك في حدوث التهاب والتحام العظام بشكل خاطئ مما أثر سلباً على حركتها ونشاطها اليومي طيلة السنوات الماضية.
وتفصيلاً، أُصيبت المريضة بعد الحادث، بالتهابٍ بكتيري شديد في مفصل الحوض أدى لتآكل وتلف الطبقة المبطنة للمفصل، مما أدى إلى التئام والتحام العظام بطريقة خاطئة ما تسبب في إعوجاج الرجل اليسرى وألم مستمر لسنوات في منطقة الظهر والحوض.
وفي الوقت الذي أكد عدد من الأطباء الذين زارتهم المريضة في مستشفيات عدة أن الجراحة صعبة للغاية ونسبة نتائجها غير مرتفعة، نجح الفريق الطبي في مدينة برجيل الطبية من إجراء جراحة ناجحة لتبديل مفصل الحوض للمريضة، والذي ساهم في عودة حركتها والمشي بشكل طبيعي.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور راشد أحمد آل شعيل، استشاري جراحة العظام ورئيس قسم العظام في مدينة برجيل الطبية، أنه تم الاطلاع على التقارير الطبية الخاصة بالمريضة وعمل الأشعة والرنين المغناطيسي لمعرفة حالتها الصحية، فيما تم وضع خطة العلاجية بعد مناقشة الحالة مع أطباء التخدير والعلاج الفيزيائي والتأهيلي في المستشفى.
وأشار إلى أنه على الرغم من صعوبة الحالة لكن إجراء الجراحة لم يكن أمراً مستحيلاً، حيث يعد الإجراء الجراحي للمريضة أمراً بالغ الأهمية للشفاء، وتعتبر من العمليات الدقيقة والصعبة نظراً لاعتمادها على ترميم الحوض الذي كان متيبساً بشكل كامل، فيما تم فصل الحوض عن مفصل الفخذ بشكل دقيق لا يحتمل الخطأ، وساعدت دراسة الحالة صور الأشعة والرنين المغناطيسي على المحافظة على الأعصاب المحيطة في تلك المنطقة دون إلحاق الضرر بها.
وأشار الدكتور راشد آل شعيل إلى أن العملية استغرقت ساعتين ونصف بفضل الخطة العلاجية التي تم وضعها بناءً على دراسة الحالة والاحتمالات، على الرغم من صعوبة وتعقيد الإجراء الذي يستغرق عادة ساعات معدودة، لكن تعتمد هذه النوعية من الحالات على الخبرة الطبية التي يتميز بها الطبيب، وقد تم تلبيس مفصل الفخذ وتغليفه، ولأول مرة بعد عشرين عاماً تتمكن المريضة من تحريك الحوض بشكل طبيعي في اليوم الثاني للعملية، وكانت تشعر بالراحة أثناء الحركة».
من جانبها، قالت المريضة:«أخبرني الأطباء في بلدي حينها أنه لا يمكنني إجراء عملية لتبديل مفصل الحوض في عمر الإصابة حيث كان عمري حينها 16 عاماً، وكان الحل الوحيد الاكتفاء بالعلاج التأهيلي، ومرت السنوات وقررت خلالها التعايش مع معاناتي والأدوية المسكنة، كما كانت حالتي النفسية سيئة، حيث مررت بنوبات اكتئاب على فترات متقطعة لأنني أدركت أنه لا يمكنني القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي كالدخول للحمام أو النوم بشكل مريح، وحُرمت من ممارسة الرياضة التي كنت احبها وقيادة السيارة، وحتى الزواج والإنجاب أصبح حلماً بالنسبة لي».
العودة للحياة
قالت المريضة:«خلال تواجدي في دولة الإمارات قمت بمراجعة عدد من الأطباء الذين أكدوا لي صعوبة العملية، وحينها فقدت الأمل تماماً في العلاج، إلى أن أبلغتني إحدى الصديقات التي كانت تعاني من مشكلة صحية في العمود الفقري، أن مدينة برجيل الطبية تضم طبيباً متميزاً في جراحة العظام لديه الخبرة لإتمام الجراحة بنجاح، وعلى الرغم من تخوفي للغاية من فشل العملية، لكن رؤية صديقتي بصحة جيدة طمأنني ومنحني الأمل في العلاج، ولذلك تشجعت للذهاب إلى الطبيب ذاته على أمل التعافي والعودة من جديد للحياة الطبيعية».
وتقدمت المريضة بالشكر لمدينة برجيل الطبية على ما قدمته من دعم نفسي وصحي، ساهم في استعادة صحتها، مشيرة إلى أنها خطت أولى خطواتها في الأسبوع الثاني للجراحة، وتخضع حالياً للعلاج التأهيلي لاستكمال الشفاء التام.