إبراهيم سليم (أبوظبي)

أعرب علماء ورجال دين عن تقديرهم لدولة الإمارات، والتي تعيش يوم إخاء إنسانياً، وما احتفاء العالم باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، إلا تقديراً للإمارات على جهودها في خدمة الإنسانية وإشاعة السلام والمحبة والتعايش بين كافة البشر، وأن صدور الوثيقة في أبوظبي التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في 4 فبراير 2019 ، وتخليد هذا اليوم عالمياً باعتماده من الأمم المتحدة ليكون يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، وأجمعوا على أن الوثيقة بمثابة دستور إنساني يتضمن ما حثت عليه الأديان، ويبرئ  الأديان من ادعاءات بعضهم أنها مسؤولة عن التطرف والإرهاب. بداية، أكد فضيلة  الأستاذ الدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن «وثيقة الأخوة الإنسانية»، جاءت بعد جهود حثيثة بذلها الأزهر الشريف بالتعاون والتنسيق مع حاضرة الفاتيكان؛ وذلك من أجل تعزيز قيم الأخوة الإنسانية بين جميع البشر بمختلف معتقداتهم وطوائفهم وأعراقهم.  وأضاف: نحن عندما ننظر في النصوص الدينية في الإسلام والمسيحية سنجد أنها قد حثت على تكريم الإنسان، وحفظ حقوقه، وضرورة تحقيق العدل والمساواة بين الجميع، وهذا ما تسعى إليه وثيقة الأخوة الإنسانية بشكل واضح وصريح. 
وقال الدكتور نظير عياد: عندما ننظر في الواقع المعاصر - أيضاً - سنجد مسيس الحاجة إلى ترسيخ وتعزيز قيم الأخوة الإنسانية التي نصت عليها الوثيقة؛ حيث إننا نشهد كثيراً من الوقائع والحوادث التي تخرج عن مسار الأخوة الإنسانية ومن ثم تفضي إلى الظلم، وعدم المساواة، لذا فحاجة البشرية الآن إلى ما جاءت به هذه الوثيقة المباركة كحاجتها إلى الطعام والشراب.

  • نظير عياد

وقال: إن أبرز ما جاءت به هذه الوثيقة هي «تبرئة الأديان مما نسب إليها» من قبل بعضهم من كونها هي السبب الرئيس في نشر الحروب والصراعات والفتن، وهذا بلا شك هراء لا قيمة له في ميزان العقل السليم والواقع التاريخي الصحيح؛ حيث إن الأديان بريئة من كل هذه الحروب وتلك الصراعات التي نسبت إليها، فنحن لم نجد نصاً مقدساً يحرض على قتل الآخر وسلبه حقوقه وإنسانيته، وإنما وجدنا فهماً مغلوطاً لا قيمة له ينسب هذه الحروب للأديان، ومن ثم نقولها بشكل قاطع وواضح: أن من يتحمل إثم هذه الحروب هم أصحابها والقائمون على أمرها والمنتفعون منها وليست الأديان ونصوصها المقدسة.  ونحن إذ نحتفل بذكرى توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» ندعو العالم «أجمع لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية بشكل فاعل وواقعي، وضرورة الاستفادة مما جاءت به هذه الوثيقة المباركة، وتخليدها للأجيال اللاحقة.

أول دستور للمبادئ
من جانبها، أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي رئيس مركز التطوير للطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، أنه ما من شك في أن وثيقة الأخوة الإنسانية يمكن أن تصبح أول دستور للمبادئ الإنسانية العليا السمحاء، لما تتضمنه من دعوة صريحة لنبذ الصراع والبعد عن الخلافات التي لطالما أدت إلى الانقسام والفرقة، كما أنها تدعو للعمل على نشر قيم الحرية والمحبة والسلام، وبهذه التعاليم الموجودة في الوثيقة يتجنب العالم شرور الحروب ومآسيها، ونأخذ الأوطان نحو الأخوة والتعايش ليس بين أبناء البلد الواحد، ولكن بين كل البشر، وتنص الوثيقة، في مقدمتها، على القيم العليا التي يؤمن بها كل الأخيار من البشر، كما تؤكد أن الإيمان يحمل المؤمن على أن يرى في الآخر أخا له، وعليه أن يؤازره ويحبه، وانطلاقاً من الإيمان بالله الذي خلق الناس جميعاً وخلق الكون والخلائق وساوى بينهم برحمته، فإن المؤمن مدعو للتعبير عن هذه الأخوة الإنسانية بالاعتناء بالخليقة وبالكون كله، وبتقديم العون لكل إنسان، لا سيما الضعفاء من البشر، والأشخاص الأكثر حاجة وعوزا.

  • نهلة الصعيدي

وأضافت: تعتمد هذه الوثيقة على وثائق عالمية نبهت إلى أهمية دور الأديان في بناء السلام العالمي، والوثيقة دعوةً للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة؛ وهي نداءً لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محبٍ لمبادئ التسامح والإخاء والمحافظة على كرامة الإنسان التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها،   وقالت: «ركزت على نشر قيم التسامح والسلام في المجتمعات العالمية»، وطالبت قادة الدول وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بالعمل جدياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فوراً لإيقاف ما يشهده العالم من حروب وصراعات ونزاعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي، كما توكد أيضاً على أهمية إيقاظ الحس الديني والحاجة لبعثه مجدداً في نفوس الأجيال الجديدة عن طريق التربية الصحيحة والتنشئة السليمة والتحلي بالأخلاق والتمسك بالتعاليم الدينية القويمة لمواجهة النزعات الفردية والأنانية والصدامية، والتطرف والتعصب الأعمى بكل أشكاله وصوره. وأضافت:« إن التاريخ يؤكد أن التطرف الديني والقومي والتعصب قد أثمر في العالم، سواءٌ في الغرب أو الشرق، ما يمكن أن نطلق عليه بوادر «حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ على أجزاءٍ»، بدأت تكشف عن وجهها القبيح في كثيرٍ من الأماكن، وعن أوضاعٍ مأساويةٍ لا يعرف - على وجه الدقة - عدد من خلفتهم من قتلى وأرامل وثكالى وأيتامٍ، وهناك أماكن أخرى يجري إعدادها لمزيدٍ من الانفجار وتكديس السلاح وجلب الذخائر، في وضعٍ عالميٍ تسيطر عليه الضبابية وخيبة الأمل والخوف من المستقبل، وتتحكم فيه المصالح المادية الضيقة، فالوثيقة تحث على السلام ونبذ التعصب وبالتالي عدم الوقوع في الحروب المدمرة للشعوب والأمم».

