منى الحمودي (أبوظبي)

 أعربت الدكتورة ابتسام المزروعي، باحثة رئيسية في قسم الذكاء الاصطناعي وأنظمة الاتصالات لدى معهد الابتكار التكنولوجي، عن فخرها كونها أول إماراتية تحصل على درجة الدكتوراه في تخصص الذكاء الاصطناعي لهندسة الاتصالات اللاسلكية وعلوم الكمبيوتر، حيث كان لاهتمامها بمتابعة أحدث الابتكارات التكنولوجية حول العالم وبجوانب المستقبل والدور الذي تلعبه بالمساهمة في المعرفة التكنولوجية العالمية، دور في دفعها لدراسة هذا التخصص.
وقالت: «لاحظت أن مجال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء يمثلان الجيل التالي من التكنولوجيا المتقدمة التي ستدفع عجلة الاقتصاد الرقمي، ومن هنا قررت توجيه مسيرتي المهنية نحو هذا المجال. وعندما أطلقت حكومة دولة الإمارات استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي عام 2017، ورسخت هذه الخطوة أهمية التطورات التكنولوجية التي يحققها مجال الذكاء الاصطناعي».

وأضافت: «وفقت بمتابعة دراستي العليا هنا في دولة الإمارات وحصولي على درجة الدكتوراه والماجستير في الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وقبل ذلك حصلت على درجة البكالوريوس في الاتصالات والهندسة الكهربائية من جامعة الإمارات العربية المتحدة».
وحول انضمامها للعمل في معهد الابتكار التكنولوجي، أوضحت الدكتورة ابتسام المزروعي بأن شغفها للمساهمة في دفع حدود التكنولوجيا المتقدمة وترسيخ مكانة دولة الإمارات بصفتها مركزاً عالمياً للبحث والتطوير ودولة ريادية في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. يوفر المعهد بيئة عمل تدعم الابتكار والإنجاز في تحديات العلم والتكنولوجيا، الأمر الذي دفعني إلى الانضمام إلى هذا المجتمع الابتكاري المتميز. 
وأشارت إلى أن معهد الابتكار التكنولوجي يمثل مركز أبحاث ريادياً على مستوى العالم، وتعمل مراكزه البحثية السبعة على تحقيق الأثر العالمي الإيجابي من خلال الجهود الحثيثة التي تبذلها للتوصل إلى حلول مبتكرة وفعالة. ويركز المعهد على المواهب الاستثنائية من خلال دفع عجلة البحث التطبيقي وتطوير الملكيات الفكرية، عبر تعزيز التعاون مع مختلف الجهات، سواء في القطاع الأكاديمي أو الصناعي.» لافتةً إلى أن الجهود المبذولة في معهد الابتكار التكنولوجي ستثمر عنها إنجازات لها أثر إيجابي في مساهمة دولة الإمارات العربية المتحدة في الاقتصاد المعرفي والتقدم الرقمي على مستوى العالم، سواء كان ذلك من خلال بناء الحاسوب الكمي، أو إطلاق مكتبة التشفير الوطنية، أو تسهيل الأنشطة والاختبارات في مختبرات التوافق الكهرومغناطيسي الأولى من نوعها في المنطقة. 
وبما يتعلق بأبرز المشاريع التي تعمل عليها، ذكرت الدكتور ابتسام أن عملها مع فرق وأقسام أخرى لبناء أكبر منصة مختصة بنماذج حوسبة «إكسا سكيل» (Exascale) في المنطقة، التي تعتبر أكبر نموذج للبرمجة اللغوية العصبية باستخدام التعلم العميق. كما تقوم بإدارة عدة مشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي وأنظمة الاتصالات المتقدمة، ويتم التركيز فيها على إيجاد حلول فعالة للتحديات الحديثة التي تواجه العملاء والجهات المشاركة لتوفير الحلول المبنية على التكنولوجيا المتقدمة من خلال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية.
وأكدت أن قسم الاتصالات في معهد الابتكار التكنولوجي يطبق أفكاراً جديدة ومتقدمة من خلال تنفيذ الاختبارات العملية والنماذج الأولية للمشاريع، كما يهدف إلى ابتكار وتقديم حلول متقدمة لبرامج وتقنيات الاتصال الشبكي والطيف الترددي التي تهدف إلى تعزيز أداء الأنظمة الموحدة لشبكة الجيل الخامس وغيرها. وفي مجال البصريات والضوئيات، طوّر المعهد خبرة ومعرفة علمية رفيعة المستوى لدعم الابتكار في الاتصالات المبنية على الليزر. 
وترى الدكتورة ابتسام المزروعي أنه من الضروري تشجيع الشباب على استكشاف مجال التكنولوجيا المتقدمة عند اتخاذهم القرارات المتعلقة بمساراتهم المهنية، وذلك تماشياً مع توجه دولة الإمارات العربية المتحدة واستثماراتها المتواصلة في تطوير الجوانب المعرفية. وكجزء من مهام معهد الابتكار التكنولوجي الأساسية، يقوم المركز بجذب الخبراء العالميين من مختلف مسارات التكنولوجيا المتقدمة واستكشاف المواهب الإماراتية المتميزة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للعمل في وظائف متميزة في مجال البحث والتطوير. ويساهم في تحقيق ذلك برنامج نيكس-تك الذي أطلقه مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أكتوبر 2020، إذ يمنح البرنامج المرشحين الفرصة للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه من إحدى الجامعات الدولية الرائدة والعمل في نفس الوقت بصفة باحث في المعهد.

القيمة العالمية
قالت الدكتورة ابتسام المزروعي: وفقاً لتقرير «فورتشن بزنس إنسايتس 2020»، من المتوقع أن تصل القيمة العالمية لسوق الذكاء الاصطناعي إلى 267 مليار دولار بحلول 2027. ويتوقع أن تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي ب15.7 ترليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. وفي حين تساور بعض الناس مخاوف من فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي، إلا أنني أعتقد العكس تماماً، فقد أشارت الأبحاث إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان 85 مليون وظيفة حول العالم، ولكنه في نفس الوقت سيسهم في إتاحة 97 مليون وظيفة جديدة بحلول العام 2025. وثمة آراء أخرى تدور حول أن الذكاء الاصطناعي سيهدد استقلالية الإنسان، ولكنني أعتقد بأن البشر يمكنهم العمل جنباً إلى جنب مع التقنيات الناشئة لجعل العالم مكاناً أفضل. سيساهم الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في توفير الوقت ورفع مستوى الكفاءة لدى الشركات والقطاعات الصناعية، كما ستساهم في تحسين حياة البشر من خلال تطوير أنظمة الرعاية الصحية المتقدمة، فضلاً عن أنها ستتيح المجال أمام الموظفين للابتكار والتطوير.