هدى الطنيجي (رأس الخيمة)

مع اعتدال الطقس تظهر على الطرق سيارات بيع الخضراوات والفاكهة، التي تعرض منتجات زراعية، وسط دعوات إلى تشديد الرقابة على هذه المنتجات.
بالمقابل، هناك جهود تبذلها الجهات المختصة ومطالبات بتنظيم النشاط، خاصة مع ارتفاع الأسعار مقارنة بالمنتجات المقدمة في المنشآت المرخصة، فضلاً عن تسببها بعرقلة السير والمرور.
البائع محمد في أحد محال الخضراوات والفاكهة، يقول: إن تلك السيارات تتخذ الطرق والأماكن السياحية لعرض المنتجات الزراعية، منها المحلية المفضلة لدى الجميع بأسعار مرتفعة عن المعروضة في المنشآت المرخصة، مستغلة رغبة الجميع مع اعتدال الطقس في شراء المنتجات الزراعية المحلية منها «الفندال» و«النبق» دون الحاجة إلى قصد المنشآت المتواجد داخل المدن والأسواق. وأكد بائع آخر يدعى علي أن المحال التجارية هي منشآت مستوفية الاشتراطات وتقدم المنتجات الطازجة المحلية والمستوردة، ويعتقد البعض أن تلك السيارات التي تقطع الطرق أمامهم وتجذبهم بألوان الفاكهة هي الطريقة الأسهل للحصول على المنتجات، بل يمكن أن يخلف ذلك أضراراً صحية نتيجة جهل مصدرها وعدم خضوعها للرقابة الصحية.

رقابة مشددة
قالت شيماء الطنيجي مدير إدارة الصحة العامة في بلدية رأس الخيمة: إن هذه الظاهرة السلبية متواجدة بكثرة في بعض المناطق خلال نهاية الأسبوع، وتقوم الإدارة بتنظيم حملات ميدانية لرصد المخالف منها وغير الملتزم بالقوانين.
وذكرت أن الحملات رصدت بداية العام الجاري 13 سيارة من هذا النوع. وأضافت: يتعين على جميع العاملين في مختلف المجالات الحصول على البطاقة الصحية التي تؤكد صحتهم وخلوهم من الأمراض. وتطرقت إلى الضرر الاقتصادي المتمثل في تأثير تلك السيارات على حركة وانسيابية التجارة في الإمارة، باعتبار أنها غير مرخصة أو مصرح لها بالعمل من قبل الجهات المختصة وتؤثر سلباً على المنشآت المرخصة النظامية التي اتجهت وفق الاشتراطات والقوانين في مجال فتح عمل ونشاط مصرح ورخص بالإجراءات المطلوبة. وأشارت إلى أن الإجراءات المطبقة للحد من الظاهرة، هو التنسيق والتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، منها دائرة التنمية الاقتصادية وشرطة رأس الخيمة. وأضافت: كما يتم تنظيم حملات تفتيشية مفاجئة يتم من خلالها مخالفة هؤلاء الباعة والسيارات ومصادرة بضاعتهم غير المطابقة للاشتراطات الصحية.

تنظيم النشاط
من جهتهم، دعا مواطنون ومزارعون إلى تنظيم هذا النشاط وإخضاعه للرقابة، وقال المواطن عادل المزروعي: إن سيارات بيع المنتجات الزراعية تستغل الطرق العامة لتسويق وبيع المنتجات المجهولة المصدر، ذاكراً أن البعض يعمد لشراء المنتجات المستوردة من المحال وعرضها بعد تفريغها من الصناديق وإيهام المستهلكين أنها منتجات محلية وطازجة. وقال المواطن سعيد المزروعي: إن هذه الطريقة توهم المستهلكين بأنها منتجات طازجة قادمة من المزارع مباشرة، أو قيام البعض بالخلط بين المنتجات المستوردة والأخرى المحلية، ومن يستطيع التفريق بينها هو المزارع فقط. وقال سلطان المزروعي: إن أسعار منتجات تلك السيارات مرتفعة، بخلاف المقدمة في المنشآت المرخصة، منها «النبق» يباع الكيلو في المحال 7 دراهم، بينما في السيارات بسعر 15 درهماً وغيرها من المنتجات، ذاكراً أن البعض يتسبب في عرقلة حركة السير والمرور والحوادث في حال تجمع المركبات الأخرى الراغبة في الشراء. وقال المزارع محمد المزروعي: إن هذه الظاهرة تتطلب تنظيماً عبر إيجاد تصاريح والرقابة على المنتجات للحفاظ على صحة وسلامة المستخدمين، ذاكراً ن المستهلك على غير دراية إذا كانت المنتجات محلية أم لا، والتي يمكن أن يميزها المزارع.
وذكر أن البعض يعرض منتجات ويدعي أنها محلية وهي في غير موسمها، مشيراً إلى أن أصحاب السيارات يتجهون للمزارع للحصول على ثمارها الموسم وبيعها للمستهلكين بأسعار مضاعفة.

عرقلة السير والمرور
شددت إدارة المرور والدوريات بشرطة رأس الخيمة على سائقي تلك السيارات بتجنب التوقف عند كتف الطريق، والذي يعتبر بمثابة المخالفة الصريحة لقانون السير والمرور وما يترتب عليه من عرقلة حركة السير ومرور المركبات أو التسبب في الحوادث. وقال العميد أحمد الصم النقبي مدير الإدارة، إن هناك بعضاً من السيارات التي تعرض المنتجات الزراعية وتحتل الطرق للتسويق، يتوجب عليها الالتزام بتطبيق القانون عبر تجنب التوقف على كتف الطريق غير المخصص لمزاولة هذا النشاط. وذكر أن تلك السيارات تستغل المواقف الواضحة أمام المركبات المستخدمة للطرق، مع البقاء فيها لفترات طويلة من اليوم، بهدف عرض المنتجات وقيام شريحة من سائقي المركبات النزول إلى الموقع للشراء، الأمر الذي يزيد حدة المشكلة ويعرقل السير. وأكد أن الإدارة تنشر الدوريات في تلك المواقع بهدف منعها من احتلال كتف الطريق وبيان المخالفة الصريحة وتحريرها للسائق، ذاكراً أن كتف الطريق مخصصة لحالات الطوارئ وتقديم الخدمات العاجلة وغيرها.