الإنسانية والتسامح
أكد أشعياء هارون عضو مجلس كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط المصريين الأرثوذكس بأبوظبي ومستشار أعمال، الإمارات كانت وما زالت منذ أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات على أسس الإنسانية والتسامح والقيم المستمدة من التعاليم السماوية ونجحت باقتدار أن تحتضن على أرضها 200 جنسية مختلفة الأعراق والأديان، وكان المعيار الأول، هو الاشتراك في الإنسانية.

  • أشعياء هارون

وأضاف: «لم تكتف دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا النجاح الإقليمي في إرساء مبادئ التسامح الذي ظهر بوضوح شديد في بناء الكنائس والمعابد للجميع مسلمين ومسيحيين ويهود وديانات أخرى مثل الهندوسية والبوذية وغيرها، لكن قامت الإمارات العربية ومعها بعض الأشقاء بالتوجه إلى المجتمع الدولي للاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية في اليوم الرابع من فبراير من كل عام، وذلك لأن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تريد أن تحتفل بهذا اليوم على مستوى الإمارات، لكن لكي يعم النفع على كل المجتمع الدولي لإعلاء قيم التسامح والإنساني، لأن هذه هي قيم دولة الإمارات العربية ولم يعد مستغرباً أن ترى رجال الدين بزيهم المختلف يعيشون بكل الحرية ويمارسون معتقداتهم وإيمانهم والسبب وراء ذلك إيمان دولة الإمارات بالقيم الإنسانية والتسامح.. نصلي أن يحفظ الله بلد الخير والأمان والتسامح وأن يحفظ قادتها الشجعان الكرام في الفعل والقول».

إنجاز تاريخي 
أكد القس بيشوي راعي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأبوظبي، وبمناسبة حلول اليوم العالمي للأخوة الإنسانية نتقدم باسم قداسة البابا تواضروس الثاني وباسم الكنائس القبطية في الإمارات، بخالص التهنئة للقيادة الإماراتية الرشيدة ولأصحاب السمو الشيوخ، حكام الإمارات «حفظهم الله ورعاهم» ،وشعبها الكريم.

  • القس بيشوي

وأضاف: ما أن يأتي علينا اليوم الرابع من شهر فبراير من كل عام حتى ينعم العالم بنسيم المحبة الإنسانية، ذلك النسيم الذي فاح عطره بإلهام تلك الروح النقية، روح المغفور له بإذن الله  الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ليشرق علينا اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن مبادرةٍ وليدةٍ من أرض دولة الإمارات بالاشتراك مع جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين.
واعتبر أن اليوم العالمي للأخوة الإنسانية،  ألهم  قادة دول وشعوب العالم للالتفاف حول أسمى مبادئ وقيم الإنسانية، قيم تقبل الآخر والانفتاح على جميع البشر بكل اختلافاتهم، رغبةً في إيجاد عالمٍ متحاب صافي القلب والنية، مجتمعٍ بناءٍ مبدعٍ خلاق، نابذٍ لكل أشكال التمييز والكراهية والعنف، ويعد اعتماد الأمم المتحدة لهذا اليوم، إنجازاً  تاريخياً كبيراً،  يضاف إلى إنجازات قيادة هذه  الدولة الرشيدة ودبلوماسيتها الحكيمة.

  • أبوبكر أحمد

بزوغ فجر جديد
أعرب فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد مفتي الديار الهندية والرئيس التنفيذي لمنتدى الشيخ زايد العالمي للسلام عن خالص التهاني والتحيات بمناسبة الاحتفاء باليوم الدولي للأخوة الإنسانية الموافق 4 فبراير متمنياً للإنسانية جمعاء وللعالم بأسره بزوغ فجر جديد يسود فيه السلام والاطمئنان ويتمتع بالتعايش الآمن والتسامح بين مختلف الطوائف والشعوب العالمية، كما أشاد فضيلته بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها الرائد من خلال المبادرة التي طالبت من الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان يوم عالمي يحتفي بها العالم بالأخوة الإنسانية.

  • يحيى بالافيتشيني

يوم رائع
قال الإمام يحيى بالافيتشيني، رئيس كوريس، الجالية الإسلامية الدينية في إيطاليا، يسعدني جداً أن أحييكم من روما، وعندما غادرت روما متوجهاً إلى أبوظبي، حيث أتيحت لي الفرصة والشرف الكبير للمشاركة في هذا اليوم الرائع والمهم لوثيقة الأخوة، ونحن سعيدون أن نرى هذا اليوم يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، من أبوظبي، وبدعم كبير من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى روما والفاتيكان وإلى نيويورك مع الأمم المتحدة، ندعم ونشعر بأهمية كبيرة لهذا اليوم العالمي للأخوة، حيث المؤمنين والمواطنين والمؤسسات والمجتمع منخرطون معاً من أجل السلام والمعرفة إن شاء الله.