القاهرة (الاتحاد)
أكد الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية والتي تم إطلاقها من خلال اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، في غاية الأهمية لأنها تكشف عن دلالات متعددة، أولها التقدير الشخصي والجماعي لمن كانوا سبباً في التفكير في تأسيس «وثيقة الأخوة الإنسانية»، والدور الذي يمكن أن تُحدثه هذه الوثيقة، من خلال التركيز على مبادئها والاهتمام بمضامينها.
وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، خلال حواره لـ«الاتحاد»: أن «وثيقة الأخوة الإنسانية» تلفت الأنظار إلى ضرورة العناية بالجانب الإنساني، ومحاولة القيام بالمشاريع الإنسانية التي تخدم البشرية جمعاء في مجالات وآفاق عديدة للمعنيين بالشق الإنساني أو الجانب الإنساني، ومضاعفة الجهود وزيادة الأعمال، وذلك احتفاءً بهذه الوثيقة، وتشجيعاً على الفوز بهذه الجائزة العالمية، التي تفتح باباً كبيراً جداً في التنافس في أبواب الخير وأعمال البر.
وقال «عياد»: إن الاعتراف بالفضل من باب الوفاء وهذا مبدأ إسلامي، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، ومن أفضل أنواع الشكر أن يكون الشكر على عمل يتناول الإنسانية جمعاء، وهذا ما حدث في «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبابا الفاتيكان في أبوظبي 2019، مؤكداً أن هذا العمل مهم جداً لأنه يحاول أن يقضي على آلام الأمم ومشكلات الشعوب.
وأضاف: «كما يأتي التكريم لمن وقع هذه الوثيقة العظيمة اعترافاً بالفضل ووفاءً بالجميل»، مؤكداً أن هذا التكريم، يعطي مزية خاصة ألا وهو مجال التنافس في باب الأعمال الخيرية، خصوصاً وأن الله تعالى يقول: «وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ»، سورة المطففين الآية 26.
وأكد «عياد» أن مما يعطي هذه الجائزة أهمية كبيرة، أنها ارتبطت باسم رجل عُرف بحكيم العرب، والذي استحق هذا اللقب عن جدارة، وبسبب هذه الأعمال التي عرف بها واشتهر بها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، مؤكداً أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، واحد من أهم الشخصيات في عالمنا الإسلامي، وفي العالم الإنساني بشكل خاص، الذي وجه جل جهده لبسط قيم المودة والتراحم والإخاء الإنساني.
ولفت إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» كان يدعو لهذه القيم الإنسانية دعوة فعلية وعملية من خلال تجسيد قيم التواضع والتعامل الأمثل، والتماس الأعذار، والحرص على التقريب بين البعيد، والرغبة في القضاء على الشقاق، ومحو النزاع بين الأفراد أو بين الجماعات والدول بعضها البعض.
واعتبر «عياد» أن ارتباط الجائزة باسم الشيخ زايد طيب الله ثراه، هو من الأهمية بمكان، لأنه يعطي لها قيمة ورمزاً للعالمية، والذكرى الطيبة، التي تؤكد على أن الإنسان الذي يبحث عن الخير فإن الله تبارك وتعالى يكافئه دنيا وديناً.
وأضاف: «يكفي أننا نعلم أن هذه الجائزة صارت مرتبطة باسم الشيخ زايد، وهذا يعطي دلالة على أهمية الدور الوفائي الذي تقوم به هذه الجائزة من خلال إحياء ذكراه العطرة، ولفت الأنظار إلى ما قام به من جهود مباركة، وأعمال طيبة ينبغي أن نحتذي بها، وأن نعمل ونسير على ضوئها، لاسيما وهذه الأعمال تتفق مع دعوات الأنبياء، والمرسلين، وتتفق مع القيم البشرية جمعاء، واتفقت عليها المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية، باعتبار أن ذلك يحقق الخير للإنسان مع أخيه الإنسان.
تأسيس
حول جهود الإمارات في نشر الأخوة الإنسانية والسلام في العالم، قال الدكتور نظير عياد: «إن هذا الجانب من الجوانب الملموسة، ويكفي أن الإمارات هي من أسست ليوم التسامح العالمي، وعملت على التقريب بين قطبي العالم من خلال «وثيقة الأخوة الإنسانية»، وأن الناس أدركوا قيمة العيش المشترك والسلم الأمني والعيش المجتمعي». وأكد أن هذه الجهود يشهد بها القاصي والداني من خلال ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال هذه الجهود التي تُبذل من قادة الإمارات، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.